الدوحة - سيف الحموري - د. عبدالله المال: التحديات الأمنية المعاصرة أصبحت أكثر تعقيدا وتشابكا
د. محمد كومان: ندعم بناء قدرات أجهزة الأمن للتعامل مع التهديدات الإجرامية
تحت رعاية سعادة الشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية وقائد قوة الأمن الداخلي «لخويا» رئيس المجلس الأعلى لأكاديمية الشرطة، انطلقت أمس بالدوحة أعمال المؤتمر العربي الرابع عشر لرؤساء مؤسسات التدريب والتأهيل الأمني، الذي تستضيفه وزارة الداخلية ممثلة في أكاديمية الشرطة لمدة يومين.
ويحظى المؤتمر بمشاركة عربية واسعة لممثلي وزارات الداخلية في الدول العربية، إلى جانب ممثلي المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية، ومن بينها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ومركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية، إضافة إلى الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، والمعهد الدولي للعدالة وسيادة القانون، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب.
وحضر افتتاح المؤتمر سعادة اللواء الدكتور عبدالله يوسف المال المستشار القانوني لسعادة وزير الداخلية والمشرف العام على أكاديمية الشرطة، وسعادة الدكتور محمد علي كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب واللواء عبدالرحمن ماجد السليطي رئيس أكاديمية الشرطة ورئيس المؤتمر.
وفي كلمته، قال اللواء الدكتور عبدالله يوسف المال: إن أكاديمية الشرطة تفخر باستضافة المؤتمر العربي لرؤساء مؤسسات التدريب والتأهيل الأمني في دورته الرابعة عشرة، بمشاركة نخبة من القيادات والخبراء من مختلف أقطار وطننا العربي وشركائنا من المنظمات الدولية المتخصصة، لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون في مجال التدريب والتأهيل الذي يمثل ركيزة الأمن والاستقرار.
وأوضح اللواء عبدالله المال أن التحديات الأمنية المعاصرة أصبحت أكثر تعقيدا وتشابكا، مما يجعل التدريب النوعي والمستمر ضرورة لا غنى عنها لبناء القدرات وتمكين الكوادر الأمنية من مواكبة المستجدات ومواجهة المخاطر بأساليب علمية واستباقية حديثة، مشددا على أن الاستثمار في الإنسان الأمني المؤهل بالعلم والمعرفة والتقنية هو استثمار في أمن المجتمعات واستقرارها، فكلما ازدادت كفاءة رجل الأمن ووعيه، ازدادت قدرة مؤسساتنا على الوقاية من الجريمة والتعامل مع التحديات بكفاءة واحترافية.
وأكد اللواء الدكتور عبدالله المال أن دولة قطر، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، أولت اهتماما كبيرا بتطوير منظومات التعليم والتدريب الأمني، إيمانا منها بأن الأمن المستدام يبدأ من الإنسان المؤهل، وفي هذا الإطار، جاءت أكاديمية الشرطة في دولة قطر نموذجا عربيا رائدا يجمع بين التعليم الأكاديمي والتدريب الميداني والتقني، مستثمرة أحدث تقنيات التدريب الافتراضي والمحاكاة الذكية، التي تكسب المتدربين خبرات عملية وتعزز مهارات التحليل واتخاذ القرار بما يحفظ الأمن وحقوق الإنسان في آن واحد.
وفي هذا السياق، تواصل دولة قطر دعمها الكامل لجهود مجلس وزراء الداخلية العرب في تطوير منظومة عربية موحدة للتدريب والتأهيل الأمني، وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين مؤسساتنا العربية، بما يرسخ نهج التكامل ويكرس العمل العربي المشترك.
من جانبه، قال سعادة الدكتور محمد علي كومان: إن المؤتمر ينعقد في الدوحة في سياق الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر لتأهيل الأجهزة الأمنية العربية بما يمكنها من القيام بمهامها على الوجه الأكمل، مثمنا مبادرة وزارة الداخلية القطرية بتخصيص مقعدين دراسيين كل عام في أكاديمية الشرطة باسم فقيد الأمن العربي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، لطلاب من الدول الأعضاء، وهو ما يترجم الوفاء بالعهد لباني مسيرة التعاون الأمني العربي، كما يترجم حرصها على إتاحة الفرصة للدول الأعضاء للاستفادة من مستوى التأهيل الرفيع الذي باتت تتمتع به الأكاديمية.
وقال الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب: إن استضافة الأكاديمية لهذا المؤتمر والزيارة الميدانية إلى مقرها ستكون فرصة سانحة للاطلاع على هذا المستوى المرموق وعلى ما تزخر به من برامج علمية متميزة، مؤكدا أن المناقشات البناءة لجدول أعمال هذا المؤتمر ستفضي إلى مخرجات مهمة تعزز التعاون العربي في مجالات التدريب والتأهيل الأمني بما يدعم بناء قدرات أجهزة الأمن العربية للتعامل مع التهديدات الإجرامية المختلفة.
وقد ناقش المؤتمر في جلسات اليوم الأول عددا من الموضوعات المهمة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تطوير المهارات التقنية لرجل الشرطة والأمن لمكافحة الجرائم الرقمية، وخطة نموذجية استرشادية لأسلوب التدريب والتأهيل الأمني الوقائي، وخطة نموذجية استرشادية لأسلوب التدريب والتأهيل الأمني في مواجهة الأزمات والطوارئ.
