الدوحة - سيف الحموري - دشنت قطر الخيرية، اليوم، بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، هوية "منتدى الأثر الإنساني 2025"، ليصبح فعالية سنوية تشكل منصة محورية لمعالجة الفجوات الحرجة في تنسيق العمل الإنساني، ودفع عجلة الابتكار لمواجهة التحديات الإنسانية في الميدان، وتعزيز الحلول المستدامة.. ومن المنتظر أن ينعقد المنتدى الأول في الربع الأخير من العام الجاري.
وقام سعادة الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة قطر الخيرية، وسعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي، بالكشف عن هذه الهوية، لتعكس الأهداف الرئيسة التي تم تأسيس المنتدى لأجلها، وذلك بحضور عدد من أصحاب السعادة الوزراء، وممثلي المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني ومراكز البحوث بالدولة.
ويهدف المنتدى كذلك إلى جمع أصحاب المصلحة الرئيسيين من قطاعات العمل الإنساني والتنمية، لمناقشة التحديات التي تواجه الاستجابة الإنسانية العالمية، واستكشاف سبل التعاون المشترك، ووضع أسس مستقبل هذه المبادرة المستمرة، علما بأن الشراكة بين قطر الخيرية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تشكل محفزا قويا لتعزيز الأنظمة الإنسانية، وإيجاد حلول فعالة تتمحور حول الإنسان.
وأكدت سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي، التزام دولة قطر الراسخ بدعم الجهود الدولية، والدبلوماسية الإنسانية في مد يد التعاون إلى كافة الدول والمنظمات التي تتشارك معها ذات الرؤية في تحقيق التنمية الإنسانية وتعزيز التعاون الدولي، لتقديم حلول مستدامة وفعالة تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها.
ونوهت سعادتها في كلمتها في مستهل الحفل، بدور الدبلوماسية الإنسانية القطرية التي لا تنغلق على ذاتها، بل تمتد إلى الإنسانية جمعاء، لتكون عونا للمتضرر، وسندا للمحتاج.
وعبرت عن تقديرها للشراكة المهمة بين قطر الخيرية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، في تنظيم "منتدى الأثر الإنساني"، مشيدة بتدشين هوية المنتدى، متمنية أن يكون إضافة مهمة في مجاله.
من جهته، قال السيد يوسف بن أحمد الكواري الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية "إن قطر الخيرية تتطلع أن يعزز المنتدى العمل الإنساني الفعال ويؤكد التزام المنظمات والمؤسسات الإنسانية القطرية الحكومية وغير الحكومية في دعم التحول نحو استجابة إنسانية أكثر فاعلية".
وأعرب عن أمله في أن يجسد المنتدى مستوى عاليا من التعاون والتكامل بين قطر الخيرية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مجال حشد الموارد وبناء قدرات العاملين في هذا المجال، والتنسيق في العمل الإنساني على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأكد أن "الأثر الإنساني هو البوصلة التي ستوجه أعمال هذا المنتدى، عبر تبني النتائج القابلة للقياس كمعيار للأداء في العمل الإنساني، وتعزيز المساءلة، وضمان استدامة الحلول الإنسانية"، مثمنا الشراكة المهمة مع "أوتشا" في تأسيس المنتدى.
من ناحيته، لفت سعادة الدكتور أحمد مرعي ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الدوحة "أوتشا" إلى أن المشاهد السياسية المعقدة في مناطق النزاع تتطلب حلولا مبتكرة وتعاونية.
وأعرب عن فخر "أوتشا" بالعمل جنبا إلى جنب مع جهات شريكة مثل قطر الخيرية لمعالجة تحديات وصول المساعدات الإنسانية، والتمسك بمبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز على المستويين الإقليمي والعالمي، مشيرا إلى أنه من خلال الحوار والشراكات والاستفادة من التقنيات الناشئة، يمكن للجميع ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين بغض النظر عن العوائق السياسية أو الجغرافية.
واعتبر المنتدى خطوة حاسمة نحو إيجاد حلول مستدامة قائمة بقيادة المجتمع المحلي، تمكن الجهات المحلية الفاعلة من تعزيز التعاون الدولي في البيئات الصعبة.
وعلى هامش حفل التدشين تم عقد ثلاث جلسات نقاشية، أكدت الأولى منها وعنوانها "الأثر الإنساني وبوصلة قيادة التغيير" أهمية وضع الأثر القابل للقياس في صميم الجهود الإنسانية، ومناقشة كيفية قياسه بشكل فعال، وتحسين الكفاءة والتنسيق داخل العمل الإنساني من خلال التركيز على النتائج المحددة، مع الدعوة إلى استكشاف أساليب وطرق تعاون مبتكرة لضمان أن يحقق العمل الإنساني فوائد ملموسة ومستدامة للفئات الأشد حاجة.
وقد شارك فيها كل من: السيد محمد الغامدي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع الحوكمة والعلاقات الخارجية بقطر الخيرية، والسيد ميشيل سعد نائب مدير قسم العمليات والمناصرة لدى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نيويورك، والدكتور غسان الكحلوت مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، والسيد نادر القباني زميل أول ومدير البحوث بمجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، والسيد ديفيد وايتويك الرئيس التنفيذي لمنظمة "ميد" البريطانية الخيرية.
وناقشت الجلسة الثانية وعنوانها "جسور التعاون: حلول تعاونية للوصول الإنساني في البيئات السياسية المعقدة" عدة نقاط أهمها تحديات الوصول الإنساني في المناطق الهشة سياسيا، وأساليب التعاون والشراكة لدعم المبادئ الإنسانية في هياكل الحوكمة المتنوعة، والاستفادة من التكنولوجيا والشراكات للوصول الإنساني في السيناريوهات المعقدة، والمبادرات المجتمعية للتغيير المستدام في المناطق المضطربة سياسيا.
وشارك في الجلسة كل من سعادة الشيخة هنوف بنت عبدالرحمن آل ثاني مدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية، وسعادة الدكتور عبدالعزيز بن محمد الحر مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية، وسعادة السيد هشام يوسف مستشار أول بمعهد السلام الأمريكي ومعهد السلام الأوروبي، والسيد معين شريم مدير المجموعة الاستشارية السياسية للشرق الأوسط، نائب المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة إلى اليمن.
وجاءت الجلسة الثالثة والأخيرة، بعنوان "حلول مبتكرة للأمن الغذائي والاستدامة" بمشاركة عدد من المعنيين من قطر وخارجها، وتطرق النقاش فيها إلى عدد من الأسئلة المتصلة بالموضوع والإجابة عليها، وأهمها "كيف يمكن لسياسات الأمن الغذائي تعزيز الابتكار وتقليل الفاقد؟، وكيف يمكن للحكومات ضمان سلاسل إمداد غذائية مستدامة مع الحفاظ على الموارد البيئية، الدور الذي يمكن أن تلعبه قطر في مكافحة الجوع على مستوى العالم، وكيف يمكن للشراكات الإقليمية والعالمية ضمان الوصول العادل إلى الغذاء في المناطق المتأثرة بالأزمات، من خلال تعزيز الحوار البناء ومشاركة الرؤى المبنية على الأدلة، والمساهمة في الدفع العالمي نحو حلول مستدامة لأحد أكثر التحديات إلحاحا للبشرية".
أخبار متعلقة :