ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 29 ديسمبر 2025 12:06 مساءً - سجلت صادرات الصين من السيارات الكهربائية قفزة قوية على المستوى العالمي خلال شهر نوفمبر، مع استمرار توسع الشركات الصينية في الأسواق الخارجية، مدفوعة بقدرتها التنافسية من حيث الأسعار والتكنولوجيا، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تحولاً متسارعاً نحو المركبات النظيفة.
وأظهرت بيانات الجمارك الصينية أن صادرات السيارات الكهربائية ارتفعت عالمياً بنسبة 87% على أساس سنوي في نوفمبر، مع تسجيل زيادات استثنائية في بعض الأسواق، أبرزها المكسيك التي تصدرت قائمة الدول المستوردة.
ووفقاً للبيانات، قفزت صادرات الصين من السيارات الكهربائية إلى المكسيك بنسبة لافتة بلغت 2367% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى 19.344 مركبة، وهو أعلى معدل نمو بين جميع الدول والمناطق المستقبِلة للصادرات الصينية خلال الشهر.
آسيا تتصدر... وأوروبا تواصل النمو
وعلى صعيد التوزيع الجغرافي، حافظت آسيا على موقعها كأكبر وجهة لصادرات السيارات الكهربائية الصينية، إذ ارتفعت واردات دول القارة بأكثر من 71% على أساس سنوي لتبلغ 110.061 سيارة، مدعومة بالطلب المتزايد في أسواق جنوب شرق آسيا، حيث تسعى الحكومات إلى تقليص الانبعاثات ودعم التحول إلى النقل الكهربائي.
وجاءت أوروبا في المرتبة الثانية باستيراد 42.927 مركبة كهربائية، بزيادة تجاوزت 63% مقارنة بنوفمبر من العام الماضي، في إشارة إلى استمرار اختراق الشركات الصينية للأسواق الأوروبية رغم التوترات التجارية والتحقيقات التي أطلقها الاتحاد الأوروبي بشأن دعم الدولة الصينية لمصنعي السيارات الكهربائية.
كما ارتفعت صادرات الصين من السيارات الكهربائية إلى دول الاتحاد الأوروبي تحديداً بنسبة 39% على أساس سنوي لتصل إلى 25.792 مركبة، ما يعكس استمرار الطلب، لا سيما في الأسواق التي تبحث عن بدائل أقل تكلفة مقارنة بالعلامات الأوروبية التقليدية.
طفرة في أمريكا اللاتينية
وفي أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، سجلت الصادرات الصينية نمواً قوياً أيضاً، إذ بلغت 35.182 وحدة، بزيادة تفوق 283% على أساس سنوي، مستفيدة من توسع البنية التحتية للشحن الكهربائي في عدد من دول المنطقة، إضافة إلى دخول علامات صينية جديدة بقوة إلى هذه الأسواق.
ويأتي هذا النمو اللافت في صادرات السيارات الكهربائية في وقت تسعى فيه الصين إلى تعزيز موقعها كأكبر منتج ومصدر للمركبات الكهربائية في العالم، مستفيدة من سلاسل توريد متكاملة، وتكاليف إنتاج أقل، وتقدم ملحوظ في تقنيات البطاريات.
في المقابل، يثير هذا التوسع مخاوف متزايدة في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تتهم الحكومات الغربية بكين بتقديم دعم حكومي واسع لشركاتها، ما يمنحها ميزة تنافسية غير عادلة. وقد انعكس ذلك في فرض رسوم جمركية إضافية أو التلويح بها على السيارات الكهربائية الصينية، لا سيما في السوق الأوروبية.
ورغم هذه التحديات، تشير بيانات نوفمبر إلى أن الشركات الصينية تواصل تنويع وجهات صادراتها، مع تركيز متزايد على الأسواق الناشئة مثل المكسيك وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، ما يخفف من أثر القيود التجارية في الأسواق المتقدمة.
ويرى محللون أن استمرار هذا الزخم في الصادرات يعكس ليس فقط قوة الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، بل أيضاً التحول في خريطة صناعة السيارات، حيث باتت الصين لاعباً محورياً يصعب تجاهله في مستقبل النقل المستدام.
أخبار متعلقة :