ورقة بحثية لطلاب «وايل كورنيل» تناقش حلولاً قائمة على الميكروبيوم

الدوحة - سيف الحموري - شارك أربعة طلاب من وايل كورنيل للطب - قطر في تأليف ورقة بحثية تتضمّن من وجهة نظر مؤلفيها حلولاً قائمة على الميكروبيوم لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات. وقد أشرفت عليهم الدكتورة غزلان بن دريس، الأستاذ المساعد لعلوم الأحياء في الكلية، وهي المؤلفة الرئيسة للورقة البحثية التي نُشرت في الدورية العلمية المتخصصة Frontiers in Microbiomes بعنوان «ما وراء المضادات الحيوية: الاستفادة من تنوع الميكروبيوم لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات». 
وأجرى الطلاب علي الكواري وحمد الكربي وعبد الله الخزاعي (دفعة 2029) ودنيا بارودي (دفعة 2030) هذه الدراسة التي موّلها برنامج ما قبل الطب في وايل كورنيل للطب – قطر، استجابة لإعلان صدر عن النسخة السابعة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، الذي عُقد في نوفمبر 2024، والذي أكد على جعل معالجة مقاومة مضادات الميكروبات أولوية وطنية.
كما ناقش البحث إستراتيجيات عدّة لمعالجة فقدان تنوع ميكروبيوم الأمعاء الناجم عن المضادات الحيوية، بما في ذلك الأنظمة الغذائية، والبروبيوتيك أو بكتيريا الأمعاء النافعة، وزرع الميكروبات البرازية، وتخمير المنتجات الحيوانية والنباتية.
وقالت الدكتورة بن دريس، التي تُركّز بحوثها المتعددة التخصصات على محور الأمعاء-الدماغ وكيف تؤثر عوامل نمط الحياة في نمو الدماغ ووظائفه الفسيولوجية من خلال تعديل ميكروبيوم الأمعاء: «خلال العقود الأربعة الماضية، تراجعت كثيراً الابتكارات في مجال المضادات الحيوية وقلّت الموافقات الممنوحة من الهيئات المختصة، فعلى سبيل المثال انخفضت موافقات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية السنوية من نحو ثلاث موافقات في ثمانينيات القرن العشرين إلى موافقة واحدة بالكاد اليوم، وانخفضت حصة المضادات الحيوية الجديدة من 20 إلى 6 في المائة من موافقات الأدوية، ولم تظهر أي فئات جديدة منها تقريباً منذ منتصف القرن العشرين. ولمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات بشكل فعّال نحن بحاجة إلى تحول كامل في إستراتيجيتنا. فالميكروبات تتسم بقدرتها الطبيعية على محاربة بعضها البعض عبر التنافس على العناصر الغذائية وإنتاج مستقلبات مضادة للميكروبات. وتسهم بيئة الأمعاء المدعّمة في الحؤول دون هيمنة السلالات المقاومة. ويتسبّب سوء استخدام المضادات الحيوية في حد ذاته في خلق حلقة مفرغة، حيث يقوم الميكروبيوم في حال اختلال عمله بتهيئة بيئة خصبة لانتشار هذه السلالات، مما يُقوّض فعالية علاجات المضادات الحيوية المستقبلية. لذلك، أعتقد أن الحلول القائمة على الميكروبيوم، مثل البروبيوتيك أو زرع الميكروبات البرازية، يمكن أن توفّر بدائل أكثر استدامة للتدخلات الدوائية التقليدية. وتحدث عملية زرع الميكروبات البرازية بطريقة طبيعية في عالم الحيوان، وتُعدّ أيضاً طريقة واعدة لاستعادة توازن الميكروبيوم والتخفيف من تأثير مقاومة مضادات الميكروبات. وهكذا فإننا نجعل الميكروبات تصارع بعضها البعض».

Advertisements