الرياض - ياسر الجرجورة في الجمعة 26 ديسمبر 2025 02:49 مساءً - يومان كاملان من الانتظار المذل - هكذا يُجبر المواطنون السودانيون على قضاء 48 ساعة متواصلة في صفوف لا نهاية لها لمجرد دفع رسوم البصمة الحيوية، في مشهد يثير تساؤلات جدية حول كرامة المواطن السوداني.
كشف مازن يوسف، المالك لوكالة أبو مازن المتخصصة في السفر والسياحة، عن فضيحة إدارية تضع السودان في موقف فريد ومحير على مستوى العالم. فبينما تقبل شركة تاشير في جميع فروعها الدولية - من إثيوبيا وحتى مصر - الدفع بالعملات المحلية، يواجه السودانيون استثناءً صارخاً يُجبرهم على التعامل بالريال السعودي حصرياً.
تفاقمت الأزمة عندما أُوقف نظام السداد عبر البنك السعودي السوداني، الأمر الذي بدا في البداية خطوة إيجابية نحو تعزيز الجنيه السوداني. لكن الواقع جاء مخالفاً تماماً للتوقعات، حيث انحصر السداد داخل مركز تاشير بالربوة، مع فرض الحضور الشخصي الإجباري.
النتيجة كارثية بكل المقاييس: صفوف تمتد ليومين متتاليين تحت شمس بورتسودان الحارقة، وموظفون يتركون أعمالهم، وتجار يفقدون صفقات مهمة، ومواطنون يعيشون حالة إرهاق نفسي وجسدي غير مسبوقة.
الأمر الأكثر إثارة للجدل هو الصمت الرسمي المطبق من الجهات السيادية والبنك المركزي، رغم توجيه الملاحظات والاستفسارات حول هذا التمييز الواضح ضد السودان. يبدو أن الأمر أصبح واقعاً مفروضاً تتجاهله المؤسسات الرقابية بشكل يثير الدهشة.
يؤكد يوسف أن الأزمة وصلت لمرحلة الاستفحال، مشدداً على ضرورة إيجاد آليات دفع أكثر مرونة وإنسانية تحفظ كرامة المواطن وتنهي هذا المسلسل اليومي من المعاناة والإذلال.
