عميد كلية الطب جامعة قطر لـ « العرب»: «جيل Z» رقمي بامتياز.. ويجب التوعية بمخاطر التكنولوجيا

الدوحة - سيف الحموري - أكد الدكتور عبد الكريم سعيد المقادمة – عميد كلية الطب جامعة قطر واستشاري أول طب الأطفال وصحة المراهقين – أن التكنولوجيا أصبحت تدخل في جميع مناحي الحياة، سواء العلمية أو العملية أو الاجتماعية وكذلك الشخصية، وأن الهاتف الجوال أصبح في أيدي الصغار والكبار، وشأنه شأن أي أداة في الحياة سلاح ذو حدين، يمكن استخدامه بما ينفع أو فيما يضر. 
وقال د. المقادمة في تصريحات لـ»العرب»: نأمل من خلال جهود الجامعة وغيرها من المؤسسات في المجتمع القطري أن نستطيع إعادة صياغة الوعي المجتمعي في الدولة، وربما في المنطقة كلها نحو القاعدة بأن التقنيات الحديثة ذات وجهين، وكما يقول ربنا سبحانه وتعالى «وهديناه النجدين»، بأن نسير على نهج الاستفادة ونبتعد عما يضر مجتمعنا. وأضاف: للتكنولوجيا فوائد فلها مضار، ومن بين أضرارها تأثيرها الصحي كالأثر على العيون والنظر، وكذلك على عظام الرقبة وعلى العضلات مع طول الجلوس، وأثرها في زيادة الوزن، مع مكوث الكثير من الشباب أغلب أوقاتهم على الانترنت، وتراجع ممارسة الرياضة، ومع الرفاهية تراجع حتى ممارسة المشي، الأمر الذي يتسبب في مشكلات جسدية.
وأوضح أن التكنولوجيا تسببت في مشكلات نفسية، من بينها الإدمان، معرفاً الإدمان بأنه عدم القدرة على التخلي عن شيء بعينه، سواء كان دواء أو غذاء أو شخصا أو تكنولوجيا، وأن الإدمان على التكنولوجيا أصبح ظاهرة منتشرة ويؤدي إلى الكثير من المشكلات، من بينها حالات الاكتئاب، والذي قد يوصل للانتحار، وكذلك حالات عدم الثقة في النفس.
ونوه إلى أن التقنيات الحديثة أصبحت من مسببات المشكلات الأسرية، حيث يعاني الكثيرون من التقوقع، حيث يجلس أفراد الأسرة شكلاً مع بعضهم بعضاً، ولكنهم في الوقت نفسه بعيدون عن بعضهم، الأمر الذي يتسبب في تفتت الأسرة، وعدم التئام أفرادها، ولا يعرفون بعضهم بعضاً بصورة جيدة، مع تراجع الحميمية وتزايد اللامبالاة في الأسرة.
وحذر من تأثير التكنولوجيا على النواحي القيمية، مع ما لها من أثر في تشكيل المجتمع واستخدام هذه التقنيات بصورة ضارة ما يتسبب في تغير القيم، لأن الهجمة التكنولوجيا الكبيرة والتي تحمل في طياتها ايديولوجيات يمكن أن يستقبلها الشباب بصورة غير جيدة، ما يتسبب في تبلور بعض الأفكار السيئة في المجتمع، وتنشر بعد ذلك من جيل إلى جيل.وأشار إلى أن ما يسمى بجيل Z، وهم من ولدوا بين 1997 و2012، وأعمارهم بين 13 عاما و28 عاما، وأن هذه الفئة العمرية تتواكب مع تعريف منظمة الصحة العالمية، التي تُعرف المراهقين بأنهم الفئة العمرية من عمر 13 إلى 19 سنة، والشباب بين 15 إلى 25 سنة، وأن نسبة هذه الفئة في المجتمع القطري عالية جداً.
وأضاف: التعامل مع هذا الجيل يتطلب معرفة خصائصه، ومنها أن لديه هوية رقمية، فهو جيل رقمي بامتياز، يتنفس التكنولوجيا ويستخدمها طوال الوقت، ولديها اهتمامات واسعة مقارنةً بالأجيال السابقة له، ولديه رغبة للتعرف على الكثير من الأمور، سواء الثقافة أو التغير المناخي أو السياسة أو غيرها من الأمور.وتابع: لدينا جيل بعد جيل Z، من وُلدوا بعد 2012، ويستخدمون التكنولوجيا بصورة كبيرة، ومنهم أطفال دون سن المدرسة، الأمر الذي يفرض توجيه أولياء الأمور لهذه الفئات لكيفية الاستفادة من التكنولوجيا، وكيفية وضع حواجز للأطفال والمراهقين في هذه الأعمار، حتى يستخدموا التقنية الحديثة بالطرق الصحيحة.

Advertisements

أخبار متعلقة :