الدوحة - سيف الحموري - رغم ما يعانيه الفلسطينيون في قطاع غزة من دمار وموت بفعل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، يستذكر المواطنون الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة قطر لوقف العدوان ومعالجة تداعياته الإنسانية الكارثية، تزامنا مع احتفالها بيومها الوطني.
وفي أحاديث منفصلة مع مراسل وكالة الأنباء القطرية «قنا» في غزة، أعرب العديد من الفلسطينيين عن أملهم في نجاح المساعي القطرية الحثيثة الحالية لوقف العدوان، مشيرين إلى دور قطر المحوري في التهدئة ووقف الحروب السابقة التي شهدها القطاع أعوام 2012، و2014، و2021، وما أعقبها من جهود قطرية أساسية في إعادة إعمار غزة، وتحسين أوضاعها الإنسانية.
وأمام أحد مراكز توزيع المساعدات للهلال الأحمر القطري، أشاد النازح الفلسطيني محمد الشرفا بالدعم القطري الممتد منذ سنوات، قائلا: «قطر كانت حاضرة دوما بدعمها للشعب الفلسطيني للتخفيف عنه وإغاثته مع استمرار العدوان الإسرائيلي». وأضاف: «قطر التي تحتفل بيومها الوطني، لها مواقف مشرفة تجاه القضية الفلسطينية، وتبذل جهودا جبارة في ملف الوساطة والحراك الدبلوماسي لوقف العدوان».
من جانبه، قال إبراهيم خالد، المشرف على مشروع «لمسة وفاء» الإغاثي بشمال قطاع غزة، إن الجهود القطرية تمثل ركنا أساسيا في توفير المساعدات للفلسطينيين المتضررين من العدوان الإسرائيلي. وأوضح أن قطر حاضرة بقوة من خلال توفير الطرود الغذائية، وتجهيز مخيمات الإيواء، ومد سكانها بمستلزمات الحياة الأساسية، إضافة إلى تنفيذ مشاريع خدمية حيوية تعالج تداعيات العدوان.
وفي السياق ذاته، استعرض الإعلامي محمد أبو قمر، رئيس تحرير وكالة «صفا» الإخبارية، الدور القطري الممتد منذ فرض الحصار على غزة قبل 17 عاما.
ولفت إلى تدخل قطر عام 2018 عقب مسيرات العودة، والذي أدى إلى تهدئة تكفلت خلالها بدعم العاطلين عن العمل وتغطية تكاليف إمدادات الوقود لمحطة توليد الكهرباء بتكلفة شهرية بلغت 30 مليون دولار.
وفي ختام حديثه، أشار أبو قمر إلى الجهود السياسية والدبلوماسية القطرية لوقف العدوان الإسرائيلي الحالي، قائلا: «مع بداية الحرب في أكتوبر 2023، لعبت قطر دورا محوريا في الوصول إلى تهدئة إنسانية في نوفمبر، ونتطلع الآن لأن تتكلل المباحثات المكوكية التي تقودها بوقف كامل للعدوان ينهي معاناة أهالي القطاع».
ويبقى الأمل معقودا على الدور القطري في وقف العدوان الإسرائيلي، خاصة أن قطر أثبتت في مواقف عديدة التزامها بنصرة القضية الفلسطينية، وتخفيف المعاناة عن سكان قطاع غزة.
