الرياض - ياسر الجرجورة في السبت 27 ديسمبر 2025 07:19 مساءً - الثورة الصامتة تكتب تاريخاً جديداً في الملاعب السعودية، حيث تشهد كرة القدم المحلية انقلاباً حقيقياً لم يسبق له مثيل. هبة العويضي تحطم الحواجز التقليدية وتصبح أول حكمة سعودية تدير مباراة رسمية في دوري السيدات الممتاز، في لقاء تاريخي جمع بين القادسية والرياض على ملعب الأخير في الخبر يوم 22 مارس 2025.
المشهد ليس مجرد مباراة عادية، بل نقطة تحول جذرية في مسيرة الرياضة النسائية السعودية. العويضي، التي حصلت على الاعتماد الدولي من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أثبتت جدارتها مسبقاً عندما عملت حكماً رابعاً في مباراة كأس موسم الرياض بين الهلال وإنتر ميامي مع النجم ليونيل ميسي.
الأرقام تتحدث بوضوح: العويضي انضمت إلى قائمة مرموقة تضم 22 حكماً سعودياً معتمداً من فيفا، بينهم محمد الهويش وفيصل البلوي. ساعدها في هذا الإنجاز التاريخي المساعدان عبدالله آل مداد وخالد العنزي، في مشهد يُجسد التطور المتسارع للتحكيم السعودي.
هذه الخطوة الجريئة تأتي ضمن رؤية 2030 الطموحة التي غيّرت وجه الرياضة السعودية جذرياً. منذ السماح للنساء بدخول الملاعب عام 2018، وإطلاق دوري السيدات عام 2020، تتسارع وتيرة التطور بشكل مذهل.
الاستثمار الضخم يؤتي ثماره: الاتحاد السعودي لكرة القدم أعلن زيادة تمويل برنامج دعم تطوير الفرق النسائية إلى 60 مليون ريال لموسم 2025-2025، بزيادة 10 ملايين عن الموسم السابق، لدعم 70 فريقاً عبر مختلف الدرجات.
الطموحات لا تتوقف هنا. منتخب السيدات السعودي، المشكّل حديثاً عام 2025 والمصنف في المركز 171 عالمياً من أصل 186 منتخباً، يخوض رحلة صاعدة تحت قيادة المدربة الفنلندية روزا لابي سيبالا. المنتخب حقق فوزاً تاريخياً 2-0 على سيشل في أول مباراة دولية له بفبراير 2022.
الحلم يتحول إلى واقع مع تقديم المملكة ملف استضافة كأس آسيا للسيدات 2026، بينما تتطلع اللاعبات مثل ليان جوهري (22 عاماً) إلى المشاركة في كأس العالم. مديرة كرة القدم النسائية عالية الرشيد تؤكد أن هذه الخطوات تعزز الاحترافية وتطور المواهب ضمن التطلعات الرياضية السعودية.
البرنامج الجديد يضع معايير صارمة تشمل توظيف مدربين برخصة آسيوية PRO، والطب الرياضي، والتغذية، والتكنولوجيا المتقدمة. هذه الثورة الصامتة لا تكتفي بكسر الحواجز، بل تبني أسساً راسخة لمستقبل رياضي مشرق تقوده المرأة السعودية بثقة واقتدار.
