الدوحة - سيف الحموري - كرمت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أمس الأربعاء، 138 طالبا وطالبة من المتفوقين الملتحقين في برنامج «طموح» للعام الأكاديمي 2024-2025، بحضور سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، وسعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل الوزارة، وعدد من الوكلاء المساعدين وقيادات الوزارة وجامعة قطر، وأولياء أمور الطلاب.
ويعكس الحضور البارز لقيادات الوزارة الاهتمام الكبير بالبرنامج الذي يستهدف رفد الميدان التربوي بكوادر وطنية مؤهلة وفق رؤية قطر الوطنية 2030 عبر صقل منتسبيه بالمهارات الأكاديمية والتربوية وإعدادهم ليكونوا قادة المستقبل في مختلف المجالات التعليمية والمجتمعية.
وعبر طلاب مكرمون لـ»العرب»، عن فخرهم واعتزازهم بانضمامهم إلى البرنامج الذي يقدم حوافز مالية ومعنوية أبرزها تكريم اليوم، مؤكدين أنه يمثل دافعا قويا لمواصلة التميز الأكاديمي والعطاء المهني في المستقبل.
بناء الوطن
وفي كلمة افتتاحية للحفل، أكد الدكتور حارب الجابري، القائم بمهام وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم العالي بالوزارة، أن تكريم طلبة برنامج «طموح» المتفوقين يجسد رؤية الوزارة في دعم الكفاءات الوطنية وتمكينها من مواصلة مسيرة التميز العلمي والعملي، مشيرا إلى أن هذا الحفل لا يقتصر على الاحتفاء بالتحصيل الأكاديمي، بل هو احتفال بالإرادة والعزيمة والالتزام والطموح التي تمثل أساس بناء الوطن.
وأشاد الجابري بجهود إدارة الابتعاث الكبيرة في متابعة أحد أكبر برامج الابتعاث، خاصة مع تخرج أكثر من 2000 طالب من جامعة قطر، مشيراً إلى أن كل مشرف أكاديمي يتابع ما يقارب 350 طالباً، وهو جهد يستحق التقدير والتحية.
كما عبّر عن شكره لجامعة قطر بوصفها شريكاً استراتيجياً في نجاح البرنامج، مبشّراً بوجود فوج جديد من طلبة جامعة لوسيل وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا ضمن المراحل المقبلة من البرنامج، بما يعكس التوسع المستمر في فرص التعليم العالي ودعم الكفاءات الوطنية.
مكانة المعلم
من جانبها، أكدت السيدة نورة الأنصاري، مدير إدارة الابتعاث بالوزارة، أن الهدف من الحفل السنوي لتكريم طلبة برنامج «طموح» هو تعزيز مكانة المعلم في المجتمع وإبراز دوره المحوري في بناء الهوية الوطنية وتنمية القيم الدينية والثقافية والاجتماعية.
وقالت الأنصاري في تصريح صحفي، إن الحفل هذا العام يشهد تكريم 138 طالبا وطالبة من كلية التربية بجامعة قطر وجامعة لوسيل، مشيرة إلى أن «العدد الأكبر من المكرمين هم من جامعة قطر، نظراً لكونها أولى الجامعات الوطنية التي احتضنت برنامج طموح».
وتوقعت الأنصاري، أن يشهد البرنامج إقبالا متزايدا في السنوات المقبلة مع اتساع نطاق التخصصات التربوية المطروحة بالتعاون مع الوزارة، موكدة أن الوزارة ستسعى إلى توسيع الشراكات مع الجامعات الوطنية ضمن برنامج «طموح» حال توفر لديهم تخصصات تربوية تتناسب مع أهداف البرنامج. كشفت الأنصاري أن عمليات فرز طلبات الابتعاث الداخلي مازالت مستمرة حتى الآن، مضيفة أنه تم قبول 700 طالب وطالبة داخليا، بينما تم قبول أكثر من 300 طالب وطالبة في الابتعاث الخارجي.
سالم المالكي: امتيازات نوعية تشجع الشباب نحو التعليم
أكد سالم يوسف المالكي، الطالب في تخصص تربية بدنية بكلية التربية في جامعة قطر، أن مشاركته في برنامج «طموح» جاءت بدافع الجمع بين شغفه بالرياضة ورغبته في أداء رسالة تربوية تخدم المجتمع، مشيرا إلى أن البرنامج يوفر امتيازات نوعية تشجع الشباب القطري على خوض ميدان التعليم.
وقال المالكي: «اخترت تخصص التربية البدنية لأني لاعب في المنتخب الوطني، وأمتلك خلفية رياضية قوية تساعدني على الإبداع في هذا المجال والوصول إلى مراتب متقدمة فيه».
وأوضح أن برنامج «طموح» يمثل توجها وطنيا لتعزيز انخراط الشباب القطري في قطاع التعليم وسد النقص في الكوادر الوطنية، مشيرا إلى أن الحوافز التي يوفرها البرنامج ساهمت في زيادة الإقبال على المهن التربوية بعد أن كان كثير من الشباب يتجهون سابقًا نحو مجالات أخرى كالعسكرية بسبب المغريات المالية.
وأضاف المالكي أن التكريم الذي يحظى به المتفوقون في البرنامج يشكل دافعًا قويًا لمواصلة التميز.
عبدالله الشمري: زيادة الإقبال تعكس نجاح حوافز البرنامج
أعرب عبدالله مطر الشمري، الطالب في تخصص دراسات اجتماعية بكلية التربية في جامعة قطر، عن اعتزازه بالانضمام إلى برنامج «طموح »، مؤكدا أن اختياره لتخصص التربية جاء انطلاقا من قناعته بأن مهنة التعليم من أسمى المهن فهي مهنة الأنبياء والرسل، وتعد ركيزة لبناء الإنسان وتنمية المجتمع.
وقال الشمري: «البرنامج أُطلق في الأساس لمعالجة النقص في أعداد المعلمين القطريين، وهو يوفّر بيئة محفزة للطلبة من خلال الحوافز المادية والمعنوية، حيث يتم احتساب سنوات الدراسة ضمن سنوات الخبرة، إضافة إلى التوظيف المبكر على الدرجة التاسعة».
وأضاف أن الإقبال المتزايد على الالتحاق بالبرنامج يعكس نجاحه وجودة الحوافز التي يقدمها، مشيرًا إلى أن التكريم الذي حظي به الطلبة المتفوقون يمثل دعمًا معنويًا كبيرًا يشجعهم على مواصلة الجد والاجتهاد.
عبدالله الكواري: رسالة سامية لخدمة الوطن
أعرب الطالب عبدالله أحمد يوسف الكواري، تخصص تعليم اللغة الإنجليزية في جامعة لوسيل، عن فخره بانضمامه إلى برنامج «طموح»، مؤكدا أن البرنامج يجسد حرص الدولة على إعداد كوادر تعليمية قطرية مؤهلة تسهم في تطوير منظومة التعليم.
وقال الكواري: «انضممت إلى طموح بتشجيع من أسرتي وإيماناً بحاجة الدولة إلى معلمين قطريين، وأحببت هذا التخصص الذي أراه رسالة سامية لخدمة الوطن».
وأضاف أن رغبة الدولة في تمكين الشباب القطري من العمل في مجال التعليم تمثل دافعاً كبيراً للاستمرار في التميز، مشيراً إلى أن على كل طالب يمتلك الموهبة في اللغة أو التدريس ألا يتردد في الالتحاق بكلية التربية.
وأوضح أن الدعم الذي يتلقاه الطلبة ضمن البرنامج كاف ومؤثر، لافتاً إلى أن التكريم السنوي للمتفوقين يعد حافزاً للاستمرار في الاجتهاد والعطاء.
محمد راشد: أؤمن بأهمية التدريس ودوره في بناء الأجيال
أعرب الطالب محمد راشد سبيع، تخصص تعليم إنجليزية بكلية التربية في جامعة لوسيل، عن فخره بانضمامه إلى برنامج «طموح»، مؤكدا أن البرنامج يمثل خطوة مهمة في طريق إعداد وتأهيل المعلمين للمستقبل، ويشكل منصة حقيقية لدعم الطلبة الراغبين في خوض مهنة التعليم والمساهمة في تطوير العملية التربوية في الدولة.
وقال سبيع: «التحقت ببرنامج طموح لأنني أؤمن بأهمية مهنة التعليم ودورها في بناء الأجيال. البرنامج منحني دافعاً كبيراً للاستمرار والتطور، كما وفر بيئة تعليمية محفزة تدعم الطلبة أكاديمياً ومعنوياً». وأضاف أن البرنامج يسهم في تعزيز مهارات الطلبة التربوية منذ المراحل الأولى من الدراسة الجامعية، ويمنحهم الثقة في قدرتهم على خوض مهنة التدريس بعد التخرج، مشيراً إلى أنه يتطلع بعد إنهاء دراسته إلى الالتحاق بقطاع التعليم والعمل معلماً للغة الإنجليزية في إحدى المدارس بالدولة.
صالح السوادي: العائلة شجعتني نحو التربية الخاصة
أعرب صالح محمد حسين السوادي، الطالب في كلية التربية بجامعة قطر، عن فخره باختياره تخصص التربية الخاصة الذي وصفه بالمميز والنادر، مشيرا إلى أن اهتمامه به جاء بدافع الرغبة في تقديم خدمة نوعية لفئة تحتاج إلى رعاية خاصة في المجتمع.
وقال السوادي: «هذا التخصص ليس جديدا في عائلتنا، فوالدي وأختي أيضا يعملان في مجال التربية الخاصة، وكان لهما دور كبير في تشجيعي على الالتحاق به، خاصة بعد أن علمت من وزارة التربية والتعليم أن هناك حاجة فعلية في هذا المجال».
وختم قائلا: «نحن بحاجة إلى معلمين أكفاء في مختلف التخصصات، ولا سيما التخصصات العلمية والتربوية، ووزارة التعليم لم تقصر في دعم الطلبة وتشجيعهم على الالتحاق بالمجالات التي تخدم احتياجات الدولة».
أخبار متعلقة :