حال قطر

قمة التنمية الاجتماعية.. الأمين العام للأمم المتحدة: قطر "صانع سلام" في الشرق الأوسط والعالم

قمة التنمية الاجتماعية.. الأمين العام للأمم المتحدة: قطر "صانع سلام" في الشرق الأوسط والعالم

الدوحة - سيف الحموري - أشاد سعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بالدور المحوري لدولة قطر في تعزيز مساعي السلام في المنطقة، واصفا إياها بأنها "صانع سلام" في الشرق الأوسط والعالم.

وقال سعادته، في مؤتمر صحفي اليوم على هامش أعمال مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، إن دولة قطر كانت دائما شريكاً ملتزماً في مسارات السلام، سواء في اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة أو في جهود التوسط بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة 23 مارس، مشدداً على ضرورة أن يصمد هذان الاتفاقان، ليمهدا الطريق لحلول سياسية طويلة الأمد.

كما نوه بدعم دولة قطر للأمم المتحدة، قائلا إنها "داعم سخي لأعمال الإغاثة الإنسانية في جميع أنحاء العالم، ومناصرة للتعليم، بما في ذلك تعليم الفتيات في أفغانستان، وتقدم المعونة والدعم الفني لتواصل الفتيات تعليمهن، وتستضيف عملية الدوحة المتعددة الأطراف لدعم تعاطي المجتمع الدولي مع أفغانستان".

و قال سعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة: "إن دولة قطر، وهي تستضيف مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، تقوم مرة أخرى بدور عالمي حاسم، فهذا المؤتمر تعبير عن التزام متجدد بوضع الإنسان والكرامة والعدالة الاجتماعية في صميم التنمية المستدامة".

وأوضح أن "إعلان الدوحة السياسي" المنبثق عن مؤتمر القمة يعد "التزاما واضحا وجريئا من جانب المجتمع العالمي بتسريع وتيرة التقدم، وهو بمثابة خطة من أجل الإنسان".

ومن جهة أخرى، قال غوتيريش إن الوقت قد حان لتحقيق السلام في السودان، وفي قطاع غزة.

وأضاف أن الأزمة الإنسانية في السودان قد بلغت "مستوى مروعاً" يفوق السيطرة، وأن مدينة الفاشر ظلت بؤرة للمعاناة منذ أكثر من 18 شهراً، وتشهد حالياً تفاقماً مروعاً في الأوضاع الإنسانية.

وتابع: "مئات الآلاف من المدنيين السودانيين محاصرون في مناطق النزاع، بينما يموت العشرات بسبب الجوع والأمراض والعنف، مع تواصل التقارير المتعلقة بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، تشمل؛ الهجمات العشوائية، واستهداف المدنيين، والبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات، فضلاً عن حالات مروعة من العنف القائم على النوع الاجتماعي والعرق، وتقارير موثوقة عن عمليات إعدام واسعة النطاق".

وجدد غوتيريش دعوته للوقف الفوري للقتال في السودان، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون أي عوائق، وكذلك وقف تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى هناك. وقال: "نحن بحاجة إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وأدعو القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى العمل مع مبعوثي الشخصي إلى السودان، رمضان العمامرة، للتوصل إلى تسوية تفاوضية".

وحول الأوضاع في قطاع غزة، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه البالغ إزاء استمرار انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار، داعياً جميع الأطراف إلى الالتزام بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.

كما أكد على أهمية إرساء مسار سياسي موثوق يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، والتوصل إلى حل الدولتين.

ودعا سعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، إلى العمل على تعزيز مكافحة الفقر وعدم المساواة من خلال الاستثمار في الغذاء والتعليم والصحة والمياه والإسكان والحماية الاجتماعية، والتركيز على خلق فرص العمل عبر التدريب والتنويع الاقتصادي وسد الفجوة الرقمية وضمان المساواة للمرأة في الوصول إلى الفرص، ودعم تمويل التنمية من خلال توسيع قدرات المصارف الإنمائية متعددة الأطراف والاستفادة من التمويل الخاص وتخفيف أعباء الديون، وضمان شمول الجميع في التنمية، دون أن يُترك أحد خلف الركب.

وفي رده على أسئلة الصحفيين، شدد غوتيريش على ضرورة توحيد الجهود الدولية لإيجاد حل دائم للأزمة في السودان، مع ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي ترتكب هناك.

كما أوضح أن الأمم المتحدة تواصل العمل لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، مؤكداً أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون جزءاً من المسار السياسي الأشمل الذي يؤدي إلى حل الدولتين.

وأشار إلى دعم الأمم المتحدة لـ "مبدأ الحفاظ على وقف إطلاق النار وضرورة التزام جميع الأطراف به"، مشدداً على أهمية "وجود رابط بين غزة والضفة الغربية في المرحلة المقبلة، بما يؤدي إلى حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة: "إن أي هيئة تنشأ في غزة ينبغي أن تتمتع بالمشروعية المستمدة من ولاية صادرة عن مجلس الأمن، والنقاش جار حول ذلك بين أعضاء المجلس حالياً"، مشيراً إلى أهمية توفير تدريب لقوة شرطية فلسطينية، وضمان أن تؤدي المرحلة الانتقالية إلى وضع تتحد فيه الضفة الغربية مع غزة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، في إطار تنفيذ حل الدولتين.

وأضاف أنه "من الضروري إعادة تنشيط النظام التعليمي الذي كانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا تديره في غزة، وأن التعليم يجب أن يكون ركناً أساسياً في أي مؤتمر لإعادة التأهيل والتعافي في القطاع"، لافتاً إلى أن هناك نية لعقد مؤتمر قريب في العاصمة المصرية القاهرة بهذا الشأن.

وأكد سعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، في ختام المؤتمر الصحفي، ثقته في أن دولة قطر ستواصل لعب دور حاسم في جهود السلام الإقليمية والدولية، و ستكون شريكاً مهماً في مساعي إعادة تأهيل قطاع غزة، وفتح آفاق جديدة للتعاون الدولي من أجل تحقيق السلام والتنمية في المنطقة والعالم.

Advertisements

قد تقرأ أيضا