الدوحة - سيف الحموري - أكدت سماح عبد الهادي اختصاصية العلاج الوظيفي في مركز المها للرعاية التخصصية للأطفال، التابع لمؤسسة حمد الطبية، أن المركز يقدم حزمة خدمات تشمل التشخيص الذي يتم عن طريق فريق من الأطباء، للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. 
وأضافت لبرنامج «في الضحى» على تلفزيون قطر: بعد التشخيص ينتقل الطفل إلى مرحلة أخرى، وهي مرحلة تأهيل الأهل وتوفير عدة جلسات تدريبية تهدف لإعطاء معلومات عن اضطراب طيف التوحد وبعض الاستراتيجيات التي يتم تدريب الأهل عليها، حتى يتعاملوا مع طفلهم خلال وجودهم في المنزل.

وأشارت إلى أن معظم التحويلات التي ترد إلى مركز المها تكون عن طريق المراكز الصحية، وأن الطفل حين يراجع المركز الصحي لتلقي التطعيمات بعمر 18 شهر تقريباً، يقوم أطباء المركز الصحي بعمل مسح بسيط لمعرفة علامات الخطورة الأولية لإصابة الطفل بالتوحد.
ونوهت إلى أنه في حال اشتباه الطبيب في المركز الصحي لوجود الأعراض الأساسية للتوحد لدى الطفل، يتم تحويل الطفل إلى مركز المها، والذي يستقبل تحويلات أيضاً من كافة الأطباء في مؤسسة حمد الطبية.
وقالت رنا عجولي اختصاصية العلاج الوظيفي بمركز المها للرعاية التخصصية للأطفال: العلاج الوظيفي يهدف إلى تطوير مهارات الطفل ليكون قادرا على الاندماج في البيئة المحيطة به، سواء كانت بيئة البيت أو بيئة المدرسة أو بيئة الحضانة، أو طريقة اللعب.
وأضافت: نعمل على تطوير المهارات الحسية ومهارات الاستقلالية والاعتماد على الذات والمهارات التشاركية والتفاعلية.

لا قواعد محددة 
من جانبة قال الدكتور عمار حسين أبو شاهين، استشاري طب الأطفال التطوري وقائد طبي لبرنامج التوحد العلاجي إن اضطراب طيف التوحد لا توجد له قواعد محددة للتعامل معه، بل توضع خطة علاجية تربوية تأهيلية تتناسب مع كل طفل.
وأضاف د. أبو شاهين في لقاء مع برنامج «في الضحى» على تلفزيون قطر: طيف التوحد هو اضطراب نمائي تطوري يصيب الأطفال في مرحلة الطفولة الأولى، ولا يزال مجهول السبب بشكل دقيق ونهائي، ولكن تُتهم العوامل الجينية والوراثية التي تتفاعل مع العوامل البيئية لإظهار هذا الاضطراب.
وتابع: يتميز اضطراب طيف التوحد عادةً كأعراض أساسية وجوهرية بقصور ونقص في مهارات التفاعل والتواصل واللعب الهادف والوظيفي واللعب التخيلي وانشاء علاقات مع الاخرين، ومع وجود اهتمامات محددة ومحصورة وسلوكيات نمطية وتكرارية، وعادةً قد توجد بعض السلوكيات كالعنف والعدوانية، ولكن ليست هي العنصر الأساسي في الموضوع.
وأوضح أنه لا توجد توصيات مثلى للتعامل مع الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد، فكل حالة تختلف عن الأخرى، وأن البعض يظن أن كلمة طيف تعني طفيف أو خفيف، ولكن المعنى المراد في اضطراب طيف التوحد هو المتنوع، فكل طفل يختلف عن الاخر، وأن بعض الأحيان يختلف بين التوأمين المصابين بالتوحد.
وأكد أن كل طفل مصاب بالتوحد توضع له خطة علاجية بواسطة اختصاصيين، وتكون خطة تربوية تعليمية تأهيلية لكل طفل على حدة تختلف عن غيره.

رعاية تأهيلية 
كان مركز المها قد افتتح في مايو 2022، وهو المركز المتخصص الأول من نوعه في المنطقة، لإيجاد مرفق متكامل يوفر رعاية طبية وتأهيلية في موقع واحد يقدم خدمات طب الأطفال المتخصص بجودة عالية وبيئة شبيهة ببيئة المنزل توفر الرعاية والعلاج لتحقيق جودة حياة أفضل للأطفال الذين يحتاجون الرعاية لاحتياجاتهم على المدى الطويل. 
وتأسس مركز المها على مبادئ مبنية على الأدلة، حيث يقدم نموذج خدمة متكامل ويعمل وفق منهجية ترتكز على الأسرة.
ومن خدمات المرضى الداخليين، الرعاية المطولة التخصصية للأطفال: يوفر المركز خدمات رعاية شاملة ومتخصصة للأطفال المصابين بحالات طبية معقدة تتطلب حصولهم على رعاية مطولة وخدمات علاجية، ورعاية الحالات الحادة للأطفال: ويوفر المركز مجموعة واسعة من الخدمات العلاجية للأطفال الذين يتم إدخالهم للمركز بسبب إصابتهم بحالات طبية حادة.
أما خدمات العيادات الخارجية، فتوفر عيادات تطوير الطفل خدمات التشخيص الطبي التخصصية والخدمات العلاجية للأطفال المصابين بالتوحد والاضطرابات النمائية الأخرى، وخدمات السمعيات توفر فحوصات تخصصية للسمع وفحوصات للقدرات الصوتية اللفظية، إضافة إلى توفير التدخلات العلاجية اللازمة.
وتشمل البرامج العلاجية برنامج الرعاية العلاجية للتوحد، وبرنامج التدخل العلاجي المبكر، وعلم نفس الأطفال، وبرنامج مهارات الحياة، وبرنامج العلاج الإبداعي باستخدام الفن والموسيقى)، ويحرص المركز على العلاج بالوسائل التكنولوجية المساعدة، والمعالجة المائية، وبرامج الواقع الافتراضي.