بدء أعمال الجلسة التشاورية الأولى لإعداد خطة العمل الوطنية لحقوق الإنسان

الدوحة - سيف الحموري - بدأت اليوم أعمال الجلسة التشاورية الأولى لإعداد خطة العمل الوطنية لحقوق الإنسان (2026–2030)، بحضور سعادة الدكتور حسن بن لحدان الحسن المهندي رئيس المجلس الأعلى للقضاء، رئيس محكمة التمييز وسعادة السيد إبراهيم بن علي المهندي وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء،  وسعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، وسعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، وسعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي، وسعادة السيدة مريم بنت عبد الله العطية، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.

Advertisements

كما حضر الجلسة عدد من المسؤولين وممثلي الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية، ونخبة من الخبراء وممثلي المجتمع المدني.

وتهدف الجلسة التشاورية الأولى، إلى استعراض المحاور الأساسية لخطة العمل، وتحديد التحديات والفجوات، والاستماع إلى المرئيات والمقترحات التي تُسهم في إعداد خطة شاملة تعكس احتياجات المجتمع وتطلعاته. وشهدت الجلسة نقاشات ثرية سلّطت الضوء على أولويات المرحلة المقبلة ضمن الإطار الوطني لحقوق الإنسان.

ورحبت سعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي ورئيس اللجنة الوطنية المعنية بإعداد خطة العمل الوطنية لحقوق الإنسان، في الكلمة الافتتاحية بالمشاركين في الجلسة التشاورية الأول لإعداد خطة العمل الوطنية لحقوق الإنسان (2026–2030)، التي تؤكد التزام دولة قطر الراسخ بقيم الكرامة الإنسانية، والعدالة، والمساواة، وسيادة القانون وهي القيم التي تشكل جوهر شريعتنا الإسلامية، ودستور دولة قطر الدائم، ورؤية قطر الوطنية 2030.

وقالت: إنَّ إعداد خطة عمل وطنية لحقوق الإنسان ليس عملاً اجرائياً، أو تقليداً لممارسة دولية يتجه العالم إلى تبنيها. بل هي رؤية وطنية تعبر عن إرادتنا الجماعية في تعزيز منظومة الحقوق والحريات، وترسيخ المبادئ التي تجعل الإنسان محور التنمية وغايتها.

وأضافت سعادتها: من هذا المنطلق، فإن هذه الخطة التي نتطلع إلى مساهماتكم القيّمة في إعدادها وتنفيذها، تُمثل خارطة طريق عملية تستهدف تحويل القيم إلى تشريعات وسياسات، والمبادئ إلى ممارسات واقعية قابلة للقياس، بحيث تصبح حقوق الإنسان منهجاً نسترشد به في التخطيط وصنع السياسات العامة في مختلف المجالات، خاصة في ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها عالمنا اليوم، من تغير المناخ إلى التحولات الرقمية، وما تفرزه من تعقيدات تمس حياة الناس وشؤونهم اليومية.

وأشارت إلى أن "اعلان الدوحة السياسي الصادر عن مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية" الذي أكد على الترابط الوثيق بين تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز احترام حقوق الإنسان، وشدد على أهمية اتباع نهج قائم على حقوق الإنسان في تعزيز وتطوير السياسات الاجتماعية، وإعلاء سيادة القانون والحكم الرشيد، وضمان الوصول إلى العدالة، وبناء المؤسسات الفاعلة، وتوسيع المشاركة المجتمعية لجميع أصحاب المصلحة، بما يجعل التنمية متمحورة حول الإنسان، وأن  الحماية الاجتماعية حق وليست ميزة .

وذكرت أن الخطة الوطنية فرصة لترجمة مضامين إعلان الدوحة على المستوى الوطني، وتجسيد التزام الدولة بالعدالة الاجتماعية وأهداف التنمية المستدامة القائمة على الكرامة الإنسانية و العدالة والتضامن، داخل الدولة وفي إطار المجتمع الدولي.

ولفتت وزير الدولة للتعاون الدولي إلى أن اللجنة المعنية بإعداد الخطة الوطنية لحقوق الإنسان حرصت على أن تكون عملية إعداد الخطة مرتكزة على خمسة مبادئ أساسية تتمثل في : عالمية حقوق الإنسان وتكاملها وترابطها وعدم قابليتها للتجزئة، بما يربط بين تعزيزها وحمايتها والوفاء بها، وبين القيم الدينية والإنسانية والدستورية والدولية كمضمون مشترك، والشفافية والانفتاح في تبادل المعلومات وتقييم الوضع الراهن بما يتضمنه من إنجازات وتحديات إلى جانب الشراكة الواسعة والمشاركة المجتمعية عبر إشراك مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأكاديميين والإعلاميين وجميع أصحاب المصلحة، تأكيداً لمبدأ "عدم ترك أحد خلف الركب" بالإضافة إلى التكامل المؤسسي بما يضمن التنفيذ الفعال لما سيتم التوافق عليه، والمتابعة المستمرة والتقييم الدوري لتطوير الأداء وضمان استدامة المنجزات.

وأعربت سعادتها عن ايمانها بأن هذه المبادئ الخمسة ستسهم في صياغة خطة وطنية واقعية وقابلة للتنفيذ، مستدامة الأثر، ومتكاملة مع رؤية قطر الوطنية 2030 التي جعلت الإنسان أساس التنمية وغايتها، ومع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة (2024–2030) التي أكدت على الحوكمة الرشيدة، وتمكين الإنسان، وصون العدالة الاجتماعية في إطار وطني شامل ومتوازن.

وقالت: إنَّ ما نطمح إليه هو أن تكون خطة العمل الوطنية لحقوق الإنسان وثيقة جامعة تُعبّر عن رؤية الدولة والمجتمع معاً، وأن تشكل نموذجاً وطنياً يحتذى به في مجال التخطيط القائم على الحقوق. ولذلك، فإن نجاح هذه الجلسات التشاورية يعتمد على تفاعلكم، ونقدكم البنّاء، وأفكاركم الملهمة، ومقترحاتكم النيّرة، بما يسهم في بناء خطة واقعية، تتحدث بلغة النتائج والأثر الملموس في حياة الإنسان، لا بلغة النصوص فقط.

وتوجهت سعادتها بخالص الشكر والتقدير إلى جميع الشركاء من الوزارات والأجهزة الحكومية والوطنية، والمؤسسات الأكاديمية، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص على دعمهم ومشاركتهم الفاعلة. وعبرت عن الامتنان العميق للشركاء الدوليين على مواكبتهم وإسهامهم في إثراء هذا الجهد الوطني، وقالت: أتطلع إلى نتائج حواركم البنّاء، الذي نثق بأنه سيعود بالنفع على وطننا العزيز ومجتمعنا الغالي. وبتعاوننا جميعاً، نعمل على توطين حقوق الإنسان في دولة قطر وضمان مستقبل أجيالنا القادمة.

وفي السياق، أكدت اللجنة الوطنية المعنية بإعداد خطة العمل الوطنية لحقوق الإنسان أن عقد هذه  الجلسة التشاورية يأتي في إطار نهج تشاركي يعزّز الشفافية، ويضمن إشراك مختلف الجهات ذات الصلة في صياغة الخطة الوطنية، بما يتوافق مع الدستور الدائم لدولة قطر، ورؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وقالت إن  الجلسة التشاورية ستتواصل يوم غدٍ لاستكمال مناقشة باقي محاور خطة العمل الوطنية لحقوق الإنسان (2026–2030) وستعقد جلسات تخصصية ومستقبلية لضمان مشاركة جميع جهات المجتمع في اعداد الخطة.

أخبار متعلقة :