الدوحة - سيف الحموري - في إطار المنتدى السنوي للتعليم ما قبل الجامعي، كرّمت مؤسسة قطر نخبة من المعلمين والتربويين والطلاب المتميزين من خلال جوائز التعليم ما قبل الجامعي تقديرًا لإسهاماتهم في بناء بيئات تعليمية مُلهمة وشاملة.
ومن بين المكرمين حصلت لما الكلش، مساعدة مدير أكاديمية قطر – مشيرب، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي في المؤسسة، على جائزة الممارس المتميز تقديرًا لدورها الريادي في دمج القيم في مختلف جوانب العملية التعليمية، وترسيخ ثقافة مدرسية تعزّز الهوية، والانفتاح، والتعاطف.
ومن خلال عملها، أثبتت الكلش أن التعليم القائم على القيم يمتلك القدرة على إحداث تحوّل حقيقي في المجتمعات المدرسية وترك أثرٍ مستدام يتجاوز حدود الصفوف الدراسية. وقالت الكلش: «أشعر بامتنانٍ عميق، ليس لأن هذا التكريم تقدير شخصي، بل لأنه انعكاس لروح الفريق والتفاني والرؤية المشتركة التي تجعل من القيم جوهر العملية التعليمية.»
منذ بداياتها، نظرت الكلش إلى التعليم بوصفه رسالة لا مهنة، إذ ألهمها شغفها برؤية الأثر التحويلي للتعليم للانتقال من التدريس الصفي إلى قيادة مبادرات تجمع بين الإبداع والتطبيق الواقعي. ومع مرور الوقت، أصبحت جزءًا من فريق قيادي أعاد تعريف معنى التعليم الهادف.
وشرحت الكلش: «أؤمن بالتعلّم ذي المعنى، حيث تُنمى القيم والمهارات والوعي الذاتي معًا. الطالب هو محور العملية التعليمية.»
من هذا الإيمان انطلقت مبادراتها التي جمعت بين الهوية الوطنية والانفتاح العالمي، حيث قادت فريق الهوية والتراث في الأكاديمية لتنفيذ مشاريع تُعزز الانتماء الوطني وتُرسّخ الفخر بثقافتنا.
وأضافت: «قمنا بتصميم وتنفيذ منهج القيم، وهو إطار تربوي يدمج القيم الإنسانية والاجتماعية في التجربة التعليمية اليومية، بحيث لا تكون القيم وحدة دراسية، بل ثقافة تُمارس.»
وأوضحت أن ما يميّز هذا المنهج هو تكامله بين المدرسة والمجتمع. فهو يشمل جميع المراحل، مع إشراك أولياء الأمور والمجتمع المحلي كشركاء في العملية التعليمية، قائلةً: «لقد لمسنا الأثر بوضوح في سلوك الطلبة وبيئة المدرسة. أصبح الطلاب أكثر وعيًا بمشاعرهم، وأكثر قدرة على اتخاذ قرارات أخلاقية».
وأضافت: «في أكاديمية قطر – مشيرب، القيم ليست مادة تُدرَّس، بل روح تتخلل كل المواد والممارسات اليومية. يشعر الطالب أن التعلم ليس وسيلة للنجاح الأكاديمي فقط، بل طريق ليصبح إنسانًا مسؤولًا وشغوفًا بخدمة مجتمعه.»
وتابعت: «إن التعليم القائم على القيم ليس مشروعًا مدرسيًا مؤقتًا، بل هو أسلوب حياة ورسالة إنسانية. أؤمن أن دورنا كقادة ومربين هو أن نزرع في نفوس أبنائنا الإيمان بأن العلم لا يكتمل إلا بالأخلاق.
أخبار متعلقة :