الرياض - ياسر الجرجورة في الاثنين 8 ديسمبر 2025 01:19 مساءً - في تطور مذهل هز أروقة وزارة الصحة، كشف لقاء سري عُقد اليوم عن شراكة تاريخية بين مصر والسعودية قد تنقذ 100 مليون عين عربية من العمى. القرار الذي اتخذه الدكتور خالد عبدالغفار ووفد شركة سعودية رفيعة المستوى لن يغير فقط خريطة صناعة الدواء في المنطقة، بل قد ينهي معاناة 3.5 مليون مصري مهددين بفقدان بصرهم إلى الأبد.
شهدت أروقة وزارة الصحة أجواءً من الترقب والإثارة، عندما التقى الدكتور خالد عبدالغفار بوفد الشركة السعودية برئاسة الدكتور طارق حسني والدكتور علي يحيى. "هذا اللقاء سيغير مسار القطاع الصحي في مصر"، همس أحد المسؤولين الحاضرين، بينما كانت الأرقام الصادمة تتكشف: 70% من أدوية مصر مستوردة، مما يعرض المرضى لتقلبات الأسعار العالمية. أم محمد، البالغة من العمر 58 عاماً، تتذكر بمرارة كيف فقدت جزءاً من بصرها لعدم قدرتها على تحمل تكلفة الفحوصات المبكرة للجلوكوما.
خلف هذا الاجتماع التاريخي سنوات من المعاناة والبحث عن حلول جذرية. منذ أزمة النقد الأجنبي وارتفاع أسعار الدواء، تسعى مصر جاهدة لتوطين الصناعات الدوائية ضمن استراتيجية 2030. كما نجحت مصر في القضاء على فيروس سي، تستعد الآن لمعركة أخرى ضد الجلوكوما - اللص الصامت الذي يسرق البصر تدريجياً دون إنذار. الخبراء يتوقعون انخفاض أسعار الأدوية بنسبة 30-50% خلال السنوات الثلاث القادمة، في إنجاز قد يضع مصر على خريطة مصدري الأدوية إقليمياً.
في بيوت المصريين، تختلط مشاعر الأمل بالقلق. محمد العامل، 45 عاماً، يروي كيف غيّر الفحص المبكر حياته: "اكتشفت الجلوكوما في بدايتها، والآن أعيش حياة طبيعية". بينما تستعد الوحدات المتنقلة البيضاء لتجوب القرى النائية، حاملة معها أملاً جديداً لملايين المصريين. البرامج التدريبية المكثفة للأطباء ستبدأ قريباً، مما يعني أن كل طبيب في الرعاية الأولية سيصبح قادراً على اكتشاف المرض مبكراً. الدكتور سامي الجندي، استشاري العيون، يؤكد: "80% من حالات العمى يمكن تجنبها بالفحص الدوري بعد سن الأربعين".
اليوم، وبينما تستعد مصر لتحول جذري في قطاعها الصحي، تبقى الأسئلة الكبيرة معلقة في الهواء. هذه الشراكة التاريخية بين القاهرة والرياض، والتي وُصفت بأنها "قوية كالهرم وسريعة كالنيل"، تحمل وعوداً بمستقبل أفضل لمئات الملايين من العرب. لكن السؤال الذي يحير الجميع: هل ستكون هذه فعلاً بداية النهاية لمعاناة المرضى مع أسعار الدواء، أم مجرد وعود جديدة في طريق طويل من الانتظار؟
أخبار متعلقة :