الدوحة - سيف الحموري - أطلقت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية،مشروع «تعظيم دور الإمام التربوي والاجتماعي في المجتمع»، خلال مؤتمر صحفي أمس بمقر الوزارة، بحضور مسؤولي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومركز الاستشارات العائلية (وفاق).
يمثل المشروع مبادرة استراتيجية تهدف إلى إحياء دور الإمام بما يتناسب مع متطلبات العصر، ليكون أكثر تأثيرًا في حيه، عبر أدوار تربوية واجتماعية إصلاحية تسهم في بناء مجتمع متماسك ومتدين، كما يسعى المشروع إلى تمكين الإمام من أداء دور تربوي واجتماعي، من خلال برامج تدريبية تمنحه رخصة «الإمام المربي» و»الإمام المصلح الأسري»، ليكون فاعلًا في تربية النشء، ومساهمًا في إصلاح ذات البين.
ويكتسب المشروع أهميته من كونه يسعى إلى تحويل المسجد إلى مركز إشعاع أخلاقي واجتماعي، وتمكين الإمام من أداء دور شامل يجمع بين التربية والإصلاح والدعوة، وتعزيز ارتباط الأطفال والناشئة بالمسجد، إضافة إلى المساهمة في تقوية النسيج الأسري والاجتماعي في المجتمع القطري، وبناء نموذج قطري رائد في تفعيل دور الإمام يمكن تعميمه على المستوى الإقليمي.
رؤية تكاملية للمجتمع
ويأتي المشروع استجابةً للتحولات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها المجتمع القطري، وبهدف إعادة تفعيل الدور التاريخي للإمام الذي كان محورًا أساسيًا في التربية والإصلاح والتوجيه، حيث تسعى وزارة الأوقاف من خلاله إلى ترسيخ مكانة المسجد والإمام كمؤسسات فاعلة في بناء مجتمع متماسك يقوم على القيم الدينية والتكافل الاجتماعي.
الأدوار التنفيذية والشراكات
المبادرة التي أطلقتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالتنسيق مع عددٍ من الجهات الشريكة والمتعاونة فيما بينها، في أدوار متناسقة، يكمل كل منها جهود الآخر ويعزز هذه المبادرة البنّاءة:
-إدارة المساجد: الجهة المنفذة للمشروع والمسؤولة عن تطبيقه ميدانيًا وتحقيق أهدافه.
إدارة التخطيط والجودة والابتكار: الجهة التي صممت إطار المشروع الاستراتيجي، بالتنسيق مع الجهات الشريكة.
- قسم معهد الدعوة والعلوم الإسلامية بإدارة الدعوة والإرشاد الديني: توفير الخبرات الدعوية والتربوية وإقامة الدورات التدريبية.
- مركز التدريب التربوي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي: شريك استراتيجي لتدريب الأئمة على المهارات التربوية ومنحهم «رخصة الإمام المربي».
- مركز الاستشارات العائلية «وفاق» المختص في الإصلاح الأسري: شريك استراتيجي لتدريب الأئمة على مهارات الإصلاح الأسري ومنحهم «رخصة الإمام المصلح الأسري».
دورات متخصصة بالتعاون مع التعليم
من جانبه، أكد السيد محمد عبداللطيف آل محمود، مساعد مدير إدارة المساجد، أن المشروع يشكل نقلة نوعية في مفهوم وظيفة الإمام، إذ سيتم تأهيل الأئمة ليكونوا مربين ومصلحين من خلال برامج تدريبية متخصصة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ومركز وفاق.
وأوضح الدكتور محمد خليفة الكبيسي، مدير إدارة التخطيط والجودة والابتكار أن المشروع سيكون له جانب فاعل في تعزيز الدور التربوي والاجتماعي للإمام في جميع المساجد، ويمكن الإمام من دوره التربوي والاجتماعي، وهو ما يتوافق مع أهداف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الاستراتيجية (2025–2030).
بدوره أكد السيد سليم العنزي مساعد المدير التنفيذي لمركز الاستشارات العائلية (وفاق) أن برنامج (عون أُسري) يأتي تجسيدًا لرسالة المركز في بناء أسرة مستقرة ومجتمع متماسك، عبر الاستثمار في تأهيل الأئمة وتزويدهم بالأدوات الشرعية والنفسية والاجتماعية التي تمكّنهم من التدخل الحكيم في القضايا الأسرية، ونحن على ثقة بأن هذا البرنامج سيشكل إضافة نوعية في تعزيز استقرار الأسر في المجتمع القطري.
وبين أن برنامج (عون أُسري) ليس مجرد ورش تدريبية، بل يمثل رؤية شاملة لتعزيز مكانة الإمام ليكون شريكًا أساسيًا في حماية الأسر، ومعززاً لقيم التماسك والتراحم داخل المجتمع، حيث يأتي هذا البرنامج امتدادًا لنهج المركز في تقديم مبادرات نوعية تواكب احتياجات الأسرة، وتدعم جهود الدولة في بناء مجتمع متماسك يقوم على أسرة مستقرة وواعية.
من جهتها قالت الأستاذة إيمان المهندي مدير مركز التدريب والتطوير التربوي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي: نعلن اليوم عن شراكة استراتيجية مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وإطلاق مشروع الإمام المربي، هذا المشروع الذي نطمح من خلاله لتطوير مهارات أئمة المساجد في الجانب التربوي والذي من شأنه أن يسهم في دعم التوجه الاستراتيجي وهو بناء مجتمع متماسك في دولة قطر، وأشارت إلى أن المشروع يعد الأول من نوعه في التعاون مع وزارات و قطاعات الدولة المختلفة والذي ينفذه مركز التدريب و التطوير في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
شراكة بنّاءة لتعزيز المهارات التربوية
أشار الأستاذ عبدالرحمن بن جاسم الباكر رئيس قسم التدريب بمعهد التدريب التربوي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، إلى أن هذه الشراكة سوف تكفل تزويد الأئمة بالمهارات التربوية اللازمة للتعامل مع الناشئة والأطفال، وتعزيز أدوارهم التربوية عبر برامج معتمدة تمنحهم رخصة «الإمام المربي»، مضيفاً أن هذه المهارات التربوية والمعرفية، ستعزز رسالة الأئمة السامية وتعمّق أثرهم الإيجابي في المجتمع.
وقال: إن هذا البرنامج يأتي ثمرة شراكة بنّاءة بين المؤسستين، ليضع الإمام في موقع المربي والقدوة وصانع الوعي، إذ لم يعد دوره مقتصراً على البيان الشرعي فحسب، بل أصبح شريكاً أساسياً في بناء الاتجاهات السلوكية السليمة ونشر القيم والفضائل بأساليب تربوية عصرية مدروسة، ويركز البرنامج على تزويد الأئمة بقدرات عملية للتواصل المؤثر مع مختلف فئات المجتمع، وتصميم خطب ذات بعد قيمي وسلوكي، وتقديم التوجيه التربوي بلغة عصرية، إلى جانب تخطيط أنشطة المسجد بما يخدم البناء المعرفي والوجداني للمجتمع، ويُعد هذا البرنامج المرحلة الأولى من سلسلة مبادرات نوعية تسعى الوزارة إلى تنفيذها بما يواكب تطورات الواقع واحتياجات الميدان، ويسهم في تعزيز دور المسجد كمركز إشعاع علمي وتربوي.
كما أكد السيد عمر الرويلي رئيس قسم معهد الدعوة والعلوم الإسلامية بإدارة الدعوة أن القسم سيدعم المشروع عبر توفير المحتوى الدعوي والتربوي وتأهيل الأئمة بالمعارف الشرعية والسلوكية، عبر دورات تكاملية.
