ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 9 نوفمبر 2025 02:36 مساءً - أكد تقرير لصحيفة «فاينانشال تايمز» أن أعداداً متزايدة من الأثرياء الصينيين يقبلون على إنشاء مكاتب عائلية والحصول على الإقامة في الإمارات، خصوصاً دبي، وذلك لانتشار الإحباط بينهم من الصعوبات المتزايدة في سنغافورة.
شهد العام الماضي زيادة في استفسارات المواطنين الصينيين الراغبين في الانتقال إلى دبي وأبوظبي، وفقاً لمصرفيين خاصين ومستشارين للأثرياء. ويسهل إنشاء مكاتب عائلية هناك عملية الحصول على الإقامة.
ونقلت «فاينانشال تايمز» عن مايك تان، الرئيس العالمي لتخطيط الثروات والاستشارات العائلية في بنك ستاندرد تشارترد بسنغافورة، قوله: إن الراغبين في إنشاء مكاتب عائلية يحولون أنظارهم الآن إلى دبي، مشيراً إلى أن عدد الاستفسارات حول دبي التي تلقاها بنك ستاندرد تشارترد من عملاء من شرق آسيا قد ارتفع بشكل كبير خلال العام الماضي، لكن البنك رفض الكشف عن الأرقام.
وأوضح ميان تان أن التأشيرة الذهبية لدولة الإمارات، التي توفر الإقامة لمدة 10 سنوات والمتاحة للمستثمرين وبعض أفراد الأسرة وأصحاب المهارات العالية، «جذابة للغاية، وهي مستقرة وجيدة تماماً من منظور ضريبي». وأشارت أرقام رسمية من الإمارات إلى إصدار نحو 80 ألف تأشيرة ذهبية في عام 2022 في زيادة حادة من 47 ألفاً في العام السابق.
وبلغ عدد الكيانات العائلية في مركز دبي المالي العالمي دبي 1000 في نهاية النصف الأول من هذا العام، وفقاً للأرقام الرسمية، مقارنة بـ 800 في نهاية العام الماضي و600 في نهاية عام 2023. وتقول مصادر: إن جزءاً كبيراً من الزيادة يمكن أن يعزى إلى الأثرياء الصينيين.
وقال براشانت تاندون، المدير الإداري لشركة إدارة الثروات «لايت هاوس كانتون» في الإمارات: إن تدفق العملاء الأثرياء إلى الإمارات كبير لدرجة أنه بات هناك نقص في المتخصصين الماليين الذين يتحدثون الصينية. وقال تاندون: إنه لاحظ أكبر حركة نحو الإمارات بين أصحاب الأصول التي تتراوح بين 50 مليوناً و200 مليون دولار - أي «الشريحة المتوسطة» من الأفراد ذوي الثروات الكبيرة - والذين يتمتعون بروح ريادية أكبر، وقد يشعرون بضغوط تجارية في الصين القارية أو هونغ كونغ.
وقال يان مرازيك، الشريك الإداري في شركة «إم إتش كيو»، التي تساعد في إنشاء هياكل لمديري الصناديق والمكاتب العائلية في دبي وأبوظبي: «باعت العديد من العائلات عقارات بسنغافورة للانتقال والاستثمار في الإمارات». وأضاف: إن عمليات الإغلاق الصارمة بسبب كوفيد في أماكن مثل الصين وسنغافورة هي التي حولت الأنظار إلى الإمارات أولاً.
وقال مستشار في شؤون العائلات الثرية: «سنغافورة لديها قواعد هجرة صارمة للغاية - فهم يريدون ضمان وصول الأشخاص المناسبين فقط. وبينما من السهل نسبياً إنشاء مكتب عائلي والحصول على تصاريح عمل، لكن من الأصعب بكثير الحصول على الإقامة والجنسية».
وتشير تقارير إلى أن المزيد من رواد الأعمال في مجال العملات المشفرة من الصين يتطلعون أيضاً إلى تأسيس أعمالهم في الشرق الأوسط. ويوجد الآن 39 شركة عملات مشفرة مرخصة بالكامل من قبل سلطة تنظيم الأصول الافتراضية في دبي (فارا)، وهي الهيئة التنظيمية الخاصة بهذا القطاع في دبي.
ولفتت التقارير إلى أنه في مجال العملات المشفرة والأصول الرقمية، يتطلع العملاء الصينيون بصفة خاصة إلى مدى ودية الجهات التنظيمية المحلية. وفي كثير من الأحيان، تعتبر سنغافورة متشددة كثيراً بالتأكيد مقارنة بدبي. ولذلك، يتجه العملاء بشكل متزايد إلى الشرق الأوسط، خصوصاً دبي.
أخبار متعلقة :