الدوحة - سيف الحموري - نظمت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أمس، بالتنسيق مع ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، اللقاء التعريفي لبرنامج «تمهين» الفوج السابع 2025 - 2026 الذي يشهد انضمام 38 منتسبا.
وانطلق اللقاء بكلمة للسيد يعقوب صالح آل إسحاق مدير شؤون الخدمة المدنية في ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، الذي أكد فيها أن برنامج «تمهين» يعد ثمرة تعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، يجسد أهداف رؤية قطر 2030 الرامية إلى توجيه الكفاءات الوطنية نحو المجالات الحيوية التي تواكب تطلعات المستقبل وفي مقدمتها مهنة التعليم.
وقال آل إسحاق إنه «منذ انطلاقه عام 2019 أثبت برنامج تمهين دوره ومكانته كأحد البرامج النوعية التي تستقطب الخريجين القطريين من مختلف التخصصات وتتيح لهم فرصا جديدة تعمل على تشكيل مساراتهم المهنية ليكونوا معلمين متميزين يساهمون في تنشئة وتعليم أجيال واعية وملهمة، مؤكدا مواصلة ديوان الخدمة المدنية جهوده في الاستجابة لمتطلبات سوق العمل ومد القطاع التربوي بكوادر بشرية متميزة ضمن مساع شاملة تهدف إلى دعم خطة التوطين وضمان استدامة الأداء في الجهات الحكومية.
ووجه حديثه للمشاركين بالفوج السابع قائلا «أنتم اليوم على مشارف رحلة مهنية تحمل رسالة عظيمة ومسؤولية وطنية»، مضيفا أنه «لا تنجح أي دولة بدون نظام تعليمي قوي يقوده معلمون أكفاء، كذلك في نشر القيم، لأن التعليم يزرع قيم الاحترام والمواطنة والتعاون والانضباط».
وبدوره، أكد السيد عبدالرحمن جاسم الباكر رئيس قسم التدريب التربوي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن اللقاء التعريفي لبرنامج «تمهين» يجسد انطلاقة رحلة مهنية جديدة، تنطلق فيها نخبة من المعلمين والمعلمات الجدد الواعدين الذين اختاروا أن تكون بدايتهم تحت مظلة البرنامج، الذي صمم ليكون جسر العبور نحو التمكين التربوي والمهني.
وأوضح الباكر خلال كلمته أثناء اللقاء، أن الوزارة، ممثلة في مركز التدريب والتطوير التربوي، أطلقت هذا البرنامج إيمانا منها بأن المعلم هو المحور الحقيقي في عملية التطوير التعليمي، وأن تمكينه منذ لحظة انضمامه للميدان يعد الخطوة الأولى نحو تعليم عالي الجودة.
وأشار الباكر إلى أن «تمهين» لا يقتصر على تنمية المهارات فقط، بل يرسخ القيم التربوية والمهنية، إذ يركز على الهوية المهنية والمسؤولية والتعلم المستمر، انطلاقا من الإيمان بأن المعلم الحقيقي لا يتوقف عن التعلم، ولا يكتفي بالمعرفة، بل يسعى ليكون قدوة ومصدر إلهام.
واختتم رئيس قسم التدريب التربوي كلمته بتوجيه رسالة للمعلمين الجدد قائلا: «أنتم اليوم تبدأون الخطوة الأولى في رحلة ستصنع فارقا في مسيرتكم، فاحرصوا على أن تكون كل مرحلة فيها إضافة نوعية لذاتكم ولمهنتكم، وعيشوا التجربة بكل شغف وتطلع، فكل ما ستتعلمونه اليوم سيكون أساسا لبناء غد أكثر نضجا وتميزا».
تحسينات وإضافات
أكد الأستاذ عبدالرحمن جاسم الباكر رئيس قسم التدريب التربوي بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، في تصريح لـ«العرب»، أن النسخة السابعة من برنامج «تمهين» شهدت العديد من التحسينات والإضافات في محتواها التدريبي، استنادا إلى التغذية الراجعة من الأفواج السابقة، موضحا أنه مع بدء توقيع العقود مع المنتسبين الجدد، سيُطلق البرنامج رسميا، حيث يخوض المشاركون برامج تدريبية مكثفة خلال شهر نوفمبر المقبل. وأضاف أن البرنامج يأتي منسجما مع تطلعات دولة قطر ورؤيتها الوطنية 2030، موضحا أن عدد المنتسبين هذا العام بلغ 38 منتسبا ما بين 9 ذكور و29 إناث وقد يرتفع العدد لاحقا.
وقال الباكر: إن البرنامج «يمتد على مدار عام دراسي كامل يعيش خلاله المعلم تجربة مهنية متكاملة تجمع بين التدريب والمرافقة المهنية والتقويم البنّاء، بما يسهم في إعداد معلم يمتلك الكفاءة والمهارة، ويؤمن برسالته، ويستشعر أثره الإيجابي في طلابه ومجتمعه.
جلسة نقاشية: رفد الميدان التربوي بالكفاءات الوطنية
شهد اللقاء التعريفي جلسة نقاشية، حول برنامج «تمهين» بمشاركة السيدة إيمان المهندي مدير مركز التدريب والتطوير بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والسيدة سارة المريخي، رئيس قسم الترشيح ومتابعة التعيين في ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي.
وناقشت الجلسة، أهمية الشراكة بين الوزارة وديوان الخدمة المدنية، وأهمية البرنامج في رفد الميدان التربوي بكفاءات وطنية مؤهلة تواكب رؤية قطر 2030.
وقالت إيمان المهندي إن مركز التدريب والتطوير يلعب دورا في توفير التدريب النوعي لمنتسبي «تمهين» من أجل تمكينهم بالبرامج الأساسية التي يحتاجون إليها خلال عملهم كمعلمين، بالإضافة إلى تعزيز القدرات الشخصية للمعلمين للمساعدة في أداء وظيفتهم بكفاءة.
وأضافت أنه تم التخطيط للبرنامج بأن يشمل جانبين أساسيين أولا تمكين المعلمين بالمهارات اللازمة، وثانيا التدريب من خلال معايشة في عدد من المدارس الحكومية أسوة بخريجي كلية التربية.
من جانبها، قالت سارة المريخي إن ديوان الخدمة المدنية يسعى دائما لتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية لشغل الوظائف الحيوية في الدولة، ويأتي ضمن ذلك الشراكة الحيوية مع وزارة التربية التي تتجسد في برنامج «تمهين» من أجل فتح آفاق واسعة لمعلمي المستقبل بهدف إعداد الأجيال القادمة، داعية المنتسبين الجدد إلى استثمار كل لحظة في تعلم الجديد وتطوير مهاراتهم على مدار عام من التدريب.
يعتبر برنامج «تمهين» إحدى المبادرات الرائدة التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم منذ العام الأكاديمي 2019 - 2020، بهدف استقطاب القطريين لمهنة التدريس، ويوفر العديد من المزايا والحوافز التشجيعية للمتدربين، بتنسيق مشترك ومستمر بين الوزارة وديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي.
أخبار متعلقة :