الدوحة - سيف الحموري - قال السيد منصور عجران البوعينين مدير عام بلدية الريان إن المؤتمر الوطني لسلامة الغذاء يمثل فعالية بارزة تسهم في تعزيز استراتيجيات الأمن الغذائي في دولة قطر، وأضاف في تصريح لـ «العرب» يُعد هذا المؤتمر منصة حيوية لرسم استراتيجيات شاملة تهدف إلى ضمان سلامة الأغذية وجودتها، وهو جزء لا يتجزأ من رؤية قطر 2030. وأكد مدير عام بلدية الريان على تكامل الجهود بين وزارتي البلدية والصحة. حيث إن التعاون الفعال بين الوزارتين يضمن تطبيق الاشتراطات الصحية اللازمة، مما يسهم في توفير غذاء آمن وصحي للجميع.
وأشار إلى أن بلدية الريان، ممثلة في قسم الرقابة الصحية، تلعب دورا محوريا في تنظيم حملات تفتيش دورية وتوعوية على المنشآت الغذائية. موضحا أن الحملات تهدف إلى نشر الوعي حول معايير السلامة الغذائية والتأكد من التزام المنشآت بالاشتراطات الصحية. بما يحقق تداول غذاء آمن خال من الملوثات والتزام المنشآت الغذائية بكافة اشكالها بالاشتراطات الصحية المتبعة في البلاد.
وبين البوعينين أن المؤتمر الوطني لسلامة الغذاء يوفر فرصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات مع الخبراء والمتخصصين في هذا المجال. مؤكدا على أن مشاركة جميع الأطراف المعنية تعكس حرصهم على تعزيز الأمن الغذائي ويؤكد على التزامهم بتقديم غذاء آمن وصحي للمجتمع.
كما شدد مدير عام بلدية الريان على أهمية تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، حيث أن هذه الشراكات تلعب دوراً حيوياً في تحقيق أهداف الأمن الغذائي.
وفي الختام، أكد على التزام بلدية الريان بالعمل سوياً مع جميع الجهات المعنية لتحقيق أهداف مشتركة في مجال سلامة الغذاء. كما أعرب عن شكره للجميع على مشاركتهم الفعالة في هذا المؤتمر المهم، متمنياً أن يكون هذا الحدث نقطة انطلاق لتحقيق المزيد من الإنجازات في مجال سلامة الغذاء.
د. فائقة أشكناني: مسؤولية الغذاء جهد وطني متكامل تشارك فيه مختلف القطاعات
قالت الدكتورة فائقة أشكناني مديرة العلاقات العامة والاتصال بوزارة البلدية: يأتي انعقاد المؤتمر الوطني الأول لسلامة الأغذية ليعكس بوضوح حرص دولتنا على بناء منظومة متكاملة تضمن جودة وسلامة الغذاء في جميع المراحل. هذا المؤتمر لا يعد مجرد منصة للنقاش، بل هو تقدير وتثمين للجهود المشتركة التي تبذلها وزارة البلدية ووزارة الصحة العامة جنبا إلى جنب، في سبيل تعزيز الرقابة وتحقيق أعلى المعايير العالمية في هذا المجال.
وأضافت في تصريحات صحفية: إن سلامة الغذاء ليست مسؤولية جهة بعينها، وإنما هي جهد وطني متكامل تشارك فيه مختلف القطاعات، يؤكد على التزام الدولة بحماية صحة المجتمع، والارتقاء بجودة الحياة بما يواكب رؤية قطر الوطنية 2030.
ولفتت مديرة إدارة العلاقات العامة والاتصال إلى إعداد خطة إعلامية متكاملة للتعريف بالمؤتمر عبر وسائل الإعلام الوطنية ومنصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تدشين موقع إلكتروني مخصص يتيح التسجيل والمشاركة ويعرض تفاصيل المحاور والجلسات والمتحدثين.
وأشارت إلى أنه ومن خلال هذا المؤتمر، نسلّط الضوء على الإنجازات الوطنية في مجال الرقابة والتفتيش، وعلى المبادرات الرائدة التي تبنتها مؤسسات الدولة لتعزيز ثقة المستهلك وضمان وصول غذاء آمن وسليم إلى موائد جميع الأسر. كما يشكل المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة، وتوسيع دائرة التعاون مع الخبراء والشركاء محليا ودوليا.
وقالت الدكتورة فائقة: لا يفوتنا أن نثمن عالياً دعم الرعاة الكرام وجهود الشركات المشاركة في المعرض المصاحب، حيث شكل حضورهم إضافة نوعية أسهمت في إنجاح هذا الحدث وإبراز مكانته. مؤكدة على أن لتكاتف هذه الجهود أثرا جميلا يؤكد أننا جميعا على قلب واحد ويد واحدة، من أجل هدف مشترك هو ضمان سلامة الغذاء لمجتمعنا.
وقدمت د. أشكناني الشكر والتقدير إلى الرعاة والداعمين على مساهمتهم في إنجاح هذا الحدث الوطني، مشيدة بدورهم في دعم رسالة سلامة الغذاء، وهم:
الراعي الاستراتيجي: شركة سنونو. والرعاة البلاتينيون: شركة مزرعتي، شركة بلدنا. والرعاة البرونزيون: شركة مونوبري، شركة فرندلي. والراعي الإعلامي: جريدة العرب. وفي ختام حديثها قالت إننا نؤمن بأن الاستثمار في سلامة الغذاء هو استثمار في صحة الإنسان، وصون لمستقبل الأجيال القادمة، ورسالة تؤكد أن دولة قطر تمضي بخطى واثقة نحو التميز في هذا المجال الحيوي.
جلسات اليوم الأول تتناول التشريعات والسياسات الغذائية
وعقد خلال اليوم الأول للمؤتمر جلستان تناولتا التشريعات والسياسات الخاصة بالغذاء، بالإضافة إلى التكنولوجيا والابتكار، وخلال الجلسة الأولى استعرضت الدكتورة منى علي البلوشي من إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية - نتائج دراستها حول الكشف المبكر عن مرض الفيتوبلازما في مزارع قطر باستخدام تقنيات البيوتكنولوجيا الجزيئية مثل الـPCR والتسلسل الجيني. وأوضحت أن الفيتوبلازما تُعد من أبرز مسببات تراجع الإنتاجية في محاصيل عدة حول العالم.
وبيّنت الدراسة أن الفحص الأولي لأصناف البرسيم أظهر إصابة مؤكدة بالفيتوبلازما من المجموعة الفرعية، وهي أول حالة يتم توثيقها في قطر. وأكدت النتائج التشابه الكبير مع سلالات مسجلة في الهند مرتبطة بمرض «الساحرة».
واختتمت الدكتورة عرضها بالتوصية بمواصلة الفحوصات على نطاق أوسع في المزارع المحلية، وتحديث قاعدة البيانات الوراثية بالتعاون مع مراكز بحثية متخصصة، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي وحماية الإنتاج الزراعي.
وتناولت الجلسة الثانية التكنولوجيا والابتكار، حيث استعرض عدد من الاخصائيين الابتكارات في مجال سلامة الغذاء وجودته.
من جانبها قدمت بلدية الخور والذخيرة عرضًا بعنوان «تعزيز سلامة الغذاء في قطر. نهج التفتيش القائم على المخاطر»، استعرض فيه السيد أحمد الشمري رئيس قسم الرقابة الصحية بالبلدية، أهمية الانتقال من أسلوب التفتيش التقليدي إلى نهج استباقي قائم على تقييم المخاطر (RBI)، بما يتيح توجيه الموارد نحو المنشآت والمنتجات عالية الخطورة، والتكيف مع التحديات المستجدة مثل الملوثات وتغير المناخ. وأكد العرض أن هذا النهج، المعتمد دوليًا من هيئات مثل منظمة الصحة العالمية وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية، يسهم في رفع كفاءة التفتيش وتعزيز ثقة المستهلك. كما أبرزت الجلسة دور الرقمنة والذكاء الاصطناعي في دعم هذا النظام، وتطوير القدرات البشرية والتعاون الدولي لضمان منظومة غذائية أكثر أمانًا واستدامة في قطر.