التحضير لانعقاد اللجنة العليا خلال الأشهر المقبلة.. السفير عطية: العلاقات القطرية الجزائرية نحو شراكة إستراتيجية متقدمة

الدوحة - سيف الحموري - أكد سعادة السيد صالح عطية، سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى الدولة، أن العلاقات بين قطر والجزائر «علاقات تاريخية راسخة ومتميزة تطبعها المودة والاحترام والتشاور الدائم»، مشيراً إلى أنها تشهد تطوراً مستمراً على جميع الأصعدة والمستويات، وهو ما تعكسه الزيارات المتبادلة بين قيادة البلدين.
وأضاف أن هذه الزيارات تؤكد «الإرادة المشتركة للدفع بالعلاقات الثنائية إلى أعلى مستويات التعاون الاستراتيجي»، لافتاً إلى انعقاد دورة آلية التشاور السياسي بين البلدين بالجزائر بداية الشهر الماضي، وإلى التحضير لانعقاد الدورة السادسة للجنة العليا القطرية الجزائرية خلال الأشهر المقبلة.
وأشار السفير عطية خلال الحفل الذي نظمته سفارة الجزائر بالدوحة بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لثورة أول نوفمبر، إلى التعاون البرلماني بين البلدين، وإلى زيارة معالي السيد عزوز ناصري، رئيس مجلس الأمة، للدوحة ولقائه مع سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى، وكذلك زيارة وفد برلماني جزائري لقطر في فبراير الماضي، ما يعكس عمق العلاقات المؤسسية بين الجانبين.
وفي مجال التعليم العالي، أوضح السفير أنه تم في الجزائر خلال شهر أبريل التوقيع على محضر اللجنة المشتركة للتوجيه بين الجامعات الجزائرية والقطرية، بهدف تعزيز التعاون في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي.
كما تطرق إلى مشروع «بلدنا» الاستراتيجي المتكامل لإنتاج الحليب المجفف واللحوم والأعلاف بقيمة 3.5 مليار دولار، حيث تم في يوليو الماضي توقيع عقود تنفيذ المرحلة الأولى بحزمة صفقات قدرها 500 مليون دولار، مؤكداً أن المشروع سيعزز الأمن الغذائي الوطني ويقلص الاعتماد على الواردات. 
وأضاف أن الجانبين يعتزمان توسيع مجالات التعاون لتشمل النقل البحري والجوي والمساحات التجارية والسياحة والفندقة.
وأشار إلى التحضير لتنظيم النسخة الثانية من معرض المنتوجات الجزائرية في قطر خلال الربع الأول من العام القادم، بعد النجاح الكبير للنسخة الأولى التي شاركت فيها أكثر من 150 مؤسسة. كما أعلن عن التحضير لافتتاح المركز الثقافي الجزائري بالدوحة، والذي سيشكل فضاء ثقافياً للتعريف بالموروث الثقافي الجزائري وتعزيز الروابط الإنسانية بين البلدين.
وأشاد السفير بالدور الإيجابي للجالية الجزائرية في قطر ومساهمتها في عدد من القطاعات الحيوية مثل الطاقة والإعلام والعلوم والتعليم العالي، موجهاً لها التهاني بهذه المناسبة الوطنية.

Advertisements

دعم قطري
وحضر احتفال السفارة، سعادة السيد إبراهيم بن علي بن عيسى الحسن المهندي وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وسعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي، وسعادة السيد إبراهيم بن يوسف فخرو مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، وسعادة السفير نايف عبدالله الصديقي العمادي، مدير إدارة الشؤون العربية، وسعادة السفير علي إبراهيم أحمد، سفير دولة إريتيريا وعميد السلك الدبلوماسي، إلى جانب عدد من أصحاب السعادة السفراء والضيوف.
واستهل السفير كلمته بأبيات من النشيد الوطني الجزائري «قسماً»، مؤكداً أن ثورة أول نوفمبر تشكل محطة مشرقة في تاريخ الجزائر وترجمة فعلية لإرادة الشعب في التحرر بعد 132 عاماً من الاحتلال، وتضحيات تجاوزت المليون ونصف المليون من الشهداء.
وذكر السفير عطية بالدعم الشعبي القطري للثورة الجزائرية، موجهاً جزيل الامتنان لصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، كما استحضر الموقف التاريخي للشيخ أحمد بن علي بن عبدالله آل ثاني، أثناء مفاوضات إيفيان عام 1961.

البناء الوطني 
وتطرق السفير إلى مسار البناء الوطني بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مشيراً إلى تخصيص 43 مليار دولار للتحويلات الاجتماعية عام 2025، وإلى إطلاق إصلاحات اقتصادية لتحسين مناخ الاستثمار وإصدار قانون الاستثمار الجديد، وتشجيع الشراكات، إضافة إلى المشاريع الاستراتيجية مثل منجم غار جبيلات وخط السكك الحديدية الرابط به.
كما أشار إلى النجاح الكبير للمعرض التجاري الإفريقي الذي احتضنته الجزائر مؤخراً بمشاركة 49 دولة و21 دولة أخرى وحضور 14 رئيس دولة وقيمة عقود بلغت 48.3 مليار دولار.
وفي الشأن الدولي، أكد السفير استمرار الجزائر في الدفاع عن القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيداً في الوقت ذاته بجهود دولة قطر في الوساطة ووقف النزاعات، ومجدداً تضامن الجزائر الكامل مع قطر في مواجهة أي اعتداءات.
وفي ختام كلمته، توجه السفير بالشكر لدولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، كما ثمن دور وزارة الخارجية.

أخبار متعلقة :