الدوحة - سيف الحموري - افتتح مركز قطر للتطوير المهني، أمس الثلاثاء، «ملتقى المرشدين المهنيين 2025» في المدينة التعليمية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الدوحة، والتعليم العالي في مؤسسة قطر، بحضور السيدة مها زايد الرويلي، وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية وعدد من القيادات التعليمية.
ويجمع البرنامج، الذي سيستمر على مدى يومين، أكثر من 200 مرشد أكاديمي ومهني من المدارس الحكومية والخاصة في مختلف أنحاء الدولة، إلى جانب مرشدي المؤسسات التعليمية في المدينة التعليمية، بهدف تعزيز منظومة الإرشاد المهني والخدمات التي تدعم قدرة الطلبة على اتخاذ القرارات الأكاديمية والمهنية المستنيرة.
وافتتح الملتقى بكلمات من ممثلين عن الجهات المشاركة، تلتها جلسةٌ حوارية رفيعة المستوى حول دور المرشدين المهنيين في استراتيجية تنمية الموارد البشرية بالدولة. وتضمنت أجندة الفعالية جلسات تدريبية وورش عمل، ومعرض تواصل مهني يربط المرشدين بالجامعات والجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية.
وجمعت الجلسة الحوارية رفيعة المستوى كلا من الدكتور خليفة الصلاحي اليافعي، الرئيس التنفيذي لأكاديمية قطر للمال والأعمال؛ وسعادة الدكتورة شيخة عبد الله المسند، رئيس جامعة قطر سابقًا؛ والسيد يعقوب صالح آل إسحاق، مدير شؤون الخدمة المدنية بديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي؛ والسيدة مها زايد الرويلي، الوكيل المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.
وناقشت الجلسة بإدارة الدكتورة حمدة حمد النعيمي، خبيرة التوجيه والتطوير المهني، توحيد معايير الكفاءة في ممارسة التوجيه والتطوير المهني، وتعزيز قدرات المرشدين، وتوثيق الروابط بين المدارس والجامعات وجهات التوظيف بما يترجم الاستراتيجيات الوطنية إلى أثرٍ يوميٍّ ملموس لصالح الطلبة.
وتشمل أبرز فعاليات الملتقى خلال يومي 9-10 سبتمبر ورشًا متخصصة لبناء المهارات، وجلسات حول عمليات القبول الجامعي وأفضل الممارسات المتبعة، ومعرضًا للتواصل يعزز التعاون بين المرشدين وشركائهم في قطاعات التعليم العالي. وبالتوازي مع اليوم الثاني للملتقى، ينعقد «يوم الإرشاد الأكاديمي في الدوحة 2025» بالتعاون مع جامعات المدينة التعليمية، ليقدّم للمرشدين عرضًا معمّقًا للبرامج الأكاديمية المتاحة وإجراءات القبول، ومنصّةً لتبادل الخبرات مع فرق القبول الجامعي.
مها الرويلي: الملتقى يساعد في استكشاف مواهب الطلاب
أشادت مها الرويلي بالدور المحوري الذي يؤديه المرشدون الأكاديميون والمهنيون في خدمة رؤية قطر 2030، مؤكدة أن جهودهم تمثل رسالة نبيلة تسهم في بناء مستقبل الوطن من خلال الاستثمار في الرأسمال البشري.
جاء ذلك خلال كلمتها في الملتقى السنوي الحادي عشر للمرشدين الأكاديميين والمهنيين، حيث رحبت الرويلي بالحضور قائلة: “يسعدني أن أرحب بكم جميعاً في هذا الملتقى الذي أصبح محطة مهمة نلتقي فيها كل عام لتبادل الخبرات واستشراف أفضل الممارسات، بما يسهم في تمكين طلبتنا الأعزاء من رسم مساراتهم الأكاديمية والمهنية على نحو واعٍ ومدروس”.
وتوجهت الرويلي بخالص الشكر والتقدير إلى الشركاء الاستراتيجيين الذين أسهموا في تنظيم الملتقى، وعلى رأسهم مركز قطر للتطوير المهني والسفارة الأمريكية في الدوحة وإدارة الشؤون الطلابية، “لما قدموه من دعم وتعاون مثمر أثمر عن إنجاح فعاليات هذا الحدث المميز”.
وأكدت أن الملتقى يمثل منصة فاعلة لتمكين المرشدين الأكاديميين والمهنيين من الاطلاع على البرامج والطرق المطروحة والاستفادة منها، بما يعزز أدوارهم الحيوية في توجيه الطلبة ومساعدتهم على استكشاف ميولهم ومواهبهم وقدراتهم، ومن ثم اختيار التخصصات والمسارات التي تتوافق مع طموحاتهم وتطلعاتهم.
وخاطبت الرويلي المرشدين قائلة: “إن جهودكم، إخواني وأخواتي المرشدين، هي رسالة نبيلة تسهم في بناء مستقبل الوطن، وتكتسب أهمية خاصة في ظل رؤية قطر 2030 التي جعلت من الاستثمار في الرأسمال البشري ركيزة أساسية لبناء مستقبل مشرق”.
وأشارت إلى أن المرشدين يساهمون في تمكين الطلبة من الالتحاق ببرامج أكاديمية نوعية في أرقى الجامعات، وربطهم بالتخصصات والمهن التي يحتاجها السوق القطري والعالمي، مؤكدة أن “عملكم محوري في تحقيق هذه الرؤية الطموحة، فأنتم تلهمون الأجيال القادمة وتفتحون أمامهم آفاقاً من الأمل والتميز، بما يسهم في تشكيل مجتمع قائم على المعرفة والإبداع”.
واختتمت الرويلي كلمتها بتمني كل النجاح والتوفيق للملتقى، داعية بالتوفيق لجميع المشاركين لما فيه خير البلاد والعباد.
سعد الخرجي: نسهم في إعداد قوى عاملة جاهزة للمستقبل
قال السيد سعد عبد الله الخرجي، المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني، إن ملتقى المرشدين المهنيين يمثل «نقطة التقاء السياسات بالممارسة العملية»، معتبرا أن الملتقى يجمع مرشدين من مختلف أركان المنظومة التعليمية والشركاء في المدينة التعليمية للعمل سويا على ترسيخ معايير احترافية مشتركة مستمدة من أفضل الممارسات الدولية، وتعريفهم بأحدث مناهج الإرشاد والمعلومات ذات الصلة، وصياغة لغة مهنية موحدة للإرشاد.
وأكد الخرجي أن الملتقى سيساعد المرشدين المهنيين في تمكين طلبتهم من اتخاذ القرارات الأكاديمية والمهنية المدروسة والمناسبة، مضيفا أنه «بهذه الطريقة نترجم استراتيجيتنا إلى أثر يومي يشهده الشباب في المدارس، ونسهم في إعداد قوى عاملة جاهزة للمستقبل ومتسقة مع أولويات دولة قطر التنموية».
القائمة بالأعمال الأمريكية: نعمل يدا بيد مع قطر لربط الطلاب بفرص الدراسة
أكدت ستيفاني ألتمان وينانز، القائمة بالأعمال في السفارة الأمريكية بالدوحة، على الدور المحوري للمرشدين المهنيين بالمدارس في مساعدة الطلبة على رسم مساراتهم التعليمية والمهنية، مشيرة إلى أنهم «في موقع فريد يتيح لهم إرشاد الطلاب خلال واحدة من أهم مراحل حياتهم المتمثلة في اختيار الجامعة والتخصص المناسب».
وأعربت وينانز، في كلمة لها خلال مشاركتها في ملتقى «المرشدين المهنيين 2025»، عن شكرها لشركاء السفارة وفي مقدمتهم وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومؤسسة قطر، ومركز قطر لتطوير المسار المهني، إلى جانب الأكاديميين وممثلي الجامعات المشاركين.
وأضافت أن الانتقال من المرحلة الثانوية إلى التعليم العالي يمثل «لحظة فارقة للشباب وأسرهم»، لافتة إلى أن العملية قد تبدو مرهقة لكثير من الطلاب الذين يواجهون أسئلة جوهرية تتعلق بشغفهم وقدراتهم وطموحاتهم المهنية، فضلاً عن التحديات المالية المرتبطة بالتعليم العالي.
وأوضحت أن فريق السفارة الأمريكية يعمل «يدا بيد مع المؤسسات القطرية لربط الطلاب بالفرص المتاحة للدراسة والبحث والابتكار في كل من قطر والولايات المتحدة»، مؤكدة أن التعليم الأمريكي يتيح خبرات عملية وأبحاثا متقدمة وشبكات عالمية من الخبراء تسهم في دعم رؤية قطر المستقبلية.
ونوهت وينانز إلى أن عددا من الشخصيات القطرية البارزة ممن تخرجوا في الجامعات الأمريكية، عادوا إلى الوطن ليشغلوا مناصب قيادية في الحكومة والقطاع الخاص، وليساهموا بمهاراتهم القيادية في رسم مستقبل البلاد.
واختتمت بالتأكيد على أن إرشاد مستشاري المدارس يتجاوز حدود الصفوف الدراسية، إذ يسهم في إعداد قادة ومبتكرين وصناع تغيير في المستقبل، معربة عن امتنانها لالتزامهم المستمر وجهودهم الدؤوبة في دعم الطلاب.
فرانسيسكو مارموليجو: منصة لتبادل وجهات النظر والتعلم
أكد السيد فرانسيسكو مارموليجو، رئيس التعليم العالي في مؤسسة قطر، أن «ملتقى المرشدين المهنيين 2025» أصبح تقليدا مهما في قطاع التعليم في قطر، مضيفا أن الملتقى يمثل منصة متميزة تجمع المرشدين لتبادل وجهات النظر والتعلّم من بعضهم البعض، والأهم استعادة الحافز والتأكد من أن الجهود التي يقومون بها بالغة الأثر وضرورية لمستقبل الأجيال المقبلة.
وقال مارموليجو، في كلمة له خلال تدشين الملتقى، إن مؤسسة قطر تفخر باستضافة هذا الملتقى انطلاقا من رسالتها التي تضع التعليم في صميم عملها، موضحا أن ركائز المؤسسة تقوم على إطلاق العنان لإمكانات الأفراد البشرية بما يساهم في إعداد المجتمعات لمستقبل أفضل.
وأشار رئيس التعليم العالي إلى أن «النموذج الجامعي المتعدد» الذي تعتمده المؤسسة يتيح الجمع بين بعض من أهم الجامعات العالمية ضمن منظومة تعليمية فريدة، بالتعاون مع قطاع التعليم ما قبل الجامعي، بما يسهم في صياغة تجربة تعليمية متكاملة لا تقتصر على الإعداد للمهن فقط، بل تمتد لتكون إعدادا للحياة.
ولفت إلى أن مؤسسة قطر تحتضن ثماني جامعات تقدم أكثر من 60 برنامجا أكاديميا، يدرس فيها طلاب من قطر ومن أكثر من 120 دولة، مما يخلق بيئة تعليمية استثنائية تمنح الطلاب فرصة تجربة تعليمية مرنة، وتساعدهم على بناء مساراتهم التعليمية بما يتوافق مع اهتماماتهم وفرصهم المستقبلية.
واختتم مارموليجو بالتأكيد على أن مؤسسة قطر تؤمن بأهمية الحفاظ على فضول الطلاب نشطا ومتجددا، باعتباره الضمانة الحقيقية لاستمرار رحلتهم التعليمية على نحو متواصل وهادف.