الارشيف / حال قطر

بين «التربية العملية» والشوشرة اليومية.. عيالنا والمساجد

  • 1/2
  • 2/2

الدوحة - سيف الحموري - سلطان الهاشمي: ربط الأطفال بالمساجد دون جواز العبث ورفع الأصوات
الشيخ جاسم الجابر: الأفضل أن يكون بجوار أبيه ويعلم آداب المسجد
 

«ذلك الطفل الذي تطرده من المسجد بسبب الإزعاج، هو نفسه الذي ستترجاه مستقبلاً ليُصلّي.. اصبروا على إزعاجهم وارشدوهم برفق»، تلخص هذه الدعوة الرأي السائد بقبول وجود الأطفال في المساجد بقصد التنشئة الصالحة وربط النشء بالمساجد، في حين تتواصل شكاوى بعض المصلين من وجود الأطفال بحجة الإزعاج والتشويش عليهم خلال صلاة التراويح، وبين هذا الرأي وذاك، يستمر الجدل حول اصطحاب الصغار إلى المساجد بين الجواز والمنع.
وفي هذا السياق دعا سعد الغانم إلى التحلي بالصبر في حال أزعجهم لهو الأطفال أو بكاؤهم أثناء الصلاة وعدم التذمر، مشيرا إلى استحباب اصطحاب الأطفال فوق سن السابعة إلى المسجد لتعوديهم على صلاة الجماعة، ما لم يحصل منهم إيذاء للمصلين، وهذا حاصل فتاوى أهل العلم.

ظاهرة صحية

في حين قال القارئ محمد ثاني العروسي إن وجود الأطفال في المسجد ظاهرة صحية، مشيرا إلى أن اصطحاب الأطفال إلى المسجد يعد نوعاً من التربية العملية، ولكن لابد من تقديم التربية القولية وهو أن نعلمهم في المنازل آداب المسجد، ونكرر التنبيه عليهم في المسجد إن هم اخطأوا أو صدر منهم شيء يزعج المصلين بلطف وشفقة وحنية وبقُبلة على الجبهة حتى يشعر بالأمان.
وأضاف: أعرف شخصا كان طفلا قال لي مرة لا أريد أن اذهب إلى المسجد! واحب أن أصلي في المنزل، قلت له: لماذا؟ قال زجرني شخص وارجعني إلى الخلف وقال لي إن الصف الأول للكبار فقط مع أنني حضرت قبل الآذان وكنت اقرأ القرآن! وتعلمون أي شخص لا يحب أن يعود إلى المكان الذي شُتم أو تم تحقيره فيه.
ووافقه الرأي في هذا الإطار علي المالكي، مبينا أن الابتسامة والكلمة الطيبة على مسامع الأطفال أفضل من زجرهم وترهيبهم، وأشار المالكي إلى أن بعض المصلين الذين يشكون وجود الصغار في المسجد لا يأتون إلّا في رمضان ولا يحضرون إلا في صلاة التراويح والتي هي سنة وليست فريضة.

 ترسيخ قيمة المسجد

من جانبه، دعا الدكتور سلطان الهاشمي، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة قطر، الآباء والأمهات إلى تعليم الأطفال منذ وقت مبكر بالتربية والتوجيه في ترسيخ قيمة المسجد وقدسيته وبيان حرمته واحترامه، وأنه بيت الله تعالى ولا يجوز فيه العبث ولا رفع الأصوات ولا إزعاج المصلين، وذلك بما يسهم في تحقيق المقصد الشرعي من اصطحاب الأولاد إلى المساجد، من حيث التنشئة الصالحة وربطهم ببيوت الله.
وأكد الدكتور الهاشمي أن اصطحاب الصغار للمساجد مشروط بعدم الإزعاج والتشويش على المصلين بجعل الأطفال إلى جوارهم في الصلاة، وألا يتركوهم يعبثون داخل المسجد أو يتجولون بين الصفوف، منوهاً بعدم اصطحاب الأطفال الصغار المشاغبين أو ممن لا يتعدون 3 أعوام، بحيث لا يعون ماهية الصلاة، كما أن بعضهم يجهش بالبكاء أثناء أداء الصلاة، وبعضهم يمر من أمام المصلين ما يتسبب في تذمر وانزعاج المصلين.

حكم شرعي

وقال فضيلة الشيخ جاسم بن محمد الجابر: لقد اعتنى ديننا الحنيف بالأطفال، وأمر الآباء والأولياء بأن يأمروا أبناءهم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين. ولا شك أن المكان الصحيح لتعليمهم الصلاة وغيرها من أحكام الشرع هو المسجد؛ لأنه كما يندب تدريب الأولاد على الصلاة والطاعات في المنازل، يندب كذلك تدريبهم على الأعمال الجماعية لتقوية روح الاجتماع في نفوسهم، ومن ذلك شهودهم لصلاة الجمع والجماعات فى المساجد، وتحدث الفقهاء عن ترتيب صفوف الجماعة فقالوا: يكون الرجال في الصفوف الأولى ثم يليهم الصبيان ثم يليهم النساء. ولقد كان الأطفال يحضرون إلى المسجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان عليه الصلاة والسلام يخفف الصلاة ويقصرها عندما يسمع بكاء طفل في المسجد، بل إنه - عليه الصلاة والسلام – قطع خطبته وحمل الحسن والحسين، لما دخلا المسجد فرآهما يعثران في ملابسهما فحملهما. فإن كان الطفل لا يعبث في المسجد ولا يؤذي المصلين فلا حرج في حضوره للمسجد – وعليه يحمل حديث الحسن والحسين – والأفضل أن يكون بجوار أبيه أو أحد أقاربه الكبار، ويعلم آداب المسجد، وأن يحذر من أذية الناس وتخطيهم ونحو ذلك قبل أن يؤتى به إلى المسجد.

مراعاة المشاعر

من جانبهم استذكر بعض المغردين حوادث اقترفها بعض الأطفال أثناء تواجدهم في صلاة التراويح، وأشار الدكتور فهد الجابر@Drfahadaljaber إلى (حادثة كادت أن تصل إلى تشابك)، وأضاف: احترامًا للمشاعر في صلاة التراويح أتمنى من الأخوة المصلين والمصليات عدم اصطحاب الأطفال من لا يفقهون حرمة المسجد ولا ينضبطون خلال الصلاة وغير المتدربين على الهدوء والسكوت والوقوف حتى لا نرى أطفالا يصرخون ويركضون بين الصفوف مما يقطع الصلاة ويشتت الخشوع.. للأسف حتى أطفال رضع يتم إحضارهم. الأطفال يتم تعليمهم من ٧ سنوات فما دون ذلك فلا يفقه حرمة المساجد الا من تدرب عليها. (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين)).
وقال علي الفضالة@Q_Fadala: لا يزعجني وجود الأطفال في صلاة التراويح.. ما يزعجني النظرات الترهيبية لهم من بعض المصلين بعد كل تسليمة.. فحركة الطفل في المسجد طبيعية من النشاط اللي فيه.. فالابتسامة له والكلام الطيب افضل من نظرات الغضب.. فرؤية الطفل جنبك يرفع يده في دعاء القنوت يجعلك تطمئن على جيل المسجد القادم.
من جهته أكد المغرد محمد إبراهيم الشاعر@MohammedBinIbr8 أن «هذه بيوت الله للعبادة والطاعة وصوت وبكاء الأطفال الصغار والرضع يقطع حبل أفكار المصلين من الرجال والنساء معا... فعلا شيء يضايق والأيام تمر مرور السحاب وأنا بحاجة لاستثمار الأيام والليالي المباركة».
وأعرب ثامر بن راشد المنصوري @Qusili عن اسفه لعدم تحلي العديد من الناس بالصبر وهم يمنون علينا بصلاتهم في المسجد وكل يوم تقرأ تغريدة عن الأطفال أو عن الروائح و»تويتر» ليس هو المكان المناسب للتعبير عن الشكوى من مثل هذه الأشياء، صل وإذا ما عجبك غير المسجد واترك الخلق للخالق.
وقال الكاتب صالح غريب @Salehghareeb8 إن بعض الأطفال لديهم حركة مفرطة ولا يراعون حرمة المسجد ولا يصلون، يعلبون في «الماي» يتهاوشون مع بعضهم البعض فهذه النظرات لإرسال رسالة لهم بالهدوء وعدم الإزعاج والسؤال لماذا لا يعلمهم الأب بأنهم يصلون ولو كل أب يجعل ولده يصلي معه افضل من أن يتركه في الخلف يلعبون.
وقال المغرد @iRashidz: إذا كان الأطفال يلعبون ويضربون ويقطعون صلاة المصلين، فإن هذا يمثل إزعاجا للمصلين، كيف تريده أن يتقبل وجود هذه النوعية من الأطفال؟ أما الطفل الملتزم مع أبيه ولا يتسبب في إزعاج المصلين فهذا بالعكس مرحب به وهذا يفرح المصلين والأطفال دائما ما يبثون حياة في أي مكان يتواجدون فيه.
ورأت سـمر بنت عبدالله القاضي @Samaralkadi انه من الجميل أن يعتاد الطفل الذهاب للمساجد وأن يتعلم الآداب الإسلامية «ولكن» بعض الأمهات هداهن الله يصطحبن أكثر من ثلاثة أطفال؛ رضيع، وثلاث سنوات، وخمس سنوات، حيث يبدأ الرضيع بالبكاء والصراخ والطفلان بالمشاجرات والجري بين الصفوف، والأم لا حياة لمن تنادي، فبدل أن تكسب الأجر تأثم بإزعاج المصلين.

Advertisements

قد تقرأ أيضا