الدوحة - سيف الحموري - أكدت الدكتورة لمياء الشافعي، طبيبة الأسرة في مركز عمر بن الخطاب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن معظم الحوامل يشعرن في الأسابيع الأولى بالغثيان الصباحي نتيجة ارتفاع هرمون الحمل، وبالتعب والرغبة في النوم بسبب التغيرات الهرمونية وانخفاض ضغط الدم، كما تحدث تقلبات في المزاج أو نوبات بكاء مفاجئة نتيجة حساسية الجهاز العصبي.
وقالت د. الشافعي: وقد تعاني بعض النساء من آلام خفيفة في أسفل البطن أو الظهر بسبب تمدد الأربطة واتساع الرحم، أو من تورم بسيط في القدمين بنهاية اليوم، خاصة في الأشهر الأخيرة، كل هذه الأعراض تُعد طبيعية طالما كانت بدرجات خفيفة وتتحسن بالراحة والتغذية السليمة.
الأعراض مقلقة
وأشارت إلى أن بعض الأعراض تستدعي مراجعة الطبيب فورًا، لأنها قد تدل على مضاعفات خطيرة مثل تسمم الحمل أو سكر الحمل أو الإجهاض المبكر، ومن أهم العلامات المقلقة: ارتفاع ضغط الدم أو الصداع الشديد المستمر، التورم المفاجئ في الوجه أو اليدين، الزغللة في النظر أو ألم أعلى البطن، النزيف المهبلي أو الإفرازات الداكنة، وقلة حركة الجنين بعد الشهر السادس. كما يُعد العطش الشديد أو التبول المتكرر مع الإرهاق العام مؤشرًا لاحتمال الإصابة بسكر الحمل، بينما يُنذر ضيق التنفس أو ألم الصدر أو تورم ساق واحدة بوجود جلطة دموية تستدعي التدخل الطبي الفوري.
وأضافت: القاعدة العامة أن الأعراض الطبيعية تظهر تدريجيًا وتتحسن مع الراحة، بينما الأعراض الخطيرة تأتي فجأة وتزداد شدّتها مع الوقت. لذلك فإن الإصغاء إلى الجسد ومراقبة التغيرات بدقة المفتاح الأهم لاكتشاف أي خلل مبكرًا والحفاظ على سلامة الأم والجنين.
التنفس والاسترخاء
وتابعت: تلعب الحالة النفسية دورًا محوريًا في راحة الحامل واستقرارها، إذ تساعد تمارين التنفس والاسترخاء والمشي المنتظم أو اليوغا المخصصة للحامل على تهدئة الأعصاب وتحسين المزاج. كما أن الحصول على دعم من الزوج والأسرة ومشاركة المشاعر بدل كبتها يسهم في تخفيف التوتر، إلى جانب تنظيم النوم وتجنب السهر الطويل، والابتعاد عن القصص السلبية أو المقلقة المنتشرة على الإنترنت. والأهم أن تتواصل الحامل مع طبيبها باستمرار وتطرح عليه أسئلتها دون خجل، فالحوار مع الطبيب يعزز الطمأنينة ويمنع القلق الزائد.
ونصحت الدكتورة لمياء الشافعي بأهمية الفهم أن الحمل ليس مرضًا، بل تجربة طبيعية تحتاج فقط إلى الوعي والرعاية المستمرة. ومع المتابعة المنتظمة والنظام الغذائي الصحي والراحة النفسية، تستطيع كل امرأة أن تعيش حملًا مريحًا وآمنًا، وتنعم بلحظة لقاء مولودها بكل سلام واطمئنان.
