ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 6 نوفمبر 2025 08:51 صباحاً - قبل عصر أثرياء الهند مكيش أمباني وغوتام أداني ونارايانا مورثي، كان هناك رجل هزّ العالم بثروته الطائلة، مير عثمان علي خان، السلطان الأعلى الأخير لمملكة حيدر أباد، وُلد في 6 أبريل 1886، وتولى العرش وهو في الخامسة والعشرين، وحكم من 1911 حتى 1948، وهي فترة شهدت ازدهارا كبيرا في البنية التحتية والتعليم والثقافة في ولاية حيدر أباد.
تُقدّر ثروته في الأربعينات بحوالي 236 مليار دولار أمريكي بعد تعديل التضخم، جزء كبير منها يعود إلى مناجم الألماس في جولكوندا، التي أمدت العالم بأشهر الأحجار الكريمة مثل كوهينور، Hope Diamond، Darya-i-Nur، وألماس جاكوب الذي يزن 185 قيراطا ويقدّر ثمنه اليوم بـ 120 مليون دولار.
هذه الثروة الهائلة جعلته يشكل 2% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة آنذاك، وظهرت صورته على غلاف مجلة تايم عام 1937 بعنوان "أغنى رجل في العالم"، وفقا لـ bollywoodshaadis.
لم يقتصر اهتمام مير عثمان على الأحجار الكريمة، بل امتد إلى السيارات الفاخرة، إذ كان يمتلك 50 سيارة رولز رويس، بما فيها Silver Ghost Throne Car، ويعرف أيضا بصك عملته الخاصة، التي شملت الريال والأشرفي والأنس، وظلت متداولة حتى عام 1951. كما أسس شركة طيران ديكان، إحدى أقدم شركات الطيران الخاصة في الهند البريطانية.
عالميا، اشتهر مير عثمان بعلاقاته الدبلوماسية. فقد أهدى الملكة إليزابيث الثانية قلادة ماسية فاخرة من Cartier تتضمن 300 ماسة، وأصبحت جزءا من التراث الملكي البريطاني، ما يعكس مدى امتداد ثروته خارج الهند.
أما مجموعته الشخصية من المجوهرات، التي اشترتها الحكومة الهندية عام 1995، فشملت 173 جوهرة، منها 2,000 قيراط زمرد و40,000 قطعة لؤلؤ، بالإضافة إلى الذهب والمجوهرات التي كانت قيمتها تتجاوز 2.9 مليار دولار تقريبا في 2019.
رغم ثروته الفائقة، كان مير عثمان علي خان حاكما متواضعا ومحبا للعلم والتنمية. غالبا ما كان يرتدي ملابس بسيطة، ويعيش حياة معتدلة، حتى إنه كان ينظف غرفته بنفسه. لكن إنجازاته شملت تأسيس بنك ولاية حيدر أباد، وجامعة عثمانية، ومستشفى عثمانية العام، ومطار بيجومبت، ومحكمة حيدر أباد العليا، وبناء سدود مهمة بعد فيضانات موسي، مثل عثمان ساغار وهيمايات ساغار.
حول التبرع بالذهب، دارت شائعات تقول إنه تبرع بـ 5000 كيلوجرام ذهب للحكومة الهندية خلال الحرب الهندية-الباكستانية عام 1965، لكن التحقيقات أكدت أنه استثمر 425 كيلوجراما فقط في برنامج الذهب الوطني للدفاع بفائدة 6.5%، مما دحض الأسطورة حول التبرع الضخم.
مير عثمان علي خان لم يكن مجرد أغنى رجل في الهند، بل رمزا لرؤية حديثة ممزوجة بالفخامة الملكية. إرثه لا يقتصر على القصور والسيارات والمجوهرات، بل يشمل التعليم والصحة والبنية التحتية، ويظل شاهدا على عصر كانت فيه الملكية تحكم العالم وتثير الإعجاب عالميا. توفي عام 1967، وحضر جنازته أكثر من مليون شخص، مؤكدا المكانة التاريخية لهذا الحاكم الغني والحكيم في آن واحد.
أخبار متعلقة :