الدوحة - سيف الحموري - انطلقت بالدوحة اليوم، أعمال مؤتمر الابتكارات في الكيمياء والهندسة الكيميائية من أجل مستقبل مستدام، والذي تنظمه جامعة حمد بن خليفة بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للكيمياء وجامعة قطر، بمشاركة نحو 160 خبيرا ومتخصصا في مجالات الكيمياء والهندسة الكيميائية وقطاع النفط والغاز والمياه.
ويعد المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين، وهو الرابع من نوعه، منصة ديناميكية لتبادل أحدث الأبحاث، واستعراض التقنيات المبتكرة وتسليط الضوء على الدور الريادي للكيمياء والهندسة الكيميائية في بناء مستقبل أكثر استدامة، وتعزيز التعاون بين مختلف التخصصات، والإسهام في دعم الأبحاث في قطر ضمن المجالات ذات الأولوية في خطة التنمية الوطنية.
وأكد سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة السابق ورئيس مجلس أمناء جامعة الدوحة، في كلمته بالمؤتمر، أن الاستدامة لم تعد خيارا بل ضرورة تفرضها التحديات البيئية العالمية، مشددا على أهمية الابتكار والبحث العلمي في مجالات الكيمياء والهندسة الكيميائية لتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.
وأشار سعادته إلى أن قطر، المعروفة بمواردها الوفيرة من الغاز الطبيعي وسرعة تطورها الاقتصادي، تتجه نحو توسيع آفاق التنمية لتشمل الإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية وحماية البيئة، انسجاما مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تعد التنمية البيئية إحدى أعمدتها الأساسية.
وأوضح سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، أن الكيمياء والهندسة الكيميائية تمثلان محورا رئيسيا في دعم الاستدامة من خلال تطوير حلول مبتكرة في مجالات الطاقة والمياه والصناعة وعلوم المواد، مؤكدا التزام الدولة بتعزيز استخدام التقنيات النظيفة وتحسين كفاءة الإنتاج بما يتماشى مع مسؤولياتها البيئية.
وأضاف أن جهود البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي، مثل جامعة تكساس إي أند إم في قطر ومعهد قطر للبيئة والطاقة، تسهم في تطوير أنظمة الطاقة الشمسية وتقنيات احتجاز الكربون وتحلية المياه بطرق صديقة للبيئة، مما يدعم انتقال الدولة نحو مستقبل منخفض الانبعاثات وأكثر استدامة.
كما شدد على أهمية إدارة النفايات وفق مبادئ الكيمياء الخضراء، عبر إعادة التدوير والاستخدام الأمثل للموارد وتقليل الملوثات، مؤكدا أن هذه الجهود تعزز التحول نحو اقتصاد دائري يحافظ على البيئة ويحقق القيمة المضافة.
واختتم سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة كلمته، بالتأكيد على أن تحقيق الاستدامة يتطلب تعاونا وثيقا بين العلماء والمهندسين وصناع القرار وقادة الصناعة، مع غرس ثقافة المسؤولية البيئية لدى الأجيال القادمة.
بدوره، أشار رئيس المؤتمر الدكتور حسن سعيد بزي العميد المشارك للشؤون الخارجية ورئيس قسم العلوم في جامعة حمد بن خليفة، في كلمته الافتتاحية، إلى أن المؤتمر يركز على تعزيز الاستدامة في مجالات الكيمياء والهندسة الكيميائية، بمشاركة نخبة من المتحدثين من الجامعات المحلية والدولية، بالإضافة إلى ممثلين عن شركات محلية تعمل في مجالات الاستدامة.
وأضاف أن المؤتمر يتيح للطلاب والباحثين تقديم خبراتهم وأبحاثهم، واستعراض المشاريع البحثية القائمة في قطر، بما يشمل تطبيقات الابتكار العلمي على أرض الواقع، وتعزيز التعاون بين القطاع الأكاديمي والصناعي لدعم الأهداف الاستراتيجية الوطنية ورؤية قطر 2030.
من جانبه، أكد الدكتور إياد أحمد مسعد نائب الرئيس للبحوث في جامعة حمد بن خليفة، أن المواد والعمليات التي يتم تطويرها حاليا تشكل أساس حلول المستقبل، بما يسهم في خفض الانبعاثات وتحسين كفاءة استخدام الطاقة وتعزيز جودة الحياة، مشيرا إلى التزام الجامعة بتطوير حلول مبتكرة تدعم استدامة بيئة قطر ومواردها.
ونوه بفوز العالم العربي الدكتور عمر ياغي بجائزة نوبل في الكيمياء، واصفا إياه بالنموذج الملهم للباحثين الشباب، ومشيدا بالدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في الاكتشافات الكيميائية الحديثة.
وألقى الدكتور مايكل ماكجينيس رئيس اللجنة الاستشارية الدولية للجمعية الكيميائية الأمريكية، كلمة أكد فيها أن المؤتمر يمثل منصة متميزة للتفاعل بين الأكاديميين والممارسين، ويسهم في تحويل الأبحاث النظرية إلى تطبيقات عملية تدعم المجتمع وتستثمر المعرفة العلمية.
ويتيح المؤتمر للمشاركين دراسة حلول للتحديات العالمية الكبرى، ويعزز التعاون بين الجامعات والقطاع الصناعي، بما يسهم في التقدم التكنولوجي وتحقيق المسؤولية البيئية، متوافقا مع استراتيجية جامعة حمد بن خليفة الرامية إلى معالجة الأولويات الوطنية وتعزيز الابتكار العلمي في الدولة.
أخبار متعلقة :