ابوظبي - ياسر ابراهيم - الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 05:36 مساءً - أكدت سارة شو المدير التنفيذي لـ «مجرى» أن من أبرز إنجازات الصندوق منذ تأسيسه في العام 2018 وجود أربع محطات رئيسية شكلت أثراً حقيقياً في مجال المسؤولية المجتمعية والاستدامة في دولة الإمارات.
وأوضحت سارة شو أن الصندوق يربط الشركات الراغبة في تقديم مبادرات مجتمعية والمؤسسات غير الربحية الباحثة عن دعم والجهات الحكومية التي تحدد الأولويات الوطنية والمنفذين من القطاع الثالث والرابع والجهات الأكاديمية المقيمة للمشاريع.
وأشارت سارة شو إلى أن الدعم المالي للمشاريع لا يأتي من الصندوق، بل من الشركات الخاصة التي تجمعها بالصندوق علاقات قوية. وفي المقابل، تحصل الشركات الداعمة على فرص للحوار وصياغة السياسات، ولقاءات مع المعنيين، ما يعزز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص.
وعن «إقرار الأثر المؤسسي» أكدت سارة شو أنه التزام سنوي تقدمه الشركات حول مشاريعها المجتمعية، حتى الآن، هناك 300 شركة قدمت الإقرار لعام 2025.
المحطات الرئيسية للصندوق
وحول محطات الصندوق الأربع الرئيسية، قالت سارة شو، أولاً: إطلاق «وسام الأثر المجتمعي»، حيث يعتبر وسام الأثر المجتمعي أعلى مرتبة تكريم تمنح للشركات الخاصة من حكومة دولة الإمارات في مجال المسؤولية المجتمعية والاستدامة. وقد أطلقت الدورة الأولى للوسام في عام 2022، وتم تكريم الفائزين في عام 2023 من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويعد الوسام أداة تحفيز مهمة للشركات لتبني ممارسات مسؤولة ومبادرات مستدامة ذات أثر حقيقي في المجتمع.
ثانياً: دعم المشاريع ذات الأولوية الوطنية، حيث ركز الصندوق على دعم المشاريع التي تسهم فعلياً في تحقيق ملفات ذات أولوية وطنية، سواء في مجالات: الصحة والتعليم والبيئة والثقافة والتراث، وفي بداية عام 2024، أطلق الصندوق تحدي الأثر المستدام، الذي هدف إلى تقييم وتحديد عدد وجودة المشاريع المؤثرة في الدولة وجودتها، والتأكد من أن المبادرات مبنية على نهج علمي صحيح وتقدم تقارير موثوقة.
ثالثاً: مبادرة «مَرْفَأ مجرى» لتمكين المشاريع، أطلق الصندوق خدمة «مَرْفأ مجرى» كمرحلة متقدمة من التمكين، وقد تم تقديمها لأفضل 20 مشروعاً تم تصنيفها ضمن تحدي الأثر المستدام. تركز على تحسين عروض المشاريع للمستثمرين وتطوير الاستراتيجيات وتعديل خطط العمل ودراسات الجدوى ومعالجة الفجوة بين امتلاك الفكرة ومعرفة كيفية تنفيذها.
شبهت سارة شو «مَرْفَأ مجرى» بالمرفأ الذي ترسو فيه السفن لإصلاحها وإعادة تجهيزها قبل العودة لاستكمال رحلتها. وهذا بالضبط ما يقوم به الصندوق مع المشاريع الواعدة، حيث يقدم تدريبات وأدلة إرشادية للشركات لتطوير استراتيجياتها في المسؤولية المجتمعية، وبناء مشاريع مستدامة مبنية على أساس علمي يخدم الفئات المستهدفة.
أظهرت التجربة أن الشركات غالباً تركز على موضوعين أساسيين فقط «البيئة والتعليم» لسهولة العمل عليهما، بينما توجد مجالات أخرى لا تقل أهمية، مثل الثقافة والتراث والصحة. وقد ضرب مثلاً بمؤسسة عبدالله الغرير التي تركز على تمكين الشباب الجامعيين عبر التدريب والتوظيف.
رابعاً: مجرى مظلة وطنية شاملة، أشارت سارة شو إلى أن الدور الأكبر للصندوق يتمثل في جعله المظلة الوطنية التي تجمع الشركات والمؤسسات الراغبة في تقديم مبادرات مؤثرة.
استثمارات الصندوق ودوره الحقيقي
أوضحت سارة شو أن «مجرى» لا يتضمن أي بند يقضي بتمويل المشاريع، ودوره الحقيقي يتمثل في حصر المساهمات وتوعية الشركات بالمسؤولية المجتمعية وتحفيزها وربط المشاريع بالممولين من القطاع الخاص ووضع الجميع على منصة واحدة.
أما المرحلة المقبلة، فتشهد ظهور آليات تمويل جديدة للمشاريع ذات الأولوية الوطنية، بالتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والقطاع الثالث وأوضحت أنه تم الإعلان عن نهج جديد للمسؤولية المجتمعية يقوم على الشراكة الفعلية بين الحكومة والقطاع الخاص ضمن استراتيجية «شركات الإمارات من أجل الخير 2031»، بوصفها إطاراً وطنياً شاملاً لتعزيز مساهمات القطاع الخاص في التنمية المستدامة، وتوجيه جهوده في مجال المسؤولية المجتمعية نحو الخير المشترك للدار ضمن منظومة متكاملة لاقتصاد الأثر المستدام في دولة الإمارات.
وأضافت سارة شو أن هذه الاستراتيجية تستند إلى «نهج البوصلة الاستراتيجية»، الذي يمثل إطاراً اتحادياً متكاملاً يوجه مسار المسؤولية المجتمعية والاستدامة في القطاع الخاص، ويعمل هذا النهج على دعم التخطيط المستدام طويل المدى، وتعزيز أنظمة الحوكمة المؤسسية، وتفعيل التكامل بين الجهات الحكومية والشركات والقطاع الثالث ورواد الأعمال المجتمعيين (القطاع الرابع) إضافة إلى تمكين الشركات من تطوير قدراتها وتبني منهجيات واضحة وشفافة في مجال المسؤولية المجتمعية وقياس الأثر.
أخبار متعلقة :