الارشيف / حال قطر

تزايد العمل الخيري في «العشر الأوائل».. مبادرات مؤسسية وفردية رمضانية تعزز التكافل

  • 1/2
  • 2/2

الدوحة - سيف الحموري - محمد المهندي: توزيع 400 كرتون من المواد الغذائية و150 وجبة لإفطار الصائم
عبدالله المريخي: مواطن في الخور يوزع إنتاج مزرعته في رمضان

شهدت «العشر الأوائل» من هذا الشهر الفضيل العديد من المبادرات الخيرية التي قامت بها وما زالت العديد من المؤسسات والشركات التجارية والأفراد على حد سواء، حيث تسابق الصائمون على الأعمال الخيرية والتطوعية طمعاً في نيل الأجر والثواب في مواسم الخير.
وبدأت المؤسسات والأفراد في تقديم أوجه الخير كل على طريقته بما يعكس مظاهر التكافل الاجتماعي على المستويين المادي والمعنوي، وبدا ذلك جلياً في عديد من صور التكافل التي تهدف لتأكيد أن رمضان هو شهر البر والعطاء؛ حيث يتسابق الجميع في مضمار الخير الجماعي أكثر من أي وقت آخر.

تكافل اجتماعي
ومن صور التكافل، ما تقوم به الشركات من دعم أوجه العمل الخيري في المجتمع بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، حيث قام العديد من البنوك بدعم مشاريع الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، منها مشروع توزيع تموين رمضان على أُسرٍ من ذوي الإعاقة والتي تعاني من صعوبات مادية. كما قامت شركة استثمار القابضة بالتبرع للتفريج عن حالة غارم (1) بقيمة 562,823 ريالا قطريا، والتفريج عن حالة غارم (2) بقيمة 611,215 ريالا قطريا.
وفي بادرة خيرية فردية تدل على تأصل فعل الخير في المجتمع القطري، حرص أحد البيوت القطرية على توفير مئات الوجبات اليومية للصائمين طوال شهر رمضان الكريم من خلال صناديق الإفطار على أكثر من 350 شخصاً كل يوم.

رفقاء الخير
كما تتواصل مبادرات رفيق الخير في مدينة الخور بتوزيع 400 كرتون من المواد الغذائية و150 وجبة لإفطار الصائم، وأشار السيد عبدالله بن مقلد المريخي، عضو المجلس البلدي عن الدائرة (٢٥) إلى بادرة فردية طيبة قام بها مواطن من أهالي مدينة الخور للمرة الرابعة على التوالي، تمثلت في تخصيص إنتاج مزرعته من الخضراوات اليومية الطازجة لتوزيعها في هذا الشهر الفضيل، مؤكدا أنه يتم توزيعها في مدينة الخور، وأشاد المريخي بهذه البادرة الطيبة سائلاً الله أن يبارك له في رزقه ويخلفه خيراً.

فاعل خير
وفي بادرة أخرى، وضع فاعل خير من سكان مدينة الخور، طاولة بسيطة على ممشى الخور، تضم المياه والشاي والقهوة مجاناً لممارسي رياضة المشي من الصائمين وغير الصائمين بمناسبة شهر رمضان الكريم.
وأشاد رواد الممشى باللافتة الجميلة رغم بساطتها، خاصة أن الكثير من الصائمين يفضلون ممارسة رياضة المشي وقت الإفطار، مؤكدين أن أهل قطر والمقيمين فيها دائماً يسعون للخير ورضا الله عز وجل.

عمل مؤسسي
أما على مستوى العمل المؤسسي فقد بادرت «قطر الخيرية» لإطلاق عدة حملات خيرية تضمنت إفطار الصائم المتنقل للعمال والإفطار الجوال ومؤنة رمضان إلى جانب المشاريع الاجتماعية مثل توزيع زكاة الفطر وهدية رمضان وكسوة العيد على الأسر ذات الدخل المحدود، فضلا عن عيدية الأيتام وعيدية أطفال أسر ذوي الدخل المحدود.
كما تستهدف مشاريع حملة «رمضان الأثر» داخل قطر بدعم من المتبرعين تقديم مساعدات للحالات الإنسانية والمرضية والغارمين في إطار منصة الأقربون، وتنفيذ برامج مجتمعية وثقافية للجمهور وفعاليات خاصة بالمتطوعين، كما تتضمن إنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية تبث بالتعاون مع وسائل إعلام قطرية أو على حسابات قطر الخيرية عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

داخل قطر 
وينتظر أن يستفيد من الحملة بدعم أهل الخير حوالي 900 ألف شخص، فيما ستبلغ قيمتها حوالي 87,5 مليون ريال، حيث تشتمل على مشاريع موسمية لصالح العمال والأسر ذات الدخل المحدود والأيتام وأبناء الجاليات، كما تهتم بتقديم مساعدات للغارمين والأرامل والحالات الإنسانية والمرضية وغيرها عبر منصة الأقربون، فضلا عن تنفيذ عدد من المشاريع التوعوية والثقافية والمبادرات التطوعية.

سلال غذائية
وأعرب السيد محمد غانم المهندي عن سعادته بالمشاركة السنوية في حملات الخير الرمضانية التي تنفذها قطر الخيرية، كما أعرب عن سعادته بمشاركة «أوريدو» في الحملة من خلال توزيع السلال الغذائية وافطار الصائم في مدينة الخور.
كما يواصل الهلال الأحمر القطري مبادرة «خيركم سابق مبادرة خيرية» لإدخال الفرحة على قلوب الأسر المتعففة، وذلك من خلال اقتناء طرود غذائية جاهزة من المجمعات الاستهلاكية، تضم حزمة متنوعة من المواد الغذائية الأساسية لرمضان، لتستفيد منها الفئات الأكثر حاجة لها.
كما يواصل مركز حفظ النعمة خلال شهر رمضان المبارك برنامج إفطار صائم، وتوزيع سلال غذائية على الأسر المتعففة بدعم العديد من المتبرعين الأفراد والمطاعم على حد سواء، حيث يوجد ما يقارب 3500 وجبة يوميًا منها 1900 وجبة يوميًا تبرعًا ودعمًا كريمًا من مؤسسة الشيخ عيد الخيرية توزع في 11 موقعًا مختلفا في الدوحة والصناعية. وتحت شعار «رمضان الخير» وضمن الشراكة المجتمعية في شهر رمضان المبارك، يوزع مركز الدانة للفتيات وجبات إفطار صائم مع مركز حفظ النعمة كل يوم اثنين.
ويستهدف مركز حفظ النعمة تقديم التبرعات لفئة العمال وفئة الأسر المحتاجة من أصحاب الدخل المحدود، من خلال نقاط توزيع منتشرة في مناطق قطر، إلى جانب ما يزيد على 1600 أسرة معتمدة لدى المركز، تمت دراسة حالاتها من قبل المختصين التابعين للمركز (البحث الاجتماعي).

عروض خاصة
وأطلقت بعض المطاعم عروضًا خاصة على وجبات إفطار الصائمين خلال شهر رمضان المبارك، في إطار جهودها لتشجيع المواطنين والمقيمين والجهات المختلفة على عمل الخير واستمرار العطاء خلال الشهر الكريم.

«ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً»
قال فضيلة الشيخ الداعية أحمد البوعينين إن للصدقة في رمضان رمزية وخصوصية علينا ان نبادر إليها ونحرص عليها ولها صور كثيرة من بينها إطعام الطعام، قال الله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً، إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً، فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسروراً وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً). فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات، سواءً كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم». وقال صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. يقول الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان؛ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك). وقال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). ولا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).

Advertisements

قد تقرأ أيضا