الرياض - ياسر الجرجورة في الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 07:19 مساءً - تبدأ زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن في نوفمبر 2025 ببرنامج حافل من اللقاءات والمباحثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث من المنتظر أن تشكل الزيارة محطة مفصلية في مسار العلاقات بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة لأول مرة منذ سنوات، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تطورات متسارعة، ما يمنحها أهمية سياسية واقتصادية غير مسبوقة، خصوصاً مع اتساع دائرة الملفات المطروحة على طاولة الحوار بين الرياض وواشنطن.
ملفات دفاعية واتفاقات تسليح مرتقبة
يحتل التعاون العسكري مساحة كبيرة في جدول المباحثات، إذ تشير مصادر أمريكية إلى احتمال الإعلان عن صفقات دفاعية واسعة النطاق. ويتصدر بيع مقاتلات إف خمسة وثلاثين المشهد، باعتبارها خطوة قادرة على إعادة تشكيل توازن القوى في المنطقة وتعزيز قدرات السعودية الدفاعية. ويأتي ذلك في إطار مساعٍ أوسع لتعميق الشراكة الأمنية بين البلدين خلال زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن.
تقدم محتمل في مشروع الطاقة النووية المدنية
يبرز ملف الطاقة النووية المدنية كأحد أهم الموضوعات التي ستتم مناقشتها خلال زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن. وتسعى المملكة منذ سنوات للدخول في برنامج نووي سلمي يعتمد على تكنولوجيا أمريكية. ويتوقع مراقبون أن يشهد اللقاء تقدماً ملموساً في هذا الملف، خصوصاً مع حرص واشنطن على توسيع نفوذها التقني في المنطقة في مواجهة الصين.
تعاون متنامٍ في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية
يمثل مجال الذكاء الاصطناعي محوراً رئيسياً في المحادثات، حيث تخطط الولايات المتحدة لجذب استثمارات سعودية كبيرة في مشروعات متقدمة داخل السوق الأمريكية. وتتطلع الإدارة الأمريكية إلى بناء شراكة تقنية أعمق تستفيد منها القطاعات الصناعية الرقمية في البلدين. ويأتي هذا في إطار رؤية أمريكية تهدف إلى تعزيز التحالفات التكنولوجية العالمية، مما يضيف بعداً استراتيجياً جديداً لزيارة ولي العهد السعودي لواشنطن.
التطبيع مع إسرائيل حاضر لكن مشروط
على الرغم من محورية ملف التطبيع في أجندة الرئيس ترامب، إلا أن السعودية أوضحت في أكثر من مناسبة أن أي تقدم في اتفاقيات أبراهام مرهون بوجود مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية. وتُظهر المعلومات الأولية أن واشنطن ترغب في إحراز اختراق، إلا أن الرياض تبقي موقفها الثابت، ما يجعل هذا الملف حساساً خلال زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن.
استثمارات سعودية ضخمة في الاقتصاد الأمريكي
من المتوقع أن تتضمن الزيارة الإعلان عن حزمة استثمارات سعودية جديدة داخل الولايات المتحدة، تمتد إلى قطاعات التعدين والطاقة التقليدية والمتجددة والتكنولوجيا الحديثة. ويُرجح أن يعزز هذا التوجه العلاقات الاقتصادية الثنائية في ظل رغبة البلدين في تنشيط الشراكات المتبادلة وتوسيع مجالات العمل المشترك.
ترامب يصف ولي العهد بالشريك الذي لا غنى عنه
عكست تصريحات ترامب الأخيرة التي وصف فيها ولي العهد السعودي بأنه شريك لا غنى عنه رغبة واضحة في إعادة بناء جسور قوية مع الرياض. وجاءت هذه التصريحات في ظل إعادة تشكيل التوازنات العالمية، ما يجعل العلاقة السعودية الأمريكية جزءاً أساسياً من استراتيجية واشنطن للحد من النفوذ الصيني.
خلاصة وتوقعات مستقبلية
تشير المعطيات الأولى إلى أن زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن قد تمهد لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي، خصوصاً في الملفات الدفاعية والتقنية والطاقة. ومن المتوقع أن تشهد الأيام التالية للزيارة إعلان تفاصيل إضافية حول الاتفاقات التي سيتم توقيعها، بما يعزز من وزن العلاقة بين البلدين خلال السنوات المقبلة.
