الدوحة - سيف الحموري - اختتمت أمس أعمال القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية، والتي استمرت على مدى يومين، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وبمشاركة رفيعة المستوى من أصحاب السعادة الوزراء وممثلي الدول والمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة بالصحة النفسية، إضافة إلى خبراء ومختصين من مختلف مناطق العالم.
وأقرت القمة الوزارية عدداً من الأولويات الهامة التي تهدف إلى تقديم الدعم للحكومات لترجمة الالتزامات إلى خطط عمل وطنية تحقق تحسناً ملموساً في رعاية الصحة النفسية لشعوبها.
وتأتي هذه الأولويات في سياق الموضوع الرئيسي للقمة المتمثل في «النهوض برعاية الصحة النفسية من خلال الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية».
وقال سعادة السيد منصور بن إبراهيم آل محمود وزير الصحة العامة: «إن مداولات القمة الوزارية أكدت الالتزام المشترك لتحسين الصحة النفسية على جميع المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية».
وأضاف سعادته: «تساهم مخرجات هذه القمة الوزارية والأولويات الرئيسية التي حددتها في تعزيز الاستثمار في الصحة النفسية، والابتكار والحلول الرقمية، والإنصاف والشمولية، والتعاون وتبادل المعرفة، وبما يساهم في معالجة التحديات الكبيرة في الصحة النفسية على المستوى العالمي، والعمل على تحقيق تحسين مستدام في خدمات الصحة النفسية للجميع».
تضمنت القمة الوزارية برنامجاً حافلاً من الجلسات والفعاليات، بما في ذلك حلقتان نقاشيتان وست ورش عمل إضافة إلى عدد من الأنشطة المصاحبة، حيث ناقش المسؤولون وصانعو السياسات والمختصون قضايا الصحة النفسية الملحة لوضع إستراتيجيات بشأنها على مستوى العالم. وبلغ عدد المتحدثين في القمة 64 متحدثاً محلياً ودولياً.
وفي الجلسة الختامية للقمة الوزارية تم الإعلان عن أن جمهورية رواندا ستستضيف القمة القادمة خلال العام المقبل.
وتهدف القمة الوزارية إلى معالجة الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان تماشياً مع قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن الصحة النفسية وحقوق الإنسان، واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
د. حصة بنت حمد تقدم عرضاً عن «ثقافة التعافي»
شهدت أعمال القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية جلسات وورش عمل هامة استعرض خلالها وزراء صحة وقادة المنظمات الدولية ذات العلاقة بالصحة النفسية وخبراء ومختصون موضوعات هامة تتعلق بموضوعات القمة الرئيسية للنهوض برعاية الصحة النفسية على المستوى العالمي.
وفي الجلسة العامة التي تناولت المساءلة في الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، استعرض المتحدثون الآليات اللازمة لضمان ترجمة الالتزامات إلى إجراءات ملموسة وتأثير على الصحة النفسية للأطفال والشباب.
وقدمت سعادة الشيخة الدكتورة حصة بنت حمد بن خليفة آل ثاني أستاذ مساعد في كلية التربية في جامعة قطر والعميد السابق لكلية التربية ومؤسس مركز الحياة الطيبة، عرضا هاما عن استعادة ثقافة التعافي الأصيل.
وتحدثت سعادتها عن مفهوم ثقافة التعافي، وكيف أن التعافي في مجال الصحة النفسية والاهتمام بالصحة النفسية هو الأساس. كما شهدت القمة تنظيم جلسة عامة تحت عنوان: «من الالتزام العالمي إلى العمل الوطني: الرسائل الأساسية وتداعيات اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى للأمراض غير المعدية».
تحدث في الجلسة سعادة الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان في جمهورية مصر العربية، وسعادة الدكتورة جليلة السيد جواد حسن وزيرة الصحة في مملكة البحرين، والدكتورة حنان بلخي مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والدكتورة ماري آن باليرمو-مايسترال وكيل وزارة الصحة حكومة الفلبين.
كما استعرض المتحدثون أبرز ما تناوله اجتماع الجمعية العامة رفيع المستوى للأمم المتحدة، الذي عقد في وقت سابق من شهر سبتمبر، واستعرض الصحة النفسية كقضية رئيسية.
وهدفت الجلسة العامة إلى دعم وتحفيز الدول الأعضاء لتحويل بيانات اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى إلى إجراءات ملموسة للتنفيذ. تضمنت القمة الوزارية برنامجاً حافلاً من الجلسات والفعاليات، بما في ذلك حلقتان نقاشيتان وست ورش عمل إضافة إلى عدد من الأنشطة المصاحبة، حيث ناقش المسؤولون وصانعو السياسات والمختصون قضايا الصحة النفسية الملحة لوضع إستراتيجيات بشأنها على مستوى العالم. وبلغ عدد المتحدثين في القمة 64 متحدثاً محلياً ودولياً.
د. محمد وقار: نقلة نوعية قطرية في خدمات الأطفال والمراهقين
أكد الدكتور محمد وقار عظيم - رئيس قسم الطب النفسي في سدرة للطب أن هناك تطورا ملحوظا في خدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين في قطر، وأن ما تحقق في قطر خلال السنوات العشر الماضية يُعد نقلة نوعية كبيرة في هذا القطاع الحيوي، وأن الإنجازات جاءت ثمرة تعاون الجهات المعنية والأسر.
جاء ذلك خلال جلسة تسريع العمل من أجل الصحة النفسية للأطفال والمراهقين في القمة.وأوضح الدكتور عظيم أن التطور الذي شهدته خدمات الصحة النفسية جاء من خلال زيادة الفرق المتميزة في سدرة ومؤسسة حمد الطبية، والتي تؤدي خدمات مميزة إلى جانب الخدمات المدرسية التي تلعب دورًا بارزًا، مشيراً إلى ثلاثة عوامل أساسية وراء الإنجازات وهي دعم القيادة القطرية لبناء خدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، والتعاون المثمر بين جميع الشركاء والدور الرئيسي للأسر ومقدمي الرعاية في المناصرة والمشاركة في تطوير الخدمات.
ونوه إلى أنه يتم استقبال ما يقارب 15 ألف زيارة سنويًا من الأطفال والمراهقين وأسرهم في سدرة وحمد الطبية، مقارنة بنحو 60 أسرة فقط في عام 2015، وهو ما يعكس حجم التطور والنمو. وأشار إلى أن نظام الإحالات شهد بدوره نقلة مهمة، إذ كان يعتمد قبل عشر سنوات على الرعاية الصحية الأولية فقط، بينما باتت الفرق الأخرى قادرة على الإحالة المباشرة، مما سهّل الوصول إلى الخدمات النفسية.
وأكد أن هناك إنجازات مهمة في مجالات التوحد، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، والوراثة، والعلاجات الطبية المرتبطة بالاضطرابات النفسية للأطفال.وأوضح أنه تم إصدار النسخة الأولى من الخطة الوطنية للتوحد في أبريل 2017، مشيرًا إلى أنه يتم العمل حاليا على النسخة الثانية من الخطة وسيتم إصدارها خلال الأشهر القليلة المقبلة، موضحا أن هذا الأمر يعد أحد أعظم الإنجازات التي قامت بها دولة قطر. وأكد أن سدرة للطب بدأ بمبادرة مبتكرة تحمل اسم مستشفى عائلات التوحد بالتعاون مع جامعة بوسطن، حيث أُجريت تغييرات جذرية في أسلوب التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد أو الإعاقات الذهنية وأسرهم عند قدومهم إلى المستشفى.وأشار إلى أن الجهود تشمل تجهيز جميع وحدات المستشفى سواء للمرضى الداخليين أو الخارجيين بأدوات حسية تساعد الأطفال المصابين بالتوحد والإعاقات الذهنية. وأكد أن هذه الخطوات أحدثت فارقًا كبيرًا وملموسًا لدى العائلات، وأن برنامج سفراء الصحة النفسية الذي جرى تطويره بالتعاون مع إحدى مدارس مؤسسة قطر، يهدف إلى رفع الوعي لدى الطلاب حول الصحة النفسية.
