الدوحة - سيف الحموري - اجتمع في الدوحة حشد من الخبراء ومستشرفي المستقبل في مجالَي تعليم الطب والذكاء الاصطناعي من أنحاء العالم للمشاركة في أعمال المؤتمر الذي نظمته وايل كورنيل للطب - قطر لاستكشاف آفاق الاختراقات التكنولوجية ودورها في إحداث نقلة ثورية في قطاع الرعاية الصحية وطرق تدريس العلوم الطبية. وقد شهدت النسخة الثانية من مؤتمر «التكنولوجيا في تعليم الطب» مشاركة عدد من قادة الفكر في مجالات تعليم الطب والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية من مؤسسات أكاديمية وطبية مرموقة في قطر والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا، لاستكشاف أثر وتأثير التطورات المتلاحقة في الذكاء الاصطناعي (AI) والواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزّز (AR) في قطاع الرعاية الصحية وتدريس العلوم الطبية.
وناقش المؤتمر الذي حمل عنوان «قوة الاتصال: تسخير التكنولوجيا في التعليم الطبي الإنساني» الحاجة إلى إدماج دراسة العلوم الإنسانية مع تسخير التكنولوجيات المتقدمة بما يكفل أن يظلّ تدريس العلوم الطبية متمحوراً حول الإنسان وأخلاقياً ورحيماً. كما بحث المؤتمر، الذي أدارت أعماله من وايل كورنيل للطب - قطر كل من الدكتورة ثريا عريسي أستاذ الطب الإكلينيكي ونائب العميد للشؤون الأكاديمية وشؤون المناهج، والدكتورة آنا هالاما الأستاذ المساعد للبحوث في الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية، في الفرص والتحديات التي تفرضها التطورات التكنولوجية التي تتيح للقائمين على تدريس العلوم الطبية توفير تجربة تعلّم تقوم على الفرد وأدوات تدريبية غامرة لطلاب الطب والممارسين الطبيين.
وقالت الدكتورة عريسي: «توفر لنا التكنولوجيات الجديدة، لا سيما الذكاء الاصطناعي والتعلّم الغامر، أدوات تدريسية غير مسبوقة تغيّر طرق تدريس العلوم الطبية بطريقة جذرية لتجعلها أكثر فاعلية من أي وقت مضى.
وأكد الدكتور جاويد شيخ، عميد وايل كورنيل للطب - قطر، الذي ألقى الكلمة الترحيبية، أن من شأن إدماج الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي في التعليم الطبي بطريقة مدروسة وحكيمة أن يوطّد اكتساب المهارات والمعرفة والمهنية، بما يسهم في تحسين الرعاية المقدمة للمرضى.
وأضاف: نؤمن بتبني الابتكار لإثراء تعليم العلوم الطبية، بينما نعمل بجدّ أيضاً لصون القيم الإنسانية مثل الرأفة والرعاية والتعاطف التي تشكّل المبادئ الأساسية للمزاولة المسؤولة لمهنة الطب».
شمل المؤتمر سلسلة من العروض التقديمية لمتحدثين خبراء، وجلسات نقاشية، والعديد من الفرص للحاضرين لاكتساب خبرات تفاعلية مباشرة في مجال تكنولوجيات مثل إنشاء المحتوى الغامر وجلسات محاكاة الواقع الافتراضي.
وناقشت العروض التقديمية تأثير الذكاء الاصطناعي في النماء المعرفي للطلاب والأطباء، والآثار العاطفية والنفسية للتكنولوجيات الغامرة المستخدمة في التدريس القائم على المحاكاة الطبية، والفوائد المحتملة لأساليب التدريس القائمة على «التلعيب».
وتحدّث خلال أعمال المؤتمر خبراء من نخبة من المؤسسات الطبية والأكاديمية المرموقة في العالم، منها وايل كورنيل للطب -نيويورك، جامعة كورنيل في إيثاكا - نيويورك، جامعة كامبريدج - المملكة المتحدة، كلية كينيون – أوهايو، كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في إيرفاين، كلية الطب بجامعة جنوب إلينوي، المركز الطبي بجامعة أمستردام، وجامعة برينستون في نيوجيرسي.
وعرضت حلقات العمل في المؤتمر استخدام المرضى المولَّدين بالذكاء الاصطناعي في التدريب على التعاطف في التعليم الطبي، والتفكير التصميمي للابتكار الشامل في تكنولوجيات الرعاية الصحية، ومفهوم الانتباه المستمر، والبرمجيات الذكية المستقلة المصمّمة لتنفيذ المهام بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، والابتكار في مكان العمل، واستخدام نماذج الواقع المختلط في نُهج التدريس بالمحاكاة الطبية.
أخبار متعلقة :