الرياض - ياسر الجرجورة في السبت 18 أكتوبر 2025 08:41 صباحاً - في مشهد غير مسبوق يُعيد رسم ملامح الحياة الاجتماعية داخل المملكة، أعلنت المديرية العامة للجوازات السعودية عن إطلاق مبادرة نوعية تُعد من أبرز الخطوات الإنسانية والإدارية في تاريخ أنظمة الإقامة بالمملكة . المبادرة التي سمّتها "تحويل تأشيرة الزيارة إلى إقامة نظامية بقرار واحد فقط"، ليست مجرد تعديل قانوني، بل هي نقلة إنسانية كبرى تمس حياة أكثر من مليون طفل يعيشون في المملكة بصفة زيارة وهذا القرار، الذي جاء في إطار التطوير المستمر لأنظمة الإقامة ضمن رؤية السعودية 2030، يمثل انفراجة حقيقية لعشرات الآلاف من الأسر المقيمة التي طالما عانت من قلق التجديد المستمر ورسوم التمديد المتكررة لتأشيرات الزيارة، في انتظار حل دائم ينهي تلك المعاناة هفتكي بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
مبادرة تاريخية تعيد رسم حياة الأسر المقيمة
بحسب ما أعلنته الجوازات، فإن المبادرة تتيح تحويل تأشيرة الزيارة إلى إقامة دائمة للأطفال دون سن الثامنة عشرة، بشرط أن يكون الوالدان مقيمين نظامياً داخل المملكة. هذا القرار وحده كفيل بتغيير حياة آلاف الأسر التي كانت تعيش في قلق دائم بشأن مستقبل أطفالها القانوني في المملكة.
تلك الخطوة، التي توصف بأنها تحول استراتيجي، تأتي استجابة لاحتياجات اجتماعية وإنسانية متراكمة منذ سنوات، حيث كانت فئات واسعة من المقيمين تواجه تحديات حقيقية تتعلق بتمديد الزيارات وتأمين الاستقرار الأسري. واليوم، أصبح بإمكان هذه الأسر تنفس الصعداء بعد أن فُتحت أمامهم نافذة أمل جديدة نحو استقرار طويل الأمد داخل المملكة.
اقرأ أيضا: تحذير عاجل من الأرصاد .. سيول جارفة وعواصف قوية تضرب مناطق واسعة في السعودية
رسالة إنسانية قبل أن تكون إدارية
وصفت المديرية العامة للجوازات هذه المبادرة بأنها رسالة إنسانية شاملة قبل أن تكون إجراءً تنظيمياً. فالقرار يهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز الاستقرار الأسري والنفسي للأطفال، الذين عاش بعضهم لسنوات تحت ضغط الإقامات المؤقتة وعدم وضوح المستقبل.
ويؤكد المتحدث الرسمي باسم الجوازات أن المبادرة جاءت بعد دراسات دقيقة أظهرت أن أكثر من 40% من الأسر المقيمة تواجه قلقاً متكرراً بسبب تجديد التأشيرات وتكاليفها المرتفعة، الأمر الذي انعكس على الأداء الدراسي للأطفال وعلى استقرار الأسرة بشكل عام. ومن هنا، جاءت المبادرة لتكون علاجاً جذرياً لمشكلة مزمنة طالت شرائح كبيرة من المجتمع المقيم.
اقرأ أيضا: وزارة التعليم تحسم القرار .. لا إلغاء للدراسة الحضورية للابتدائي في رمضان 1447
التحول الجذري في منظومة الإقامة
من يتابع التطور الإداري في السعودية يدرك أن هذه المبادرة ليست قراراً مفاجئاً، بل هي حلقة جديدة في سلسلة إصلاحات عميقة ضمن رؤية 2030. فقد سبقتها مشاريع استراتيجية مثل الإقامة المميزة والبطاقة الخضراء السعودية، التي فتحت الباب أمام أنظمة إقامة أكثر استقراراً ومرونة.
ومع إطلاق مبادرة تحويل الزيارة إلى إقامة نظامية، أصبحت منظومة الإقامة في السعودية أكثر توازناً بين الجوانب القانونية والإنسانية، حيث تراعي احتياجات المقيمين وأسرهم، وفي الوقت نفسه تحافظ على انضباط النظام العام وتدعم الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز الولاء والانتماء لدى المقيمين.
أخبار متعلقة :