الارشيف / حال قطر

ضيوف مجلس فخرو لـ العرب: القيم الاجتماعية راسخة في المجتمع القطري

الدوحة - سيف الحموري - شهر رمضان المبارك مناسبة دينية واجتماعية يتعهدها القطريون بالمحافظة على القيم الاجتماعية والموروثات الشعبية المرتبطة به كجزء من الهوية القطرية، حيث يسعى أهل قطر لإحياء هذه العادات كل عام. ومن أبرز تلك العادات صلة الرحم واللقاءات والاجتماعية في المجالس، التي تأخذ طابع الذكر والعبادة واستذكار العادات والتقاليد القديمة المتعلقة بالشهر الفضيل. ومجلس السيد أحمد يوسف فخرو أحد الأماكن التي تتناسب مع الحديث عن التراث، حيث تصميمه المستوحى من الطراز المعماري القديم والمقتنيات الأثرية القديمة التي كانت تستخدم في الحياة اليومية في دولة قطر. 

تكافل شعبي
ونوه ضيوف مجلس «فخرو» بأن رمضان في قطر شهر اللقاءات الاجتماعية الأول، ففيه يتجمع الناس عقب صلاة التراويح في المجالس ويتبادلون أطراف الحديث، فضلا عن الزيارات العائلية والتكافل الشعبي، حيث تقوم الأسر بتوزيع الطعام، فلا يمكن أن تصنع أسرة طعاما دون أن تعطي منه جيرانها، وهكذا نرى حرص القطريين على أن تظل مثل هذه العادات حاضرة بقوة داخل المجتمع، وذلك عبر إحياء هذه التقاليد والموروث الشعبي باستمرار، مشيرين إلى أن القيم الاجتماعية لا تزال راسخة. 
وتناول ضيوف مجلس «فخرو» العادات والتقاليد والترابط الاجتماعي الذي يتميز به المجتمع القطري، واكدوا لـ «العرب» حرص أهل قطر على المحافظة على التقاليد الشعبية الراسخة، التي تمثل جزءا من الهوية القطرية لتنتقل من جيل إلى جيل، مشددين على أنه مهما اختلفت مظاهر الاحتفاء بالشهر الفضيل، فإن القيم التي يحملها شهر الصوم تظل جزءا من هوية المجتمع، وإن اختلفت مظاهرها وأشكالها.
 
التراحم بين الناس

وأضاف ضيوف مجلس فخرو إن المجتمع القطري كان قديما ولا يزال زاخرا بالكثير من القيم الاجتماعية، وأهمها التعاون والتكافل والتراحم بين الناس، مشددين على أن المجتمع القطري حرص على الالتزام بهذه القيم قديما على الرغم من صعوبة الحياة آنذاك، بالإضافة إلى الاهتمام بتعزيز الروابط الاجتماعية القوية بين الأهل والجيران، فكان الفرد يشعر بالآخر المحتاج فيفزع إليه بالمساعدة.
وأوضحوا أن القيم الدينية كانت الأكثر سيادية في شهر رمضان، حيث يشعر الإنسان في المجتمع القطري بروحانية هذا الشهر، كما أن مظاهر الاستعداد تميزت بالبساطة نظرا لطبيعة الحياة في تلك الفترة،
مؤكدين على أن هناك العديد من القيم التي يحافظ عليها القطريون اليوم مثل التعاون والتراحم والتكافل والترابط الاجتماعي، وزيارة الأقارب لتهنئتهم بالشهر الفضيل، وتبادل الهدايا والطعام.

 تعزيز الموروث الشعبي
في سياق متصل أشاروا إلى ضرورة تعزيز الموروث الشعبي لدى الأجيال الجديدة، وذلك من خلال حرص الأسرة على مشاركة الأبناء هذه المظاهر، وتذكيرهم بأهميتها ودلالتها، وكيف كانت وكيف أصبحت، والتأكيد عليهم بضرورة التراحم والتعاون والتكافل، بالإضافة إلى التركيز على أهمية هذا الشهر الفضيل في حياة كل مسلم، حيث ينبغي حرص الآباء على اصطحاب أبنائهم معهم في كل مظاهر هذا الشهر الفضيل من صلاة، وزيارة أقارب، وتقديم المعونات، ليكتسب الأبناء هذه السلوكيات، وتظل تلك القيم راسخة في المجتمع، داعيين إلى استثمار روح شهر رمضان المبارك في تعزيز الروابط بين المجتمع من خلال الزيارات العائلية والاحتفالات التراثية.
ولفتوا إلى أن شهر رمضان له مكانة خاصة عند القطريين، وله ارتباط خاص بالقيم والعادات والموروثات، فقد كان القطريون يتجهزون لاستقبال رمضان قبل حلوله بشهر كامل، فكانت المرأة القطرية تعد خبز الرقاق الذي يصنع منه الثريد وغيره من مؤن الشهر الفضيل، فقد ارتبطت العادات القطرية بأطعمة معينة في هذا الشهر، مثل: الهريس، والثريد، والساقو، واللقيمات، وغيرها. 

اختيار التوابل والبهارات
وأضافوا إن الاستعداد لهذا الشهر يشمل اختيار التوابل والبهارات الخاصة، فلكل طبخة توابلها، فالمرق أو الحساء يختلف عن اللحم عن مجبوس السمك (أي الكبسة)، كما تجدد ربة المنزل الأواني المنزلية مع بداية رمضان، خاصة الأواني التي تحتفظ بالحرارة، وتختار الأجمل في التصميم، وتحدثوا عن بعض المظاهر التي ما زال أهل قطر يحافظون عليها ضمن موروثهم الشعبي مثل «الغبقة»، وهي اسم لوليمة تؤكل عند منتصف الليل، والهدف منها جمع الناس على وليمة واحدة، فهناك تجمعات خاصة بالشباب، وتجمعات أخرى خاصة للرجال الكبار، وكذلك للنساء تجمعهن الخاص، موضحين أن الغبقة قديما لم تكن للغرباء ولا البعيدين عن أهل الحي، ولكن مع تغير المجتمع أصبحت تأخذ أشكالا جديدة، فأصبحت تقام في مجالس الرجال للأصدقاء والمعارف أو في الفنادق والمطاعم، وكذلك تقوم بعض الشركات والمؤسسات بدعوة العاملين فيها، كنوع من تعزيز التقارب بين الزملاء والتعارف أكثر فيما بينهم. 

طرق الأبواب 
وأشاروا إلى القرنقعوه، الذي تعد من العادات التراثية الرمضانية السائدة التي تناقلتها الأجيال في دولة قطر ودول الخليج أيضا، وهو احتفال في ليلة المنتصف من رمضان، حيث تحضر العائلات الحلويات والمكسرات، وتتجهز لاستقبال الأطفال الذين يجوبون شوارع الفريج (الحي) ويطرقون الأبواب، ويغنون الأهازيج المرتبطة بهذه المناسبة، لكي يحصلوا على نصيبهم من الحلويات والمكسرات، وهي فرحة كبيرة ينتظرها الكبار والصغار، فهي مناسبة اجتماعية نشجع فيها الأطفال على صيامهم خلال الشهر، ونكافئهم بالمكسرات والحلويات، لتتم مكافأتهم مرة أخرى على إتمامهم صيام الشهر بالعيدية يوم العيد، مشددين في ختام حديثهم على أن المجتمع القطري لا يزال متمسكا بعاداته وقيمة وموروثاته المرتبطة بالشهر الفضيل.

Advertisements

قد تقرأ أيضا