الرياض - ياسر الجرجورة في الأربعاء 10 ديسمبر 2025 06:49 مساءً - في تطور صادم يحقق المستحيل، أنهت السعودية معاناة ملايين المقيمين بإطلاق نظام رقمي ثوري يوفر 90% من الوقت و85% من التكاليف لاستقدام العائلات. آلاف المقيمين ينهون الآن معاملة كانت تستغرق شهوراً في 5 خطوات فقط خلال 48 ساعة، في أكبر قفزة نوعية تشهدها الخدمات الحكومية منذ عقود.
أحمد محمود، المهندس المصري، لن ينسى أبداً تلك اللحظة المؤلمة عندما فقد فرصة رؤية والده المريض بسبب تأخر التأشيرة في النظام السابق. اليوم يبتسم بفخر وهو يقول: "حصلت على موافقة استقدام عائلتي خلال 48 ساعة فقط!" الدكتور محمد السليم، خبير التحول الرقمي، يؤكد: "هذا النظام ثورة حقيقية في الخدمات الحكومية وسرعة البرق في الاستجابة." النظام الجديد يحول التجربة من رحلة شاقة إلى عملية بسيطة مثل طلب وجبة عبر التطبيق وتتبع وصولها.
هذا التطور الجذري يأتي ضمن رؤية 2030 للتحول الرقمي، بعد معاناة طويلة للمقيمين من البيروقراطية والإجراءات المعقدة التي كانت تستغرق أسابيع. الأسباب واضحة: نجاح منصة أبشر، والتطور التقني العالمي، والرغبة في جذب الكفاءات المتخصصة. الخبراء يرون في هذا "نموذجاً يحتذى به في المنطقة" ومقارنة مذهلة تشبه التطور من الخطابات البريدية إلى الرسائل الفورية.
فاطمة العلي، الموظفة السعودية، تشهد على التحول الجذري في حياتها: "استطعت استقدام أطفالي خلال يومين فقط، وأصبحت أستطيع التخطيط للزيارات مسبقاً دون قلق." عمر التونسي، العامل في الرياض، يصف كيف تغيرت حياته: "شاهدت شاشة الكمبيوتر تعرض 'تمت الموافقة' باللون الأخضر، وشعرت بالارتياح النفسي وزوال القلق والتوتر." التأثير على الحياة اليومية واضح: زيادة الاستقرار النفسي للمقيمين وتحسين إنتاجيتهم في العمل، وإمكانية التخطيط المسبق للزيارات العائلية.
نظام رقمي، خطوات مبسطة، نتائج فورية - هذا ما قدمته السعودية للمقيمين في خطوة إنسانية تعكس حرص المملكة على راحة المقيمين وتحسين جودة حياتهم. المستقبل يحمل المزيد من التطوير مع توقعات بتطبيق هذا النموذج على جميع الخدمات الحكومية. الخبراء ينصحون: "احرص على تحديث بياناتك وجهز مستنداتك لتكون أول المستفيدين." في عصر التحول الرقمي، هل ستبقى معلقاً بالطرق القديمة أم ستنطلق نحو المستقبل؟
