الارشيف / حال قطر

مؤسسة قطر تستقبل مؤتمر «قيادة» بترسيخ هوية الشباب المسلم

مؤسسة قطر تستقبل مؤتمر «قيادة» بترسيخ هوية الشباب المسلم

الدوحة - سيف الحموري - في زمنٍ تتسارع فيه إيقاعات التكنولوجيا ويتسع فيه انتشار الفضاءات الرقمية، لم يعد تمكين الشباب المسلم مجرد توجه عابر، بل أصبح حركة قائمة بحد ذاتها. فبينما يواجه الشباب المسلم فجوات ثقافية متنامية مدفوعة بالنزعة الفردية والحداثة والاستهلاكية، يكافح الكثيرون منهم لتحقيق التوازن بين الهوية الإسلامية وتوقعات العصر الحديث، مثل ارتداء أزياء معينة، أو الاحتفال بمناسباتٍ دينية مع الأصدقاء، أو اتخاذ ثمة قراراتٍ تتعلق بحياتهم.
ورغم كل هذه التحديات، يتّخذ بعض الشباب المسلم في قطر من الإيمان ركيزة، ومن الهوية دعامة. وبينما تتّجه أنظار العالم إلى الدور القيادي الذي يلعبه الشباب، يبرز صوت هذا الجيل ليؤكد أن الممارسات الدينية ليست عائقًا أمام النجاح والتمكين، بل تُشكّل مصدرًا لهما.

الهوية الدينية 
في هذا الصدد، قالت ترتيل الأمين إمام، وهي طالبة مسلمة تتابع دراستها في برنامج بكالوريوس العلوم في هندسة الحاسوب بجامعة حمد بن خليفة، عضو في مؤسسة قطر: «أنا أعلم أن إيماني هو مصدر قوّتي وتمكيني. لم أبلغ هذه المرحلة بمعزل عن هويتي الدينية؛ بل إني بَلغتها من خلال قناعاتي الإيمانية المترسخة. هناك كلمة عربية تصف حالتي وهي «سند»، وتعني مصدر القوة والسكينة والراحة. وإيماني هو ذلك السند؛ إنها اليد التي تنتشلني دائمًا مهما كان الطريق وعِرًا. فالتمكين والقوة، بالنسبة لي، يكمن في اليقين بأنه مهما ثقل العبء وطال الطريق، هناك دائمًا من يسندني».
بالنسبة لترتيل، فإن إيمانها يعد مصدر قوة، لا ضعف – إذْ تعتبره مرشدًا ينير لها دروب حياتها. وعن ذلك توضح «لقد واجهت الكثير من الأشخاص الذين يخالفونني الرأي خلال رحلتي في مؤسسة قطر؛ فهم يسلكون طريقهم، وأنا أسلك دربي. وأحيانًا تتقاطع دروبنا، لكن ما يقولونه عندما يحدث ذلك، لا يمحي المسار الذي سلكته ولا يُحدد الطريق من أمامي. ولا ينبغي إغفال أن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم قوبِل بآراءٍ معارضة وسوء فهم، لكن نهجه لم يتغير على الإطلاق». 

التمكين والإيمان 
بدورها، تُشارك تسامي كمال العبيد حسين، طالبة في كلية التمريض بجامعة قطر، وجهة النظر ذاتها، وهو ما عبّرت عنه بقولها: «بالنسبة لي، التمكين والإيمان لا يتعارضان أبدًا؛ بل يمنح كلٌّ منهما الآخر حياة. 
«إيماني لا يقيّدني، بل يحرّرني ويحميني من التلاعب والشكوك ومن فقد هويتي وسط تناقضات الآخرين وتوقعاتهم. أعلم أن الكثيرين يتساءلون بشأن معتقدات غيرهم، خصوصًا في زمن يُقدَّس فيه العلم وتُستبعد فيه الروحانية». 
وأضافت: «الأمر ليس مجرد صلاة وأداء للفروض؛ بل مغزى ورسالة. حين أشعر بالاختلاف عن غيري، سواء كانوا مسلمين يتعاملون مع الدين كعادة اجتماعية، أو غير مسلمين يرونه إيمانًا أعمى، فإنني أبقى واقفة بثبات لأنني أعرف ما أحمله، وما أراه. وحتى إن لم أغيّر العالم بعد، يكفيني أنني واعية بحقيقته وبمكانتي فيه، فهذا وحده يمنحني القوة». 
وفي ظل الحوارات العالمية حول تطلّعات الشباب، تُنظم مؤسسة قطر النسخة الأولى من مؤتمر «قيادة: تطلّعات وتنمية الشباب المسلم في قطر». يُعقد المؤتمر برعاية بنك قطر الدولي الإسلامي يومي 19 و20 سبتمبر، ويفتح أبوابه للطلاب من جميع الأديان، ممن تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عامًا، وذلك للمشاركة في حوارات وقضايا مهمة، واستنباط حلول دينية لمواجهة مختلف التحديات.

Advertisements

قد تقرأ أيضا