هل تنقذ أموال الصين أسعار خام برنت في Q4؟

ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 15 نوفمبر 2025 01:51 مساءً - تشير التوقعات العالمية إلى أن الطلب على النفط سيسجل نمواً ملحوظاً في الربع الرابع من هذا العام (Q4 2025)، مدفوعاً بالاحتياجات الموسمية، وارتفاع وتيرة النشاط الاقتصادي في نهاية العام. ومع استقرار أسعار خام برنت فوق مستوى 85 دولاراً للبرميل فإن السوق يعيش حالة من التفاؤل الحذرن، ومع ذلك يؤكد خبراء الطاقة أن مفتاح تحويل هذه التوقعات إلى واقع ملموس يقع في يد دولة واحدة هي الصين. إن مدى قوة ونطاق التوسع الاقتصادي في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، هو العامل الحاسم الذي سيحدد ما إذا كانت الأسواق ستشهد ارتفاعاً كبيراً في الأسعار أو عودة إلى التباطؤ، بحسب بلومبرغ.

Advertisements

تتفق معظم وكالات الطاقة الكبرى على أن الربع الرابع يتميز بخصائص تعزز الطلب على النفط، حيث يرتفع الطلب على وقود التدفئة (مثل زيت الغاز) بشكل طبيعي مع دخول نصف الكرة الشمالي في فصل الشتاء، كما تزيد حركة السفر الجوي والبري بشكل كبير، بمناسبة عطلات عيد الشكر وعيد الميلاد، ما يرفع استهلاك وقود الطائرات والبنزين في الولايات المتحدة وأوروبا، وأظهرت بعض البيانات تحسناً في مؤشرات مديري المشتريات (PMI) الصناعية عالمياً، ما يعزز الحاجة إلى الوقود الصناعي.
تعتبر الصين، بأكثر من 15 مليون برميل يومياً من إجمالي استهلاكها، بمثابة «ميزان الطلب» العالمي، أي تباطؤ أو تسارع في اقتصادها له تأثير فوري، ومباشر على الأسعار.

تحديات كبيرة

رغم أن بكين تواصل دعم قطاعها الصناعي فإن قطاعها العقاري لا يزال يواجه تحديات كبيرة، ويؤدي التوازن بين نمو التصنيع واستمرار ضعف البناء إلى حالة من عدم اليقين بشأن وتيرة استهلاك الوقود. تسهم الصين بشكل كبير في تقلبات الطلب، من خلال سياستها في ملء أو إفراغ احتياطاتها النفطية الاستراتيجية. أي قرار بتكديس المزيد من الخام يمكن أن يمتص فائض الإنتاج عالمياً، والعكس صحيح.

إذا نفذت الحكومة الصينية حزم تحفيز كبيرة موجهة للبنية التحتية،فسيؤدي ذلك حتماً إلى ارتفاع الطلب على وقود النقل والديزل، وهو ما سيضمن وصول أسعار النفط إلى مستويات أعلى بكثير.

الطلب العالمي على النفط في الربع الرابع يبدو مهيئاً للنمو، خصوصاً في ظل انخفاض المخزونات الأمريكية الأخيرة (بيانات وكالة الطاقة الأمريكية - EIA)، ومع ذلك فإن العلاقة بين توقعات نمو الطلب وواقع الأسعار تظل رهينة بقرار واحد هو مدى قوة محركات الاقتصاد الصيني. ستراقب الأسواق عن كثب أي إشارات صادرة عن بكين، تتعلق بالإنفاق على البنية التحتية والاستهلاك، لربط مصير أسعار النفط بالديناميكية الآسيوية.

أخبار متعلقة :