الرياض - ياسر الجرجورة في الاثنين 8 ديسمبر 2025 11:38 مساءً - في تطور صادم يعيد تشكيل خريطة العمل في المنطقة، أعلنت السعودية رسمياً عن إلغاء نظام الكفالة نهائياً لـ15 مهنة حيوية ابتداءً من 2026، في خطوة تاريخية ستحرر 13.4 مليون عامل وافد من قيود عمرها عقود. هذا القرار الثوري، الذي يأتي ضمن رؤية 2030، سيحول المملكة إلى مغناطيس عالمي للمواهب والاستثمارات، مع تطبيق تدريجي يصل إلى 50% سعودة بحلول يناير 2028.
تشمل المهن المحررة من الكفالة قطاعات حيوية مؤثرة: الأعمال اليدوية والمقاولات، الوظائف الإدارية والقيادية، السكرتارية التنفيذية، الهندسة بمختلف التخصصات، والقطاع الطبي. المهندس أحمد الريان، الذي يعمل في الرياض منذ 8 سنوات، يصف اللحظة بالقول: "أخيراً سأستطيع اختيار عملي بحرية دون انتظار موافقة الكفيل، هذا تحرر حقيقي بعد سنوات من القيود." وفقاً للشروط الجديدة، يجب على العامل قضاء 12 شهراً مع صاحب العمل الحالي وتوقيع عقد لا يقل عن عام واحد.
يأتي هذا القرار كرد فعل على عقود من الانتقادات الدولية لنظام الكفالة، والحاجة الملحة لجذب المواهب في ظل المنافسة الإقليمية الشرسة. د. محمد العتيبي، خبير اقتصادي بارز، يؤكد أن "إلغاء الكفالة خطوة تاريخية نحو اقتصاد معرفي حديث، مشابهة لما فعلته الإمارات وقطر في إصلاحاتهما الأخيرة." النظام الجديد يتماشى مع التحول الاقتصادي الجذري الذي تشهده المملكة، حيث تسعى لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط وتحويل نفسها إلى مركز عالمي للأعمال والاستثمار.
على المستوى الشخصي، سيؤثر القرار بشكل مباشر على حياة ملايين الأسر، حيث يتيح للعمال حرية التنقل بين الوظائف وتحسين دخولهم. رائد الأعمال سارة المالكي تؤكد أن "هذا القرار سيجذب أفضل المواهب العالمية للسعودية، مما يعني تحسناً كبيراً في جودة الخدمات والمنتجات." مع ذلك، تم استثناء 5 مهن من القرار: السائق الخاص، الحارس، العمالة المنزلية، الراعي، والبستاني، بينما ستطلق المملكة برنامج الإقامة المميزة "البطاقة الخضراء" برسوم تبدأ من 4,000 ريال سنوياً وتصل إلى 800,000 ريال للإقامة غير المحدودة.
مع اقتراب عام 2026، تقف السعودية على أعتاب أكبر تحول اقتصادي واجتماعي منذ عقود، حيث ستعيد كتابة قواعد اللعبة في سوق العمل الخليجي. هذا القرار ليس مجرد إلغاء لنظام إداري، بل ثورة حقيقية في مفهوم الحرية المهنية ستجعل المملكة نموذجاً يُحتذى به في المنطقة. الآن، السؤال الأهم: هل ستكون جزءاً من هذا التحول التاريخي الذي سيعيد تشكيل مستقبل العمل في الشرق الأوسط؟
أخبار متعلقة :