الدوحة - سيف الحموري - أعلنت جمعية المحامين القطرية عن تدشين «يوم المحامي القطري»، لأول مرة أول أمس احتفاء بالمحامين والمجتمع القانوني في الدولة، وتقديراً للدور المحوري الذي يؤديه المحامي في صون الحقوق وتحقيق العدالة في إطار التزام قطر الراسخ بتعزيز سيادة القانون وبناء مجتمع عادل ومتوازن
ويأتي اختيار هذا التاريخ ليتزامن مع تاريخ صدور أول قانون لتنظيم مهنة المحاماة في قطر بموجب القانون رقم (۲۰) لسنة ۱۹۸۰، والذي مثل نقطة تحول تاريخية في مسيرة المهنة القانونية في الدولة، ووضع أسساً راسخة لممارسة المحاماة وفق أطر قانونية وتنظيمية واضحة.
أقيمت الاحتفالية برعاية سعادة السيد إبراهيم بن علي المهندي وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وبحضور عدد من أصحاب السعادة ممثلي الوزارات، وعمداء كليات القانون، وكبار المحامين في الدولة، إلى جانب نخبة من الشخصيات القانونية والإعلامية، وجموع المحامين القطريين.
واشتمل الحفل على تكريم الرعيل الأول من المحامين والمحاميات القطريين الذين كان لهم السبق في ترسيخ المهنة، ومن بينهم، المحامي علي بن ناصر النعيمي (رحمه الله) - أول محام قطري، ساهم في وضع أسس الممارسة المهنية العادلة والمنظمة.
المحامي بهزاد يوسف بهزاد - ثاني محام قطري عرف باحترافيته ونزاهته وساهم في تطوير الثقافة القانونية لدى الأجيال الشابة، والمحامية هيفاء عبد الله الباكر - أول محامية قطرية رائدة في تمكين المرأة قانونياً وقدمت نموذجاً ملهماً في التميز المهني.
والمحامية فوزية العبيدلي - ثاني محامية قطرية، ساهمت في ترسيخ دور المرأة في المجال القانوني وتعزيز قيم المساواة والعدالة.
واشتمل الحفل على تكريم أوائل خريجي كليات القانون في قطر من الجامعات الوطنية ممثلة بجامعة قطر، جامعة لوسيل وجامعة حمد بن خليفة، بالإضافة إلى تكريم أول خريجي الدورة التدريبية لعام 2025 من مركز الدراسات القانونية والقضائية.
سيادة القانون
وقال سعادة السيد إبراهيم بن علي المهندي وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء: مهنة المحاماة هي حجر الزاوية في منظومة العدالة، لما لها من دور بارز في تحقيق سيادة القانون وضمان تطبيقه بإنصاف، ومن هذا المنطلق تأتي شراكتنا الوثيقة في وزارة العدل مع جمعية المحامين القطرية التي تقوم بجهود مشهودة في تنظيم مثل هذه الفعاليات المهنية، ودعم المبادرات التي تعزز من استقلالية المهنة وارتقاء الأداء القانوني.
وأضاف: أود هنا أن أشيد بالجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعية، والتي تجسد روح المسؤولية المهنية والمجتمعية. إن تعزيز مكانة المحامين في دولة قطر يتطلب توفير بيئة مؤسسية داعمة، ترتكز على التدريب المستمر، وتمكين الكفاءات الوطنية، خاصة الشباب، للاضطلاع بدورهم القانوني بكفاءة واقتدار، بما يؤكد ريادة مجتمعنا في دعم الطاقات القانونية الوطنية.
وأوضح أن هذه الجهود تتماشى مع المرجعيات الاستراتيجية والمتمثلة في رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 -2030، واستراتيجية وزارة العدل 2025-2030، والتي ترى في العدالة ومؤسسات القانون ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المجتمع وتماسكه ورفع جودة الحياة، منوهاً إلى أن المحامي، بحكم مهمته وأدواره المتعددة، هو الحارس الأمين للحقوق والحريات، وشريك فاعل في تعزيز الثقة بمؤسسات الدولة القضائية والقانونية.
وتابع سعادته: كما أن الالتزام بأخلاقيات المهنة والمسؤولية المهنية يعد من أساسيات عمل المحامي، فهو القاعدة التي تضمن النزاهة، وتحافظ على سمعة المهنة، وتؤكد على أن كل جهد قانوني يجب أن يبذل بروح المهنية والشفافية. وهذا الالتزام هو الذي يرفع من قيمة المحاماة في أعين المجتمع، ويؤكد دورها في تحقيق العدالة الناجزة.
وأشار إلى أن الاحتفال بيوم المحامي القطري ليس مجرد مناسبة رمزية عابرة، بل هو رسالة صادقة تؤكد على تقدير الدولة للمحامين.
مبارك السليطي: استحضار تاريخ مشرق للدفاع عن الحقوق
قال الأستاذ مبارك بن عبدالله السليطي - رئيس مجلس إدارة جمعية المحامين القطرية: في يوم المحامي نحتفي بمهنة نبيلة كانت ولا تزال ركيزة من ركائز العدالة في وطننا الغالي، ونشيد بدور ممتهنيها الحيوي في إحقاق الحق وإرساء العدالة، ففي مثل هذا اليوم قبل 45 عاماً كانت الانطلاقة الرسمية لمهنة المحاماة في دولة قطر، بصدور أول قانون ينظم أعمال المهنة، ومنذ تلك البداية المباركة، ابتدأت مسيرة عطاء لا ينضب، وسعي هادف، ودرب واضح لا حياد عنه.
وأضاف: في عام 2006 كانت محطة مفصلية حين أنشأت جمعية المحامين القطرية، لتكون شعلة مضيئة لمنتسبيها ومنتسبي المهنة، وشاهداً على النهضة القانونية التي شهدتها دولة قطر، ولتؤكد بأن هذا الوطن كان وما زال شديد الحرص في دعم العدالة وترسيخ قيمها، وبكل فخر يسرها أن تعلن عن تدشين يوم المحامي القطري ليكون الموافق لـ 3 نوفمبر من كل عام.
وأوضح أن تدشين اليوم الوطني للمحامي ليس مجرد احتفال عادي بل هو وقفة اعتزاز وفخر بتاريخ حافل بالإنجازات القانونية والإنسانية واستحضار لتاريخ مشرق سطره رجال ونساء حملوا أمانة الدفاع عن الحقوق.
وتابع: لقد كانت المحاماة في قطر منذ نشأتها شريكاً فاعلاً في تحقيق العدالة ورافداً أساسياً للمنظومة القضائية، واليوم ومع تسارع التطورات في عالم العدالة الرقمية والتشريعات الحديثة تتعاظم مسؤوليتنا كمحامين في أن نكون جسراً بين القانون والمجتمع وبين النص والإنسان.
ونوه بأن المحاماة ليست مهنة فحسب بل رسالة تتطلب الإخلاص والالتزام والتضحية، وأنها رسالة عنوانها الحق ووسيلتها الكلمة الصادقة وغايتها الإنصاف، وأن تدشين «يوم المحامي القطري» هو تجديد للعهد على الوفاء لهذه الرسالة والعمل على بناء جيل من المحامين القطريين المؤهلين علماً وأخلاقاً ومهارة قادرين على مواكبة التحولات التشريعية والتكنولوجية والمنافسة على المستويين الإقليمي والدولي.
هيفاء الباكر:مسيرتنا مستمرة .. والأجيال المقبلة تكمل الرحلة
قالت المحامية هيفاء الباكر: المحاماة مهنة شريفة ولها ثقلها وبها الكثير من المبادئ، ونفخر بيوم المحامي القطري الذي يجب أن نحتفل به جميعاً، والمحامي يجب أن يفخر بهذه المهنة التي تقوم على ركائز قوية، ونحن كقدامى المحامين ممن أسسوا لهذه المهنة في قطر، فكان الأساس بطرق صحيحة، ولله الحمد مسيرتنا مستمرة والأجيال المقبلة سيكملوا هذه المسيرة.
وأضافت: لا شك أننا بذلنا مجهودا كبيرا لنرسخ مبادئ المهنة، وقد لمسنا العديد من الصعوبات في بداية الأمر، ولكن لله الحمد، بفضل الله وبفضل النهضة التي مرت بها دولة قطر، كان لهذه الخطوات دور في دعم المرأة القطرية.
فوزية العبيدلي: سعادة بالغة بتكريم جهود 30 عاماً
قالت المحامية فوزية العبيدلي: درست القانون بجامعة بيروت، وبعد التخرج كنت أول قطرية تعمل كضابط، ثم عملت بالمحاماة، وهي مهنة متميزة، وأزاول المهنة منذ ما يقرب من 30 عاما.
وأضافت: أعمل على مختلف القضايا، ولكن أخذت فكرة أنني أعمل على قضايا الأسرة فقط، ودراسة مثل القضايا يكون فيها بعض المعاناة نظراً لما يشعر به المحامي من المعاناة التي يعيشها أفراد الأسرة، خاصةً في الحالات التي يكون فيها أطفال وتشتت للأسرة، وهي من الأمور التي يفكرون فيها بصورة جيدة، فلو فكروا في ذلك لما وصلت الخلافات الزوجية لهذه الدرجة من التعقيد.
وأعربت العبيدلي عن سعادتها بتكريمها في يوم المحامي القطري، وأن زملاء المهنة حرصوا على تكريمها.
أسماء الغانم: تذكير بدور المحامين مجتمعياً وإنسانياً
قالت المحامية أسماء الغانم، عضو مجلس الإدارة وأمين الصندوق في جمعية المحامين القطرية، إن الجمعية تحتفل اليوم بتدشين يوم المحامي القطري الذي يصادف الثالث من نوفمبر من كل عام، تزامناً مع صدور أول قانون للمحاماة في دولة قطر، مشيرةً إلى أن اختيار هذا اليوم جاء ليكون تقليداً سنوياً يخلّد هذه المناسبة.
وأوضحت أن يوم المحامي القطري يذكّر أعضاء الجمعية بدورهم المجتمعي والإنساني، إذ يقدم عدد من المحامين استشارات قانونية مجانية ضمن مبادرات الخدمة المجتمعية، تأكيداً على التزامهم برسالة العدالة ونشر الوعي القانوني.
غادة كربون: تقدير رسمي وشعبي
أعربت الدكتورة المحامية غادة كربون عن بالغ سعادتها بتدشين «يوم المحامي القطري»، مؤكدة أن هذه الخطوة تعكس حرص الدولة واهتمامها الكبير بمهنة المحاماة باعتبارها أحد الركائز الأساسية لتحقيق العدالة وسيادة القانون، مضيفة أن تخصيص يوم سنوي للمحامي القطري يجسد التقدير الرسمي والشعبي لدور المحامي في حماية الحقوق وصون الكرامة الإنسانية، ويعزز روح الانتماء والمسؤولية المهنية لدى جيل المحامين الشباب.
محمد المهندي: انعكاس لمكانة رفيعة
قال المحامي محمد لحدان المهندي، محامي التمييز وعضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة التشريعية في جمعية المحامين القطرية، «إن تخصيص يوم للاحتفاء بالمحامي القطري يعكس المكانة الرفيعة التي تحظى بها مهنة المحاماة في الدولة، ويجسد اهتمام الدولة، ممثلة بوزارة العدل، بهذه المهنة التي تعد ركناً أساسياً من أركان العدالة وسيادة القانون».
أخبار متعلقة :