الحلم والمأساة.. "مالك كمبالا" اللاجئ من المنفى إلى قمة المليارات

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 09:36 صباحاً - يصعب العثور على قصة تجمع بين الهجرة، والنجاح الاقتصادي، والفقد الشخصي بنفس قوة قصة سودهير روباراليا، أغنى رجل في أوغندا ومؤسس مجموعة روباراليا، فقد بدأ رحلته من جذور هندية في بوربندار، غوجارات، قبل أن تصل أسرته إلى أوغندا في أوائل القرن العشرين، لتصبح واحدة من أقدم العائلات الهندية التي استقرت في شرق أفريقيا.

Advertisements

لكن هذه الجذور لم تخلُ من التحديات. ففي عام 1972، أصدر الرئيس عيدي أمين قرارا بطرد الجالية الآسيوية من أوغندا، واضطر أكثر من 60 ألف شخص للفرار خلال 90 يوما.

كان سودهير روباراليا آنذاك في السادسة عشرة، فهرب والداه إلى المملكة المتحدة، بينما بقي هو في أوغندا، قبل أن يلتحق بهما لاحقا في لندن، حيث عاش حياة صعبة بين المصانع والمساكن المزدحمة باللاجئين، لكن التجربة علمته الانضباط والإصرار، وفقا لـ businessinsider.

بدأ سودهير بالعمل في العقارات في لندن، ليعود في منتصف الثمانينات إلى أوغندا بعد انتهاء حكم عيدي أمين، حاملا معه 25 ألف دولار فقط.

ومن هناك، انطلقت مسيرته الاقتصادية، حيث أسس أعمالا صغيرة بالجملة، ثم مكتب Crane Forex، قبل أن يؤسس بنك Crane في 1995، ليصبح ثاني أكبر بنك خاص في البلاد خلال عقد واحد، ويشكل رمزا للمؤسسات الأفريقية التي تنافس البنوك العالمية.

امتدت إمبراطوريته لتشمل أكثر من 200 شركة في مختلف القطاعات، من الفنادق والتعليم والإعلام إلى الزراعة والتأمين، وهو ما أكسبه لقب "مالك كمبالا".

 وتشمل أبرز مشاريعه جامعة فيكتوريا، مدارس Kampala Parents، فنادق Speke، وPremier Roses، أكبر مصدر للزهور في أوغندا، وتقدر ثروته بـ 1.6 مليار دولار.

لكن الحياة لم تكن دائما سهلة على روباراليا، ففي مايو من العام الحالي، تعرض لأكبر خسارة شخصية في حياته بوفاة ابنه الوحيد، راجيف روباراليا، عن عمر 35 عاما في حادث سيارة، وهو الذي كان يُنظر إليه على أنه وريث الإمبراطورية العائلية، هذا الحادث صدم المجتمع الاقتصادي في أوغندا وأثار حزنا عميقا لدى والدَيْه، سودهير وزوجته جيوتشنا.

واستجابة لهذه الخسارة، حول سودهير حزنه إلى إرث تعليمي، فأسس مع زوجته "منحة راجيف روباراليا"، التي تقدم 100 منحة دراسية كاملة للطلاب المتميزين، لتستمر رؤية ابنه في دعم التعليم والجيل القادم من القادة في أفريقيا.

تُظهر رحلة سودهير روباراليا كيف يمكن للمثابرة والمرونة تحويل التحديات الشخصية والاقتصادية إلى إمبراطورية مزدهرة، كما تجسد قصته التحديات والفرص في الحلم الأفريقي، حيث يمكن النجاح أن ينبع من المبادرة والإبداع رغم الظروف المعقدة. وبين ثروته ومشاريعه الضخمة، يبقى إرثه الأكبر هو التزامه بإحياء حلم ابنه الراحل ودعم التعليم في أوغندا.

أخبار متعلقة :