حال السعودية

شاهد: من ساحة الرعب إلى جنّة الأطفال... التحوّل المذهل لمكان الإعدامات السعودية الذي صدم العالم!

الرياض - ياسر الجرجورة في الأربعاء 17 ديسمبر 2025 01:49 صباحاً - في تطور مذهل يعيد كتابة التاريخ، تحولت ساحة العدل بوسط الرياض من مسرح لـ 340 إعداماً سنوياً إلى ملعب صاخب بضحكات الأطفال - في أسرع تحول حضاري شهده العالم العربي خلال العقد الماضي. المكان الذي كان المواطنون يرتجفون حتى من المرور بجواره، بات اليوم قبلة للعائلات والسياح في قلب أكبر عملية تحول اجتماعي في التاريخ السعودي الحديث.

"كان المشهد المعتاد لقطع الرؤوس بعد صلاة كل جمعة" - هكذا يتذكر رفيق، العامل الآسيوي البالغ 46 عاماً، والذي شهد بعينيه التحول الدراماتيكي للساحة خلال 15 عاماً من العمل هناك. الدماء التي كانت تسيل عبر شبكة تصريف خاصة لا تزال موجودة تحت أقدام الأطفال الذين يلعبون الكرة اليوم بحماس، بينما تتعالى من المقاهي الفاخرة المحيطة أصوات الغناء وضحكات السياح الأجانب. يوسف، الطفل السعودي البالغ 14 عاماً والذي يرتدي قميص البرازيل الأصفر، لا يعرف شيئاً عن التاريخ الدموي للمكان: "نحن نلعب كل أسبوع هنا، إنها مجرد ساحة لعب".

هذا التحول الجذري ليس وليد الصدفة، بل جاء ضمن رؤية 2030 الطموحة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان منذ توليه ولاية العهد عام 2017. ، التي ظلت ثالث أكثر دول العالم تنفيذاً لأحكام الإعدام بعد الصين وإيران، قررت إنهاء حقبة الإعدامات العلنية منذ 2013 ونقلها لباحات السجون. "كل دول العالم لديها لحظات مثل تلك في تاريخها" تقول هنوف، الأم الثلاثينية المنتقبة وهي تحتسي القهوة العربية في مقهى يطل على الساحة: "نحن لا نخجل من تاريخنا، وهذا جزء نفتخر به". الباحثة دعاء دهيني من المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان تؤكد أن التوقف عن الإعدامات العلنية تم دون تفسيرات رسمية، لكنه يتماشى مع سعي المملكة لتحسين صورتها الدولية.

اليوم، تنبض الساحة المحاطة بالنخيل والنوافير بحياة جديدة تماماً. العائلات السعودية تجلب أطفالها ليلعبوا في المكان نفسه الذي كانت تتجمع فيه الحشود خلف الحواجز الحديدية لمشاهدة الإعدامات. النساء يتسامرن حول نوافير المياه بينما ترفرف السارية السعودية العملاقة فوق المشهد كله. رجال الأمن يجوبون المحيط بهدوء، لا لتنفيذ أحكام إعدام، بل لحماية الأطفال وهم يلعبون. سارة المستثمرة البالغة 35 عاماً، والتي افتتحت مؤخراً مقهى فاخراً يطل على الساحة، تحقق أرباحاً متنامية من السياح الأجانب الذين يأتون لمشاهدة هذا التحول التاريخي. لكن السؤال الحقوقي يبقى مطروحاً: هل يكفي تحويل مكان الإعدام لإمحاء السجل الحقوقي؟

بينما تواصل المملكة مسيرتها نحو أن تصبح مركزاً إقليمياً للسياحة والترفيه، تبقى الساحة شاهداً حياً على أعظم تحول اجتماعي في المنطقة. من ساحة الرعب إلى جنة الأطفال في أقل من عقد واحد - إنجاز تاريخي أم مجرد طلاء جميل على ماضٍ دموي؟ السعودية تراهن على أن ضحكات الأطفال اليوم أقوى من صرخات الأمس، لكن التاريخ وحده سيحكم على نجاح هذا الرهان الجريء.

Advertisements

قد تقرأ أيضا