الدوحة - سيف الحموري - في رحاب شهر رمضان، نتذكر مع الأستاذ ناصر المالكي مدير مدرسة أحمد منصور الابتدائية للبنين الاختلاف بين الماضي والحاضر في هذا الشهر الفضيل، ونعيد للأذهان كيف كانت الحياة الاجتماعية بين أهل قطر في رمضان لول سواء من طقوس وعادات رمضانية أو أكلات شعبية.
ويقول المالكي لـ»العرب» إن رمضان قديما مرتبط بذكريات جميلة مع الجدين والوالدين -رحمهم الله جميعا- لا تنسى بداية من التجهيزات لاستقبال رمضان وصولا إلى تجهيز المائدة واللعب الحي مع الأصدقاء.
وقال المالكي إن الدراسة خلال شهر رمضان رائعة لأنه أغلبه جاء في فصل الشتاء، الأمر الذي كان يقلل من الشعور بالعطش أو التعب من ارتفاع درجات الحرارة، مستذكرا أنه كان يفطر أحيانا على أصوات المطر واللعب مع الأقارب والأصدقاء في حوش البيت، والاجتماع مع الأسرة بعد صلاة التراويح.
وأضاف أن كثيرا من العادات الرمضانية الجميلة قديما اندثرت الآن مثل «المسحر الذي كنا نجري خلفه على الأقدام أو على الدراجات»، مشيرا إلى أنه كان يسهر حتى الفجر في أيام غير الدراسة وبينما في أيام التمدرس ننام قبل الساعة الثانية عشرة ليلا ونستيقظ في الثامنة من أجل الذهاب إلى المدرسة التي كان وقت الدراسة بها قليل على عكس اليوم، حيث كان الدوام المدرسي من الساعة التاسعة حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا.
فارق كبير
ورأى المالكي أن هناك فرقا كبيرا بين رمضان أيام الدراسة بالمدارس والآن، مبينا أن رمضان قديما كان يتميز بالترابط الاجتماعي المباشر وليس عن طريق الهواتف الذكية بل من خلال الاجتماع سويا مع الأقارب والأهل في حياة بسيطة ومليئة بالقناعة دون التأثر بالآخرين ومتمسكين بالدين والعادات والتقاليد وذلك بفضل دور الأسرة التي يكون أفرادها قدوة حسنة لبعضها البعض من خلال تشجيعنا لصلاة الفجر سويا، مما جعل للمسجد دورا كبيرا في حياة الصغار خلال شهر رمضان تحديدا، مضيفا أن أهل الحي كانوا يجتمعون فيه بعد كل صلاة، مما كان يزيد من الترابط الاجتماعي بين الجيران.
وتذكر المالكي، أكثر الأكلات الشعبية المفضلة لديه في الصغر مثل اللقيمات والهريس والمضروبة والثريد التي مازالت حاضرة إلى الوقت الحالي على المائدة القطرية التي تكون جامعة لجميع أفراد الأسرة خلال الشهر الفضيل.
الصوم نشاط صحي
وعن مطالب البعض بإعطاء اجازة من المدارس خلال شهر رمضان، قال مدير مدرسة أحمد منصور ان رمضان شهر نشاط وحيوية والصوم فيه يعد نشاطا صحيا ورياضيا بعيدا عن كونه عبادة وكثير من غير المسلمين يطبقونه من أجل حياة صحية، مشيرا إلى أنه صادف إجراء الامتحانات خلال شهر رمضان أثناء المرحلة الثانوية.
البداية.. باحث اجتماعي
تولى الأستاذ ناصر جاسم راشد المالكي منصبه الحالي كمدير مدرسة أحمد منصور الابتدائية قبل 8 سنوات، وهو حاصل على بكالوريوس «الخدمة الاجتماعية»، وماجستير «العلوم الاجتماعية».
وبدأ المالكي حياته العملية كباحث اجتماعي في صندوق الزكاة لعام واحد ثم اختصاصي اجتماعي في عدد من مدارس الدولة على مدار 11 عاما ثم نائب مدير مدرسة على مدار 3 سنوات.
