ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 10 نوفمبر 2025 12:06 صباحاً - وتؤكد البيانات حجم الزخم الذي يشهده السوق في دبي؛ إذ سجلت مبيعات الشوكولاتة والحلويات خلال الفترة الماضية نمواً لافتاً بنسبة 81 % لتصل إلى 73.9 مليون درهم (20.2 مليون دولار)، مدفوعة بالطلب المتزايد على المنتجات الفاخرة والنجاح المتواصل لعلامات محلية صاعدة مثل «شوكولاتة دبي».
وافتتحت علامة «فيكس ديزرت للشوكولاته»، أول متجر مؤقت لها خارج الإمارات في متجر هارودز الشهير بمنطقة نايتسبريدج بلندن.
ويمتد حضور المتجر من 27 أكتوبر وحتى 23 نوفمبر خطوة جديدة تنطلق بها الشوكولاتة المصنوعة بفخر في الإمارات نحو العالمية من دبي إلى العالم.
تبرز قصة نجاح «شوكولاتة دبي» كمثال حي لعلامة محلية تحولت إلى أيقونة اقتصادية
من 10 ألواح أسبوعياً إلى طلبات من المكسيك وتايلاند وأمريكا وألمانيا
افتتاح أول متجر مؤقت خارج الإمارات بمتجر هارودز في لندن
رحلة ممتعة
والتقت «حال الخليج» سارة حمودة، المؤسسة المشاركة لعلامة «فيكس ديزرت للشوكولاتة»، لتحكي عن تلك التجربة والرحلة الممتعة من مطبخ بيتها في دبي إلى أسواق أوروبا.
وقالت: «مغامرة جميلة وغير متوقعة، جاءت من دون أن نخطط لها، فحين بدأنا لم يكن الهدف إطلاق منتج عالمي، بل كانت رغبة بسيطة في تناول نوع من الحلوى لم أجده على رفوف المتاجر.
كنت أريد صنع شيء فريد، لكن في الوقت نفسه يحمل طابعاً مألوفاً ويبعث إحساساً بالحنين؛ لتحمل مذاقات جذورنا الشرق أوسطية والكنافة اللذيذة التي كانت والدتي تحضّرها، فهي تجمع مزيجاً بين نكهات تراثية وتقنيات ومذاقات عصرية».
أما عن اختيار اسم «فيكس» وما إذا كانت فكّرت في استخدام اسم «شوكولاتة دبي» رسمياً، قالت سارة: «FIX هو اختصار لعبارة Freakin Incredible Xperience، وتعني «تجربة مذهلة بكل معنى الكلمة»، فنحن لا نقدم نكهة مميزة فحسب، بل نبني تجربة متكاملة من لحظة فتح الغلاف، ورائحة الشوكولاتة، وتنوع القوام، والمزج غير المتوقع للنّكهات، وصولاً إلى الذكريات التي توقظها، فكل تفصيلة لها قيمتها.
أما الاسم نفسه، فهو مستوحى من عبارة «to get your fix»، أي «الحصول على جرعتك أو حاجتك من شيء تحبّه بشدة»، وهذا كان مناسباً تماماً لبدايتنا، التي انطلقت من حاجة ملحّة لم يستطع أي منتج في السوق تلبيتها.
أما بالنسبة إلى تسمية «شوكولاتة دبي» فهو في الحقيقة لقب أطلقه علينا مجتمعنا على الإنترنت، فبعدما بدأت فيديوهات فيكس تحقق انتشاراً واسعاً، وبدأ الناس يلاحظون أنها متوافرة فقط في دبي، أطلقوا عليها هذا الاسم، وسرعان ما أصبح شائعاً.
وأضافت: «لا شك أن دبي فاقت كل التوقعات في ريادتها في كل شيء، ولنا الفخر أن تكون هي المنصة التي انطلقنا منها في مشوار نجاحنا».
وقالت: «لكن الاسم الرسمي لنا هو «فيكس ديزرت للشوكولاته»، أما «شوكولاتة دبي» فليست علامة تجارية مسجّلة، بل هو اسم نشأ وتطور عفوياً داخل مجتمعنا.
ويسعدني ويشرفني أن أراه يتحوّل إلى ما يشبه تصنيفاً كاملاً في عالم الحلويات».
وعما إذا كانت قد لاحظت وجود تباين في الطلب على المنتج بين السيّاح والمقيمين تجيب: «يصعب وصف شعورنا ونحن نرى «فيكس» تحظى بهذا الحب الكبير على مستوى العالم.
وبما أن «ديليفرو» هي المنصة الوحيدة للحصول على «فيكس» في دبي وأبوظبي، مع كميات محدودة تُطرح يومياً، فقد شهدنا حرصاً كبيراً من جمهورنا للحصول على إبداعاتنا، بدءاً من ضبط منبّه خاص لتذكيرهم بالتوقيت حتى حجز تذكرة طيران.
كما نشهد إقبالاً مذهلاً في منصتنا المؤقتة في سوق دبي الحرة، حيث لا يتردد المقيمون والسيّاح في الوقوف بطوابير طويلة للحصول على لوح فيكس أو لشراء هدايا لأصدقائهم وعائلاتهم خارج الإمارات.
لقد تحوّلت «شوكولاتة دبي» من منتج محلي إلى اتجاه عالمي في عالم الحلويات، وأعتقد أن هذا النجاح ينبع أساساً من الشغف والصبر والإيمان، فما حققناه لم يأتِ بسهولة».
وقالت: «بصفتنا علامة محلية، اعتمدنا في البداية على التوصيات الشخصية والتسويق الشفهي، إضافة إلى المشاركة في الفعاليات المحلية للتواصل مع العملاء المحتملين، إذ لم نملك ميزانية كبيرة للتسويق.
وفي العام الماضي حقق مقطع فيديو للوح الشوكولاته Can’t Get Knafeh of It انتشاراً واسعاً على تيك توك، وجذب اهتماماً عالمياً بعلامتنا.
وانتقلنا من صنع عشرة ألواح في الأسبوع إلى تلقي طلبات من المكسيك وتايلاند وأمريكا وألمانيا».
وأضافت: «أنا ممتنة كثيراً لوجودنا في دبي الذي ساعد على انتشار علامتنا أسرع مقارنة بأي مدينة أخرى؛ فدبي تُعد من أكثر الوجهات العالمية جذباً للأعمال، والشركات الناشئة، والسياحة، والثقافة، والترفيه، ويشرفني أن تكون انطلاقة علامتنا التجارية من هنا.
وكما تجمع دبي بين ثقافات العالم بانسجام فريد، فإن كل لوح من «فيكس» يحمل نكهته الخاصة وقصته المميزة».
وجهة للفخامة
وقالت: «دبي تمثل وجهة عالمية للابتكار والفخامة، وتحتضن أبرز التصاميم العصرية في الفن والمعمار.
وقد ألهمنا ذلك بناء هويتنا البصرية الفريدة، التي تجمع بين الفخامة وروح المرح، فبدءاً من الأسماء الطريفة مثل Catch Me If Pecan وصولاً إلى التغليف الملوّن الجذاب، صُممت كل تفصيلة لتكون جزءاً من تجربة حسّية متكاملة لا تُنسى. ومن المؤثّر حقاً أن نرى فيكس تلبي أذواق الناس حول العالم.
وقد تلقينا طلبات من مختلف القارات تقريباً. ومن الرائع أن نشهد كيف تتكيف إبداعاتنا المميزة من النكهات في كل دولة بطريقة فريدة.
وأكثر ما يسعدني هو رؤية الطهاة المنزليين وهم يبتكرون باستخدام مكوناتنا، مثل «الكانولي» في إيطاليا إلى «الستروبوافيل» في هولندا، وغيرهما الكثير».
وعما ظهر أخيراً من العلامات التجارية المشابهة لشوكولاتة دبي في السوق، بعضها بأسعار أقل بكثير، قالت سارة: «أرى أن المنافسة تدفعنا إلى أن نكون أكثر إبداعاً، وتحثّنا على التطوير المستمر.. نعم، هناك من يحاول استلهام النكهات من شوكولاتة دبي، وهو أمر مقبول، لكن ما يثير القلق فعلاً هو محاولات استغلال اسم علامتنا وسرقة ملكيتنا الفكرية لخداع الناس».
وأضافت: «نحن نتلقى الكثير من الرسائل من أشخاص ظنوا أنهم اشتروا لوحاً من «فيكس»، ليكتشفوا لاحقاً أنه مجرد تقليد منخفض الجودة، أو في أسوأ الحالات، لا يتلقون شيئاً ويخسرون أموالهم بسبب عمليات احتيال.
هناك أيضاً محاولات لاستخدام اسمنا تجارياً في دول أخرى.
على سبيل المثال، تعرض في بعض الأسواق الألمانية شوكولاتة تحت اسم «شوكولاتة دبي»، وأنا عندي قناعة بأن التقليد هو أصدق أشكال الإطراء».
وأعربت عن اعتقادها بأن ظهور النسخ أمر لا مفر منه عندما يحب الناس شيئاً بصدق.
وأشعر بفخر كبير لأن فيكس كانت الشرارة التي ألهمت هذا الشغف والابتكار لدى الآخرين لصنع نسخهم الخاصة من «شوكولاتة دبي» حول العالم.
وما أنشأناه ليس مجرد وصفة تجمع بين الشوكولاتة والفستق؛ فالفرق الحقيقي في «فيكس» يكمن في التجربة التي نقدّمها، وفي جودة المكونات، وإتقان التفاصيل واللمسات الفنية التي لا يمكن تقليدها.
أخبار متعلقة :