الدوحة - سيف الحموري - أطلقت مؤسسة التعليم فوق الجميع، إحدى أبرز المؤسسات العالمية في مجال التنمية والتعليم، مبادرة "أمل الغد" بهدف دعم الأطفال والأسر في غزة والضفة الغربية وتعزيز الدعم النفسي لهم، بما يضمن إعادة بناء حياتهم بكرامة وأمل واستعادة الثقة بمستقبل أفضل.
وتأتي المبادرة بدعم من صندوق قطر للتنمية، وبالشراكة مع لجنة الإنقاذ الدولية، وذلك بهدف دعم رفاه الأطفال وتعليمهم، وتعزيز قدرتهم وقدرة أسرهم على الصمود في مواجهة الأزمة.
وأوضحت المؤسسة، في بيان لها، أن المبادرة تمتد لمدة خمسة عشر شهرا، وتستهدف الوصول إلى نحو 250 ألف طفل، و500 ألف من مقدمي الرعاية، من خلال مزيج من خدمات تنمية الطفولة المبكرة الحضورية وعن بعد، بما في ذلك الوسائط التعليمية.
وأضافت أن المبادرة تركز على التعلم القائم على اللعب والرعاية الاستجابية لتهيئة بيئات آمنة وشاملة تعزز التعافي والتنظيم العاطفي والتعلم المبكر، كما تسعى إلى تزويد مقدمي الرعاية والمعلمين والعاملين في الصفوف الأمامية بالتدريب والأدوات اللازمة لدعم نمو الأطفال وتطورهم حتى في أوقات الأزمات.
وفي هذا الإطار، قال السيد محمد الكبيسي الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم فوق الجميع: "انطلاقا من شراكتنا مع لجنة الإنقاذ الدولية وورشة شارع سمسم، وبدعم من شريكنا الاستراتيجي صندوق قطر للتنمية، نؤكد مجددا التزامنا بضمان أن يحظى كل طفل، بغض النظر عن ظروفه، بفرصة للتعلم واللعب والتعافي".
وأشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم فوق الجميع إلى أن هذه المبادرة لا تقتصر على تقديم الإغاثة الفورية، بل تمثل استثمارا في التعافي والصمود وضمان الحق في التعليم للأطفال الذين يعيشون في ظل الأزمات.
ومن جانبه، أعرب السيد ديفيد ميليباند الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية: عن سعادته بالتعاون مع مؤسسة التعليم فوق الجميع، وبدعم من صندوق قطر للتنمية، وبالشراكة مع ورشة شارع سمسم، لدعم رفاه الأطفال الصغار وتنميتهم وتعليمهم، خصوصا المتأثرين بالأزمة في غزة والضفة الغربية.
وأضاف: "تأتي هذه المبادرة استجابة لأزمة غير مسبوقة، واستنادا إلى نجاح مبادرة تنمية الطفولة المبكرة (أهلا سمسم)، فإن مبادرة (أمل الغد) تمثل استثمارا في التزام راسخ بالأمل والتعافي في مواجهة التحديات العميقة".
وفي أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، تكافح المجتمعات في غزة لإعادة البناء وسط واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في العالم، ومع نزوح نحو 90 بالمئة من السكان، تواجه العائلات نقصا حادا في المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية والمأوى، فيما أدى تدمير المدارس والمستشفيات إلى ترك الأطفال في حالة من الصدمة النفسية ودون إمكانية الوصول إلى بيئات تعليمية آمنة.
ووفقا لتقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فإن 95 بالمئة من مدارس غزة قد تضررت أو دمرت بالكامل، بينما أفادت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في يونيو 2025 بأن أكثر من 16 ألف طالب في غزة استشهدوا، وأصيب أكثر من 25 ألف، في حين استشهد أكثر من 130 طالبا وأصيب قرابة 900 آخرين في الضفة الغربية منذ تصاعد وتيرة العنف.