تعاون مثمر بين «الصحة» و «حمد الطبية».. مشارى النملان: وقفية زراعة القوقعة تجسّد رسالة الإسلام في الرحمة والعطاء

الدوحة - سيف الحموري - في إطار التعاون المثمر بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية، أكد الشيخ مشاري علي النملان، الداعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن وقفية زراعة القوقعة التي تنفذها لجنة دعم عمليات زراعة القوقعة بالإدارة العامة للأوقاف، تجسّد رسالة الإسلام في الرحمة والعطاء، وترسّخ القيم الإنسانية في خدمة المرضى المحتاجين، خصوصًا الأطفال فاقدي السمع، مشيرًا إلى أن هذا المشروع الوقفي الرائد يعكس التكامل بين الجوانب الطبية والدعوية والإنسانية، ويعبّر عن البعد التنموي للوقف في المجتمع.
وأوضح الشيخ النملان ان زراعة القوقعة تُعيد للطفل احد أهم وسائل الإدراك والتواصل، إذ تمكّنه من السمع والنطق والتفاعل مع المجتمع من جديد، مؤكدًا أن التدخل المبكر في هذا الجانب ينقذ الطفل من العزلة ويمنحه فرصة حقيقية للتعلم والاندماج في الحياة الطبيعية، مشيرًا إلى أن التكلفة العالية لهذه العمليات كانت تمثل عبئًا على كثير من الأسر، فجاءت الوقفية لتسدّ هذه الحاجة الإنسانية العاجلة وتمنح الأطفال فرصة جديدة للحياة.
وأشار إلى أن لجنة دعم عمليات زراعة القوقعة التابعة للإدارة العامة للأوقاف، وبدعم من الواقفين الكرام، تنفذ برنامجًا إنسانيًا متكاملًا بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، حيث وصل الفريق الطبي القطري مؤخرًا إلى العاصمة القرغيزية بيشكيك في زيارة تمتد حتى7  نوفمبر 2025 لإجراء أكثر من 50 عملية زراعة قوقعة للأطفال فاقدي السمع، إلى جانب تنفيذ فحوصات شاملة وورش تدريبية للطواقم الطبية المحلية على أحدث التقنيات.
وبيّن ان اللجنة نجحت خلال مهامها السابقة في إجراء 194 عملية زراعة قوقعة في قرغيزيا حتى نوفمبر 2024، تلتها زيارة في أبريل 2025 أُنجز خلالها 24 عملية زراعة جديدة و3 عمليات جراحية للأذن و10 تدخلات لتركيب أجهزة سمعية وتأهيلية للأطفال، ليصل عدد المستفيدين من البرنامج إلى231  طفلًا، بدعم مباشر من المصرف الوقفي للرعاية الصحية.
وأضاف أن أثر هذه العمليات يتجاوز الجوانب الطبية إلى الأبعاد النفسية والاجتماعية، إذ تعيد الفرح والطمأنينة إلى الأسر التي كانت تعيش معاناة التواصل مع أبنائها، حيث يبدأ الأطفال بعد العملية بنطق أولى كلماتهم في مشهد مؤثر يجسد الأثر الإنساني العميق للأوقاف الصحية، التي تعيد الأمل وتغرس التفاؤل في المجتمع.
ونوّه إلى أن الوقف الصحي يمثل استثمارًا في الإنسان، ويجسد التكافل الاجتماعي في أبهى صوره، مؤكدًا ان تخصيص وقفية لزراعة القوقعة يسهم في تحقيق مقاصد الشريعة الخمسة، لاسيما حفظ النفس والعقل والدين، إذ إن السمع وسيلة للوعي والإدراك وتلقي العلم النافع وأداء العبادات، كما قال الله تعالى: «وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير».

Advertisements

أخبار متعلقة :