الدوحة - سيف الحموري - نظّم التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر بالتعاون مع متاحف مشيرب، الملتقى الأول لمجتمع «راسخ» التعلُّمي، الهادف إلى تعزيز مفهوم التعلّم المرتبط بالواقع، وربط المعرفة بالممارسات الفعلية، بما يسهم في ترسيخ التعليم القائم على الخبرة والتجربة.
يأتي هذا الملتقى، الذي جمع معلمين وتربويين من مختلف المدارس في قطر، ضمن الجهود المستمرة لمؤسسة قطر الرامية إلى توطين التعليم وتعزيز الهوية الثقافية، من خلال تعزيز تبادل المعرفة وأفضل الممارسات في التعلم المرتبط بالواقع، واستكشاف فرص التعاون بين المدارس والمؤسسات في الدولة.
وشهدت الفعالية سلسلة من الجلسات الحوارية والنقاشات التفاعلية، والتي وفرت مساحة للتفكير المشترك والإبداع الجماعي، بهدف استكشاف سبل تطوير بيئات تعليمية تستند إلى الثقافة المحلية وتعكس قيم المجتمع القطري.
واستُهلت الفعالية بجلسة رئيسية بعنوان «التعلّم المرتبط بالواقع وبناء الهوية»، تناولت توظيف التجارب الواقعية والثقافية في دعم العملية التعليمية، ودور التعليم في ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز الارتباط بالقيم المجتمعية. وتلتها ست جلسات جانبية، تبادل خلالها المشاركون أفكارًا وممارسات مبتكرة تهدف إلى بناء بيئات تعليمية أكثر واقعية وتفاعلية داخل المدارس.
وقال محمد الحربي، عضو فريق مبادرة «راسخ» التابعة لإدارة المبادرات والشراكات الاستراتيجية بالتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر: «يُشكّل ملتقى راسخ خطوة مهمة نحو بناء مجتمع من المعلّمين والمؤسسات التربوية الساعية لربط التعلّم بالواقع، وجعل التجارب التعليمية أكثر ارتباطًا بالحياة اليومية».
وتابع: «من خلال التعاون مع متاحف مشيرب في ملتقى راسخ التعلمي الأول، جسّدنا رؤية راسخ في تقديم تجارب تعليمية مستوحاة من البيئة والثقافة القطرية. وقد أظهرت المشاركة والتفاعل الكبير من الحضور مدى أهمية هذه الشراكات في ترسيخ تعليم يعكس هوية المجتمع ويُلهم ممارسات تربوية أعمق وأكثر تأثيرًا».
وأكد الحربي أن ملتقى «راسخ» يُعد منصة مجتمعية للتعلّم التفاعلي والتعاون البنّاء بين جميع المعنيين ضمن المنظومة التعليمية والثقافية.
واستضافت متاحف مشيرب الملتقى في إطار دورها الرائد كشريك ثقافي ومعرفي يدعم التعليم القائم على التجربة، ويُسهم في جعل مصادر التراث والثقافة جزءًا أصيلًا من عملية التعلّم في قطر.
وقالت فاطمة المنصوري، مديرة التعليم في متاحف مشيرب: «نؤمن بأن التعليم القائم على التجربة المباشرة يُمكّن المتعلّمين من بناء علاقة أصيلة مع ثقافتهم وتاريخهم، ويُعزّز فهمهم للهوية الوطنية من خلال الانغماس في سياقات واقعية ومعاشة».
وأضافت: تُشكّل شراكتنا مع التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر نموذجًا لكيفية توظيف المؤسسات الثقافية كمصادر تعليمية حيّة تُثري العملية التربوية وتربط الأجيال الناشئة بجذورها.
وأعربت عن التطلّع إلى أن نمو «راسخ» كمنصة تُلهم ممارسات تعليمية ترتكز على الهوية المحلية وتُسهم في تشكيل مستقبل التعليم في دولتنا».
