الدوحة - سيف الحموري - احتفلت قطر الخيرية بتخريج 185 طالبا وطالبة من مكفوليها ضمن الدفعة الخامسة والعشرين للعام الجامعي 2024-2025، في إطار برنامج منحة «طالب العلم» الذي يدعمها أهل الخير في قطر عبر برنامج «رفقاء» بهدف دعم التعليم العالي وتأهيل الكوادر الصومالية لقيادة التنمية والبناء المجتمعي.
حضر الحفل الذي أقيم في حرم جامعة مقديشو رئيس الجامعة الدكتور إبراهيم محمد مرسل، ومدير مكتب قطر الخيرية في الصومال عبد الفتاح آدم معلم، وعمداء الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية، إضافة إلى أولياء أمور الخريجين.
تهنئة قطر الخيرية
وفي مستهل الحفل أكد عبد الفتاح آدم معلم، مدير مكتب قطر الخيرية في الصومال، أن هذا اليوم يمثل محطة تاريخية تتوج سنوات من التعاون المثمر بين قطر الخيرية وجامعة مقديشو وأسر الطلاب، وتوجه بكلامه للطلبة المكفولين قائلا: «نحن قدّمنا الدعم، وأنتم بذلتم الجهد، فكنتم مثالا للمثابرة والإصرار»، وأضاف: «هذه اللحظة ليست نهاية المطاف، بل بداية لمسار عملي يتطلب عزيمة وجهدا مضاعفا من الخريجين الذين حظوا بامتياز الدراسة في بيئة أكاديمية مستقرة»، موجها الشكر للكافلين الكرام من أهل قطر الذين وصفهم بـ»الركيزة الأساسية والشريك الفاعل في إنجاح المشروع»، كما عبّر عن تقديره لأولياء الأمور والمعلمين قائلا: «لولا جهودكم لما وصلنا إلى هذه اللحظة المشرقة».
مناصب قيادية
وهنّأ الدكتور إبراهيم محمد مرسل، رئيس جامعة مقديشو، الخريجين، مثمنا دور قطر الخيرية الريادي في دعم التعليم، وقال: «نحتفي اليوم بتخريج كوكبة من الدفعة الخامسة والعشرين، وهي نقطة تحول مفصلية في مسيرة طلابنا، وتأتي ثمرة لشراكة استراتيجية متينة بين الجامعة وقطر الخيرية»، وأضاف: «هذه الشراكة الممتدة لأكثر من 27 عاما أسهمت في تخريج جيل من القادة الذين يتبوؤون اليوم مناصب قيادية في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، وهذا الدعم السخي يُعد استثمارا مباشرا في مستقبل الصومال الواعد»، مؤكدا أن قطر الخيرية أصبحت جزءا من أسرة الجامعة منذ عقود.
فرحة الخريجين
وعبّر الطلبة عن فرحتهم بهذا الإنجاز حيث قال الطالب إبراهيم عبد العزيز هاجر، الحائز على المرتبة الثانية على مستوى الجامعة بمعدل 96% في تخصص المحاسبة: «اليوم لا ننال تكريما فقط، بل نحمل مسؤولية كبيرة لخدمة المجتمع، نتعهد أمام قطر الخيرية والكافلين الكرام وجامعة مقديشو وعائلاتنا بأن نكون عناصر فاعلة ومبدعة لتحقيق التغيير الإيجابي»، فيما عبّرت الطالبة نجمة يوسف نور محمد، الأولى على كلية الطب بمعدل 96%، عن امتنانها بقولها: «ما وصلنا إليه لم يكن طريقا سهلا، لكن دعم كافلينا الكرام كان سندا حقيقيا، لقد منحونا الثقة والأمان والفرصة، ونعاهدهم اليوم على تسخير كامل معارفنا لخدمة أبناء هذا الوطن والعالم».
أثر ممتد
ومنذ إطلاق برنامج «طالب العلم» في جامعة مقديشو عام 1997، بلغ عدد المستفيدين منه 3,684 طالبا وطالبة، التحق معظمهم بالعمل في القطاعين العام والخاص، وتبوأ بعضهم مناصب قيادية فيهما، مما يعكس الأثر التنموي المستدام للبرنامج.
الجدير بالذكر أن برنامج «رفقاء» التابع لقطر الخيرية يقوم بكفالة أكثر من 225,000 شخص عبر العالم من الأيتام وطلبة العلم وذوي الاحتياجات الخاصة والأسر المحتاجة والمعلمين، ويهدف إلى تمكين الأيتام حتى سن 23 بدلا من 18، كما يوفّر المنح الدراسية للأيتام ليواصلوا تعليمهم الجامعي أو يلتحقوا بمراكز تدريب تؤهّلهم لسوق العمل.
