40 مليار دولار استثمارات الإمارات في إيطاليا ونثمّن ثقتها باقتصادنا

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 3 ديسمبر 2025 12:36 صباحاً - تشهد العلاقات الاقتصادية بين وإيطاليا مرحلة جديدة من النمو والتكامل، تجسّدها استثمارات إماراتية ضخمة تصل إلى 40 مليار دولار بمجالات متنوعة، أبرزها الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والبنية التحتية الرقمية.

Advertisements

وقد بلغت التجارة غير النفطية بين البلدين 14.1 مليار دولار في عام 2024، ما يؤكد قوة الشراكة الاقتصادية وتكامل الرؤى نحو اقتصاد مبتكر ومستدام، تلعب فيه دبي دور الجسر الحيوي الذي يربط الشركات الإيطالية بأسواق الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.. «حال الخليج» التقت لورينزو فانارا، سفير إيطاليا لدى الإمارات، الذي تناول تلك العلاقات التجارية القوية بين البلدين، إضافة إلى قضايا اقتصادية أخرى مشتركة.

في بداية حديثه قال فانارا: يُعدّ استثمار الإمارات نحو 40 مليار دولار في إيطاليا مؤشراً إيجابياً يعكس ثقة كبيرة في الاقتصاد الإيطالي. ويتركز هذا الاستثمار بقطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والبنية التحتية المتقدمة للبيانات، وهو بذلك يتجاوز مفهوم التجارة التقليدية ليؤسس لشراكات صناعية طويلة الأمد. هذا الالتزام سيسرّع وتيرة الابتكار المشترك، ويفتح قنوات جديدة للتطوير، ويسهم بشكل أساسي في تحقيق توازن أكبر في التدفقات التجارية من خلال تعزيز الحضور الإماراتي المباشر في مستقبل النمو الإيطالي، ونحن نرى في هذا الاستثمار تحالفاً استراتيجياً يضمن للطرفين الاستفادة من تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا وبناء صناعات مستقبلية مستدامة.

مختبر عالمي للابتكار

ويضيف سفير إيطاليا: أصبحت الإمارات مختبراً عالمياً للابتكار، يتصدره الذكاء الاصطناعي؛ حيث خلقت استثماراتها الجريئة في البنية التحتية الرقمية ومراكز البيانات المتقدمة بيئة خصبة للتعاون الدولي. وبالنسبة لإيطاليا، يُمثّل ذلك فرصة استثنائية، إذ تمتلك شركاتنا خبرة رائدة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات الطاقة والتصنيع والاستدامة. وبالتعاون معاً، تستطيع إيطاليا والإمارات رسم ملامح المستقبل المشترك.

وتُعدّ إيطاليا الشريك التجاري الأول للإمارات داخل الاتحاد الأوروبي، حيث بلغ حجم التجارة غير النفطية 14.1 مليار دولار في عام 2024، فكيف يستمر هذا النمو خلال السنوات المقبلة؟.. يجيب السفير: الأرقام تتحدث بوضوح: 14.1 مليار دولار في التجارة غير النفطية خلال العام الماضي، بزيادة بلغت 21% خلال عام واحد فقط. وهذا النمو لا يعكس متانة العلاقات الاقتصادية فحسب، بل يؤكد أيضاً عمق الثقة المتبادلة بين بلدينا. ومع استراتيجية التنويع الاقتصادي التي تتبناها الإمارات، وقدرة إيطاليا على تقديم تقنيات متقدمة وحلول مستدامة، نحن على ثقة بأن هذا المسار سيستمر بوتيرة إيجابية؛ فالإمارات ليست مجرد شريك مهم، بل تُعد منصة حيوية لانطلاق الابتكار الإيطالي نحو أفريقيا وآسيا ومناطق أخرى حول العالم.

النمو المستهدف

وعن معدل النمو المستهدف لصادرات إيطاليا من تقنيات الطاقة المتجددة إلى الإمارات خلال العامين 2025 و2026، خصوصاً بعد أن بلغت 130.6 مليون يورو خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، فيقول فانارا: إيطاليا شريك موثوق به في مسيرة التحول نحو الطاقة النظيفة في الإمارات؛ ففي الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام وحده، بلغت صادراتنا من تقنيات الطاقة المتجددة 130.6 مليون يورو، بزيادة 3% مقارنة بالعام الماضي. وتشكل المعدات، مثل المضخات والضواغط وأجهزة تنقية المياه، أكثر من 80% من صادراتنا المتخصصة حالياً، لكننا نرى فرص نمو قوية في مجالات جديدة مثل الطاقة الشمسية وأنظمة التخزين. وبالنظر إلى المسار القوي الذي سجله عام 2024 بإجمالي 279.9 مليون يورو، نحن واثقون باستمرار هذا النمو خلال العامين 2025 و2026، مما يعزز دور «صُنع في إيطاليا» كجزء أساسي من رحلة الاستدامة الإماراتية.

صادرات جديدة

يتركّز أكثر من 80% من الصادرات الإيطالية إلى الإمارات في مجالات المضخات والضواغط وتنقية المياه.. يقول سفير إيطاليا: يعكس ملف صادراتنا الحالي ريادة إيطاليا العالمية في التقنيات المتخصصة، مثل المضخات والضواغط وأنظمة تنقية المياه. وفي الوقت ذاته، نشهد نمواً متسارعاً في قطاعات جديدة مثل حلول الطاقة الشمسية والبطاريات الذكية وأنظمة الطاقة النظيفة المتكاملة، ونتوقع أن تمثل هذه القطاعات الناشئة خلال السنوات الثلاث المقبلة جزءاً متزايداً ومهماً من صادرات إيطاليا إلى الإمارات. أما عن صادراتنا إليها من الآلات والتقنيات الصناعية فقد بلغت 1.5 مليار يورو في عام 2024 بزيادة 27%؛ ما يشير إلى أن الآلات والتقنيات الصناعية حجر الأساس لنجاح الصادرات الإيطالية في السوق الإماراتية، وحتى شهر مايو الماضي بلغت الصادرات 712.7 مليون يورو، بزيادة 18% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. هذه النتائج تؤكد أن الصناعة الإيطالية ليست فقط تنافسية للغاية، بل هي أيضاً عنصر أساسي في دعم النمو الصناعي للإمارات وتحقيق تحولها نحو الطاقة النظيفة.

جسر عالمي

وأكد فانارا على أن دبي جسر عالمي يربط الشركات الإيطالية بالأسواق في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا في مجال الطاقة النظيفة، مضيفاً: تكمن قوة دبي في دورها كمحور اتصال ومنصة انطلاق للابتكار، فبالنسبة إلى شركاتنا العاملة في مجال الطاقة النظيفة، يشكل وجودنا في دبي فرصة للوصول ليس فقط إلى السوق الإماراتية، بل أيضاً إلى الأسواق الأفريقية والآسيوية وما بعدها، فدبي تمتاز ببنية لوجستية عالمية المستوى، وبيئة تنظيمية جاذبة للأعمال، والتزام واضح بالاستدامة؛ ما يجعلها قاعدة مثالية للتوسع. ويضيف السفير: أتوقع أن تصبح دبي مركزاً عالمياً للشركات الإيطالية في مجال الطاقة النظيفة، بعد أن نجحت في أن تكون مركزاً للتجارة والتمويل. وبالنسبة إلى الشركات الإيطالية، توفر دبي منظومة فريدة تجمع بين مشاريع حكومية طموح، ومبادرات بنية تحتية واسعة النطاق، وفرص تعاون دولي واعدة. وهذا لا يجعل منها وجهة للأعمال فحسب، بل قاعدة استراتيجية للابتكار والنمو وتوسيع الحضور في الأسواق العالمية ضمن مجالات الطاقة المتجددة والاستدامة.

أخبار متعلقة :