الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 28 نوفمبر 2025 06:18 مساءً - اتجهت المؤشرات الحديثة إلى ترجيح خفض أسعار النفط السعودي خلال يناير 2025، بعدما أظهرت بيانات السوق استمرار الضغوط على الطلب العالمي وارتفاع مستويات المعروض في الأسواق الدولية.
وتكشف التقديرات الأولية أن خطوة خفض أسعار النفط السعودي قد تكون الثانية على التوالي، في ظل مساعٍ لتعزيز الجاذبية التسويقية للخام السعودي داخل السوق الآسيوية، التي تُعد الوجهة الأكبر لصادرات المملكة.
أسباب ضعف الطلب العالمي
تظهر عدة عوامل رئيسية تدعم توجه خفض أسعار النفط السعودي، أبرزها التراجع الملحوظ في وتيرة نمو استهلاك الطاقة عالميًا. ويبرز التباطؤ الاقتصادي في الصين، أكبر مشترٍ للخام في العالم، كعامل ضاغط على مستويات الطلب، مما يضع المنتجين أمام خيارات تسويقية أكثر مرونة للحفاظ على ثبات تدفقات التصدير.
وفرة الإمدادات وتزايد المنافسة في آسيا
يساهم تدفق شحنات أرخص من الولايات المتحدة وأوروبا في تعزيز المنافسة داخل السوق الآسيوي، الأمر الذي يدفع المنتجين، ومن بينهم السعودية، إلى مراجعة أسعار البيع. كما أن التعديلات التي اتخذها تحالف أوبك بلس بشأن مستويات الإنتاج رفعت من حجم المعروض، بما يزيد احتمالات خفض أسعار النفط السعودي لمواجهة فائض الإمدادات المتوقع.
تراجع الأسعار المرجعية للنفط
تتبع أرامكو في تحديد أسعار البيع الرسمية مؤشرات السوق والأسعار القياسية الفورية خلال الشهر السابق. وبما أن تلك الأسعار شهدت موجة هبوط، فمن الطبيعي أن ينعكس ذلك على آليات تسعير الخام السعودي، إذ يُعد هذا التراجع محفزًا إضافيًا للاتجاه نحو خفض أسعار النفط السعودي للحفاظ على الجاذبية التجارية.
الحفاظ على الحصة السوقية في آسيا
يأتي خفض أسعار النفط السعودي في إطار استراتيجية تسويقية تهدف إلى تثبيت موقع المملكة داخل أكبر سوق مستهلك للطاقة في العالم. ويُتوقع أن يعزز هذا الإجراء العلاقة التجارية مع المصافي الآسيوية، وخصوصًا في الصين، التي تستعد لاستقبال حصص استيراد جديدة مطلع العام.
تداعيات اقتصادية محتملة
قد يؤدي خفض أسعار النفط السعودي إلى زيادة التنافسية داخل آسيا، ما يشجع المصافي على تعزيز وارداتها وربما إعادة بناء مخزوناتها. وفي المقابل، قد تواجه شركات النفط المنافسة ضغوطًا اضطرارية على أسعارها من أجل مواكبة التخفيض السعودي، وهو ما ينعكس على هوامش أرباحها. كما قد يتسبب هذا التراجع في تقلص الإيرادات النفطية للدول المصدرة، وهو تأثير يتباين حسب اعتماد كل دولة على العوائد النفطية ضمن موازناتها.
توقعات المرحلة المقبلة
تتجه الأنظار إلى إعلان أرامكو الرسمي خلال الأسابيع المقبلة، وسط ترقب لمدى تأثير خفض أسعار النفط السعودي على ديناميكيات السوق العالمية. ومن المتوقع أن تواصل الشركات والمستوردون في آسيا مراقبة التطورات، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي عالميًا.
