الرياض - ياسر الجرجورة في الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 05:04 صباحاً - في خطوة صادمة ستغير حياة 13 مليون شخص في السعودية إلى الأبد، أعلنت المديرية العامة للجوازات عن إطلاق نظام "هوية مقيم" الثوري الذي يلغي معاناة التجديد السنوي المرهق. خمس سنوات صلاحية بدلاً من خمس زيارات سنوية - هذه هي المعادلة الجديدة التي ستوفر على المقيمين آلاف الساعات من الانتظار في الطوابير. التسجيل متاح الآن عبر أبشر، والعد التنازلي بدأ لنهاية عصر الإجراءات التقليدية المعقدة.
أحمد، المهندس المصري الذي يعمل في الرياض منذ 8 سنوات، يصف الخبر بأنه "حلم أصبح حقيقة": "سئمت من الإجراءات السنوية المرهقة والطوابير التي لا تنتهي". النظام الجديد يتطلب رسوماً قدرها 500 ريال للمقيمين فوق 18 عاماً و600 ريال للعمالة المنزلية، لكن الخبراء يؤكدون أن هذه التكلفة تعادل خُمس ما ينفقه المقيم سنوياً على التجديد والانتقالات. البطاقة الذكية الجديدة ستعمل كوثيقة إثبات هوية معتمدة في جميع المعاملات، مع إمكانية وصول فوري للخدمات الرقمية.
هذا التطور ليس مجرد تحديث تقني، بل جزء من استراتيجية شاملة ضمن رؤية 2030 لجعل السعودية نموذجاً عالمياً في الخدمات الذكية. الخبراء يشبهون هذا التحول بـ"الانتقال من النقود الورقية إلى البطاقات المصرفية في التسعينيات". د. سالم الرقمي، متخصص الحلول الذكية، يصف النظام بـ"القفزة الحضارية التي ستجعل السعودية مرجعاً لدول المنطقة". النظام الجديد متوقع أن يوفر ورقاً يعادل قطع 260 ألف شجرة سنوياً، بينما سرعة المعالجة الرقمية ستكون أسرع من البرق مقارنة بالإجراءات التقليدية.
التأثير الفوري سيبدأ خلال ساعات من إطلاق الخدمة، حيث يتوقع تدفق كثيف على منصة أبشر. فاطمة التاجرة، التي تدير شركة تضم 200 موظف أجنبي، تعبر عن حماسها: "هذا سيوفر علينا وقتاً وجهداً هائلين في متابعة إجراءات الموظفين". لكن ماريا، العاملة المنزلية الفلبينية، تعبر عن قلقها من الرسوم البالغة 600 ريال. السيناريو الأكثر احتمالاً يشير إلى تبني تدريجي مع تحديات طفيفة، ونجاح نسبي خلال 6 أشهر مع إمكانية توسع سريع لتشمل خدمات الصحة والتعليم.
بدءاً من العام المقبل، ستتاح خدمات الشركات عبر القنوات الإلكترونية مع إمكانية إرسال البطاقات لمقار العمل مباشرة، مما يعني اختفاء الطوابير نهائياً. هذا النجاح سيضع السعودية في المقدمة كنموذج للخدمات الذكية في المنطقة. الخبراء ينصحون بالتقديم المبكر وتعلم استخدام أبشر لتجنب الازدحام المتوقع. السؤال الآن: هل ستكون من أوائل المستفيدين من هذا التطور التقني الثوري، أم ستنتظر حتى تزدحم المنصات وتفوتك فرصة التحول الذكي؟
أخبار متعلقة :