الرياض - ياسر الجرجورة في الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 07:19 مساءً - تتعمق الشراكة السعودية الأميركية مع بدء زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى العاصمة الأميركية واشنطن، في إطار مباحثات واسعة تهدف إلى تطوير التعاون الاقتصادي والتقني بين البلدين. وتشير التوقعات إلى أن الزيارة ستحقق زخماً استثمارياً كبيراً، خصوصاً في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والتعدين، بما ينسجم مع مسار التحول الاقتصادي الذي تسعى المملكة إلى تكريسه ضمن رؤية 2030. وتشكل الاجتماعات التي ستُعقد بين الجانبين منعطفاً جديداً في العلاقة الاقتصادية، في ظل رغبة مشتركة لرفع مستوى الاستثمارات المتبادلة.
تعزيز الاستثمارات المتبادلة
تركّز المباحثات الاقتصادية على فتح آفاق جديدة لزيادة تدفق الاستثمارات بين البلدين، وهو ما يعيد التأكيد على أن الشراكة السعودية الأميركية ليست ذات اتجاه واحد. وتشير تصريحات مسؤولي مجلس الأعمال الأميركي السعودي إلى أن الشركات الأميركية تبدي اهتماماً متزايداً بدخول السوق السعودية عبر قطاعات متنوعة، من الطاقة والصناعة المتقدمة إلى الخدمات المالية والترفيه. وتأتي هذه الخطوات بالتوازي مع توجه المملكة لخلق بيئة جاذبة ومحفزة لرؤوس الأموال الدولية.
الذكاء الاصطناعي محور رئيسي في المباحثات
يحظى الذكاء الاصطناعي بأهمية استثنائية ضمن أجندة الزيارة، حيث تعتبر التكنولوجيا المتقدمة ركناً محورياً في تطوير الشراكة السعودية الأميركية. وترى الشركات الأميركية الكبرى، من خلال خبرتها العالمية الطويلة، أن المملكة تشكل منصة واعدة للتحول الرقمي الإقليمي. وتدعم مبادرات مثل مشاريع شركة «هيوماين» ومراكز البيانات الجديدة هذا التوجه، بمساندة مباشرة من شركات عملاقة مثل "إنفيديا" و"إي إم دي" و"أمازون ويب سيرفيسز". وتسعى المملكة من خلال هذا التعاون إلى ترسيخ مكانتها كمركز تقني إقليمي قادر على إنتاج نماذج ذكاء اصطناعي عربية متطورة.
المعادن الحيوية ودور التعدين في التعاون
يمثل قطاع المعادن الحيوية عنصراً مهماً في تعميق الشراكة السعودية الأميركية، لا سيما في ظل سعي العالم إلى تأمين سلاسل إمداد مستقرة وموثوقة. ويندرج التعاون بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية ووزارة الداخلية الأميركية ضمن هذا الإطار، بهدف استكشاف فرص مشتركة في الاستكشاف والاستخراج والتقنيات الحديثة في معالجة المعادن. وتأتي هذه الجهود بالتزامن مع الإمكانات الضخمة التي تمتلكها المملكة في هذا القطاع الواعد.
الطاقة المتجددة والنفط: شراكة تتطور
ورغم أن النفط كان لعقود أساس التعاون بين البلدين، فإن الطاقة المتجددة تصبح الآن عاملاً مهماً في تطوير الشراكة السعودية الأميركية. فالمملكة تُعد من أسرع الدول استثماراً في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما تنظر بجدية إلى خيار الطاقة النووية ضمن مستقبلها الاستراتيجي. وتمتلك الولايات المتحدة قدرات تكنولوجية ضخمة يمكنها دعم المملكة في هذا المسار، مما يفتح الباب لتعاون أعمق في مشاريع الطاقة النظيفة.
المشروعات العملاقة وتمويل رؤية 2030
تحظى المشروعات العملاقة التي تنفذها المملكة، وفي مقدمتها مشاريع البنية التحتية والمدن المستقبلية، باهتمام كبير من صناديق الاستثمار الأميركية التي تبحث عن فرص ذات عائد مرتفع واستقرار طويل المدى. ويشكل هذا التوجه امتداداً لثقة متزايدة في السوق السعودية، ويعزز الشراكة السعودية الأميركية كمحرك رئيسي لتنفيذ مشاريع رؤية 2030. وتشير تصريحات مسؤولي مجلس الأعمال إلى أن المؤسسات الأميركية تمتلك القدرة على لعب دور حاسم في تمويل مشاريع التكنولوجيا والطاقة النظيفة والسياحة.
آفاق المرحلة المقبلة
تعكس هذه الزيارة مؤشراً واضحاً على أن الشراكة السعودية الأميركية ماضية في الاتساع والتعمق، خصوصاً مع انخراط الشركات الكبرى في مشاريع استراتيجية داخل المملكة. ومن المتوقع أن تحمل المرحلة المقبلة مزيداً من الاتفاقات والمذكرات التي ستسهم في تعزيز النمو الاقتصادي للطرفين. كما يُرتقب أن يتم تحديث نتائج الاجتماعات تباعاً مع تقدم الزيارة وظهور مستجدات جديدة.
أخبار متعلقة :