الجمعة السوداء… لماذا سميت بهذا الاسم ومتى بدأت؟

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 17 نوفمبر 2025 08:51 صباحاً - تشهد المتاجر حول العالم أحد أكبر مواسم التسوّق السنوية على الإطلاق، المعروف باسم "الجمعة السوداء"، حيث تتنافس سلاسل البيع بالتجزئة والمتاجر الإلكترونية على تقديم تخفيضات كبيرة تمتد من الساعات الأولى للصباح وحتى نهاية اليوم، في ظاهرة باتت عالمية رغم نشأتها الأمريكية الخالصة.

Advertisements

تعود جذور المناسبة إلى الولايات المتحدة، حيث تقام في اليوم التالي لعيد الشكر الذي يصادف الخميس الرابع من شهر نوفمبر من كل عام. ومع بدء موسم التسوق الخاص بعيد الميلاد، تتدفق أعداد ضخمة من المستهلكين إلى المتاجر، بحثا عن أفضل العروض والخصومات.

وتشير تقارير اقتصادية إلى أنّ المتاجر الأمريكية حققت في الجمعة السوداء لعام 2017 وحده مبيعات تجاوزت 7.9 مليارات دولار، دون احتساب أرباح يوم "سايبر مانداي" المخصص لخصومات التجارة الإلكترونية، وفقا لموقع StarsInsider.

رغم الانتشار الواسع للمصطلح اليوم، فإن تاريخه لم يكن مرتبطا بالتسوق في بداياته. ففي خمسينات القرن الماضي، بدأ شرطيون في مدينة فيلادلفيا الأمريكية باستخدام عبارة Black Friday للإشارة إلى الفوضى المرورية والزحام الكثيف الذي كان يحدث في اليوم الذي يلي عيد الشكر، نتيجة تدفق المتسوقين مع انطلاق موسم شراء هدايا عيد الميلاد.

ومع مرور الوقت، حاول أصحاب المتاجر استبدال الاسم بمصطلح أكثر إيجابية هو "الجمعة الكبيرة"، لكن الاسم لم يلقَ قبولاً، وبقيت "الجمعة السوداء" التسمية الأكثر رسوخا.

كما ارتبطت التسمية لاحقا بمفهوم اقتصادي شائع في عالم المال، حيث يشير مصطلح "In the black" إلى تحقيق الأرباح، مقابل "In the red" الذي يدل على الخسائر؛ ما عزز فكرة أن هذا اليوم يساعد الشركات على الانتقال من الديون إلى الربح.

ورغم الجانب الاحتفالي للمناسبة، إلا أنها شهدت عبر السنوات حوادث مؤسفة، ففي عام 2008، توفي موظف في أحد متاجر وولمارت بعد أن دهمته جموع المتسوقين أثناء اقتحام أبواب المتجر لحظة الافتتاح.

وعلى مدى العقدين الماضيين، تحوّلت الجمعة السوداء من حدث أمريكي محلي إلى ظاهرة عالمية؛ ففي المكسيك تُعرف باسم El Buen Fin، وفي بنما تم نقلها إلى سبتمبر لدعم المبيعات، بينما أعلنت النرويج رسميا أنها "أهم يوم للتسوق في العام". كما تبنت دول مثل كولومبيا وإيرلندا وأستراليا ودول في أمريكا الجنوبية هذه المناسبة، حيث بات الأفـراد يستغلون التخفيضات المبكرة لإنجاز مشتريات عيد الميلاد.

ومع التطور التقني، تغيّر مشهد التسوق جذريا، حيث لم يعد المستهلكون مضطرين للوقوف في طوابير طويلة، خصوصا بعد ظهور "سايبر مانداي" عام 2005، وهو يوم تخفيضات مخصص للمبيعات عبر الإنترنت، وتشير التحليلات إلى أن المنتجات التقنية تستحوذ على الحصة الأكبر من طلبات المتولين في هذين اليومين.

ورغم اعتراضات بعض الحركات المناهضة لاستهلاك المفرط، مثل حملة "يوم بلا شراء"، ما تزال الجمعة السوداء أكبر حدث تسوّق ينتظره ملايين المستهلكين سنويا، في سباق محموم بين المتاجر والمستهلكين لاقتناص أفضل الأسعار.

أخبار متعلقة :