الدوحة - سيف الحموري - أكدت الدكتورة نجاة اليافعي، مدير صحة الفم والأسنان الوقائية والتعزيزية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن الأبحاث العلمية أثبتت أن الفلورايد يُعد من أكثر الوسائل أماناً وفعالية في الوقاية من تسوس الأسنان للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و12 سنة.
وأوضحت الدكتورة اليافعي أن الفلورايد هو معدن طبيعي يوجد في الماء وبعض الأطعمة، وله دور أساسي في تقوية طبقة المينا التي تغلف الأسنان وتحميها من الأحماض والبكتيريا المسببة للتسوس. وعند استخدامه بجرعات مدروسة وتحت إشراف متخصصين، يمكن أن يقلل الفلورايد من خطر تسوس الأسنان بنسبة تتراوح بين 40 و60%، وذلك وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية والجمعية الأمريكية لطب الأسنان.
وأضافت أن الكادر الطبي لبرنامج أسناني المدرسي يقوم بشكل دوري بوضع مادة الفلورايد على أسنان الطلبة في المدارس الابتدائية الحكومية ولطلبة رياض الأطفال الذين يزورون مراكزنا الصحية. وبيّنت أن العملية بسيطة وسريعة وغير مؤلمة، حيث تُستخدم كمية صغيرة وآمنة من الفلورايد تتصلب فور تطبيقها على الأسنان، مما ينفي الاعتقاد الخاطئ بأنها الطفل قد يبلعها. وأشارت إلى أن الفلورايد يعمل على إعادة المعادن إلى الأسنان التي فقدتها خلال بداية عملية التسوس، كما يبطئ أو يوقف تطور التسوس الحالي.
وتطرقت إلى المخاوف المتعلقة بما يُعرف بـ «سمّية الفلورايد»، موضحة أن الأضرار لا تحدث إلا في حال التعرض المفرط جداً لكميات عالية للغاية، وهو أمر نادر جداً ولا يمكن أن يحدث عند استخدام الكميات الطبية المعتمدة في برنامج أسناني. وأكدت أن فريق صحة الفم والأسنان يقوم بمراجعة التاريخ الصحي لكل طفل قبل وضع مادة الفلورايد للتأكد من عدم وجود أي حساسية أو موانع، ولا يتم البدء بالإجراء إلا بعد التأكد التام من ملاءمته الصحية.
وحذّرت من أن رفض بعض أولياء الأمور لتطبيق الفلورايد يحرم الأطفال من وسيلة فعالة وآمنة لحماية أسنانهم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالتسوس والالتهابات، وما يترتب عليه لاحقاً من آلام وعلاجات مكلفة ومعقدة.
وشدّدت على أهمية تنظيف الأسنان مرتين يومياً بمعجون يحتوي على فلورايد، مشيرة إلى أن الدمج بين العناية اليومية المنزلية وتطبيق الفلورايد الوقائي من خلال برنامج أسناني هو الأسلوب الأكثر فعالية للوقاية من التسوس.
واختتمت الدكتورة اليافعي حديثها بالتأكيد على أن الفلورايد ليس مادة كيميائية ضارة كما يظن البعض، بل عنصر طبيعي وآمن ومدروس، إذ أثبتت الدراسات فعاليته وسلامته لأكثر من سبعين عاماً في مختلف دول العالم.